النظام السابق وفي آخر أيامه، خاصة بعد حادثة أحداث الحادي عشر من أيلول، وضرب الأبراج بواسطة طائرات وانتحاريين في الولايات المتحدة الأمريكية، كان هنالك حراكاً من قبل المخابرات العراقية، وعلى قدم وساق بطريقة الصمت، حتى لا تتم مراقبة الحدث الأبرز، الذي تم تهيئة أرضيته من قبل ذلك النظام .
عمل مضني لكل مفاصل الأمن العامة، ومراقبة الأحداث وما ينتج عنه، كان تتم مراقبته وتدريب الكوادر، التي تمت تهيئتها للعب دورها على الساحة العراقية، من خلال المحاضرات العلنية في الجوامع، بعدما كانت عبارة عن محاضرات داخلية وخاصة جدا! بحراسة ومتابعة رجال الأمن، ويتم تسجيل الشاردة والواردة مع الإضافات، ولأول مرة وفي داخل المدن، يصعد على المنبر أحد الدعاة والمشهور عنه وعن عائلته بالإنحراف! بالتعدي على الرموز الدينية في النجف الأشرف، وصل لحد السباب والشتم والتكفير لكن بلهجة بسيطة، وليست كما تستعملها المجاميع الإرهابية اليوم، وكان المراد منه جس نبض الشارع الشيعي بالذات .
كل الذي عمله النظام السابق وكان متأكدا من تحقيقه قد تحقق، ومن شواذه اليوم الإعتصام الذي قام به النواب داخل البرلمان العراقي، وهذا الأمر يبعث على الريبة! وعليه أكثر من سؤال ؟ إذا كان النائب الممثل للمواطن العراقي، لا يقدر على تحقيق الأمن والاستقرار والقضاء على الفساد، وكثير من المتطلبات الضرورية لحياة المواطن العراقي، فكيف بالمواطن العادي المسلوب الإرادة !.
المثير للجدل والاستغراب لهؤلاء النواب المعتصمين، خلال السنتين الماضيتين نقول لهم هل كنتم نائمين وصحوتم اليوم؟ بل ماذا حققتم في الأشهر الماضية، وعلى مدى السنتين المنصرمتين! هل حققتم أي مطلب للجماهير التي طالبت بالإصلاح ومحاسبة الفاسدين والسرّاق؟ الذين أتخمت بطونهم الأموال التي تم تهريبها لخارج العراق، سيما ونحن نخوض حربا ضروساً ضد الإرهاب، الذي إحتل ثلث مساحة العراق، نتيجة إهمال وتهور من كان على رأس هرم السلطة، لأنه كان منشغلا بكيفية زيادة أرصدته في خارج العراق، وشراء الأملاك وبناء قصور كما كان يعمل النظام السابق !.
سيناريو كان من الممكن أن يمر دون الإحساس به من قبل المواطن البسيط لكن المتتبعين حذروا منه ومن المؤسف انجراف أعضاء كتلة الأحرار به لو لا تنبّه السيد الصدر له حيث أعطى أوامره لأعضاء الكتلة بالانسحاب ومن لطف الباري تم كشف من يقف خلف تلك التمثيلية المراد منها حرف مسار الإصلاح عن من كان السبب في كل الذي حصل خلال السنوات الفائتة وهذه نتيجة تلك الأخطاء وهؤلاء ستتم محاسبتهم بقادم الأيام من خلال تفعيل ملفاتهم وتقديمها للمحكمة الاتحادية ونرجوا أن يكون كادر القضاء جديداَ وليس الكادر الذي اخرج المجرمين بعد إدانتهم بالجرائم التي ارتكبوها بحق العراقيين الأبرياء .