لم يسجل الموقع الرسمي لمجلس النواب www.parliament.iq/] ولامرة حضور جميع اعضاءه في الجلسات الاعتيادية بعددهم الكامل 325 نائباً ،وواضح أن هناك تغيب مستمر يصل مرات عديدة إلى مئة نائب ، والاكثر من ذلك وضوحاً ان هناك بعض الاسماء تكرر باستمرار بحسب نافذة الغياب في موقع مجلس النواب .
السؤال المطروح من يراقب أداء عضو مجلس النواب ويقيمه؟ ، ففي الدول الديمقراطية تتكفل المنظمات والمؤسسات الأعلامية المستقلة وناشطين بهذه المهمة لكن هذا لم يحصل في العراق بالمستوى المطلوب ، فالاشارات لهذا الموضوع غالبا ماتمرّ مرور الكرام للاسباب تتعلق بشماعة التوجهات السياسية .
المهم في الامر ،أن النظام الداخلي لمجلس النواب يشير في المادة منه “يلتزم عضو المجلس بما يأتي: أولاً، حضور اجتماعات المجلس ولجانهِ التي هو عضو فيها ولا يجوز التغيب إلا بعذر مشروع يقدره الرئيس أو رئيس اللجنة المختصة”.
ولاتوجد اي ّ أشارة هنا لرئيس الكتلة السياسية ،بل ان النظام الداخلي لمجلس النواب لايمنحه اي اعتبارات قانونية أوإدارية .
.
قد يكون الحديث مناسب للاشارة إلى أن رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، الخطأ الفادح الذي ارتكبه عندما اوعز لاعضاء ائتلافه بتعليق حضورهم في جلسات مجلس النواب مالم يتم وضع احدى القوانين في جدول اعمال المجلس ، لايمكن تبرير هذا القرار من الناحية القانونية والإدارية الا انه اخلال واضح بالوظيفة النيابية ومزج مكروه بينها وبين الاهداف السياسية ، وكان الاجدر المطالبة بادراج اي قانون او مطلب داخل قبة البرلمان وليس خارجه
.
لايزال الوقت متاحاً امام المالكي ليعدل عن موقفه مع انتهاء العطلة التشريعية لمجلس النواب .
مثل هذه القرارت بمعية الغياب المستمر لبعض النواب من حضور الجلسات واجتماعات اللجان النيابية تترجم مصطلح”النواب الفضائيين ” على ارض الواقع .
هناك عدد ليس بقليل من اعضاء مجلس النواب ، لايشعرون بحجم المهمة الخطيرة الملقاة على عاتقهم في مرحلة حساسة وخطيرة من تأريخ العراق الحديث ، فهناك مئات القوانين بحاجة إلى تشريع وهناك مؤسسات حكومية تفتقد للرقابة وهناك ازمة سياسية حادة في البلاد تتطلب جهداً نيابياً استثنائياً لتجاوزها .
لم نلحظ طيلة السنوات الثلاثة انتقادات ملموسة لامن القيادات السياسية ولامن رجال الدين ولامن المراقبين ولامن الصحفيين تتلائم مع ظاهرة التغيب وترك العمل النيابي من دون عذر .
نعم، صحيح أن نسبة الغياب في اغلب الاحيان لاتؤثر على نصاب انعقاد جلسات مجلس النواب لكنها تضرّ وتسيء لسمعة المؤسسة التشريعية التي يفترض ان تعد افضل مؤسسة في الدولة تطبيق القانون .
ولااعتقد أنه يمكن تبرئة الناخب من اعادة انتخاب” النواب الفضائيين”،إذ ارى من الضروري أن يطلع الناخب عن قرب على اداء النائب الذي انتخبه وليعرف جديته في العمل النيابي .
المرحلة مهمة لتفعيل دور المؤسسات الاعلامية والمنظمات الانسانية والناشطين لمراقبة اداء اعضاء مجلس النواب والتركيز على إنهم ليسوا سوى موظفين كبار في السلطة التشريعية عليهم حقوق مثل مالديهم امتيازات غنية !
الفرصة متاحة لتذكير النواب الحاليين الذي يهئنأ اغلبهم بعطلة سعيدة في بريطانيا وفرنسا وايران ولبنان وجورجيا وغيرها من بلدان العالم ، بأن النائب السابق حميد مجيد موسى ،لم يغب ولامره من دون عذر ، بحسب مايشير له الموقع الرسمي لمجلس النواب ولم يكن فضائيا !
تنويـه : مصطلح “الفضائيون ” منتشر بشكل مُلفت بين أفراد القوات الأمنية بالدرجة الاساس، ويُراد به الأشارة إلى المنتسبين الذين يمنحون نصف راتبهم إلى امراء الافواج.