23 ديسمبر، 2024 2:52 م

“النواب الحجاج”!

“النواب الحجاج”!

“النواب الحجاج”!
في العراق فقط الوزير افضل من النائب والنائب بلا مفردة “حجي ” سيكون تصويته منقوصاً، وعمره النيابي قصيرا ومقعده بلا قيمة معنوية، النواب الحجاج هذه المرة خُفي عددهم الرسمي والجهات المسؤولة تتحاشى الحديث عن هذه القضية بدعوى الكف عن الاثارة والانشغال بما هو اهم !، لكن يقول صحفيون في مجالسهم الخاصة أن النواب الحجاج تجاوزوا الـ50 نائبا ، بينما يقول آخرون أنهم تجاوزا ذلك إلى 75 نائبا ً ، لم يحلوا لهولاء النواب الا ان يغسلوا ذنوبهم ويمسحوها ليفرغوا صندوق سيئاتهم قبل انطلاق صافرة العمل البرلماني، من دون ادنى شك لايحق لنا الاعتراض أن كان النائب راغبا في الذهاب إلى اداء مناسك الحج لكن يحق لنا التساؤل كــــم حصة مجلس النواب من مقاعد الحج لهذا العام ؟،مطلوب من أعضاء مجلس النواب في هذه الدورة أن يكونوا اكثر تفاعلاً واهتماماً بالقضايا الوطنية وأن يغيروا بوصلة تحرك مجلس النواب السابق الذي كان عدد من اعضاءه غارقين بالمصالح الشخصية والحزبية بينما ركنوا المصلحة العامة في سلة المهملات،لابأس في أن يذهب النواب إلى الحج شريطة أن يؤدي مهامه النيابية على افضل وجه وأن يتناسوا أنهم ممثلون عن منطقةأو طائفة أو محافظة أو عشيرة وأن يكونوا نوابا لجميع العراقيين يسبق ذلك تطوير مهارتهم البرلمانية مرة من المرات اقترحت أن يشكل النواب الخاسرون الذين تميزوا في الاداء البرلماني منظمة لتدريب النواب الجدد الفائزون بدلاً من البحث عن منصب تنفيذي، في ذلك الوقت يصير مفهوماً تطلع النواب إلى مصالحهم الشخصية وحياتهم الخاصة، هم قبلوا أن يكونوا نواباً والشعوب المثقفة في العادة تحاسب النائب بعد ستة اشهر عن برنامجه الأنتخابي لا عن حجه إلى بيت الله الحرام أو عدد زيارته إلى الامام علي عليه السلام أو لبسه السواد في محرم أو عن موكبه في اربعينه الامام الحسين على الرغم من أن ذلك ليس عيباً أو خدشاً لكنه ليس من ضمن البرنامج الأنتخابي لاينبغي لاعضاء مجلس النواب العراقي في هذه المرحلة الانشغال بنعمة الحج والايفادات والمقاولات والتنسيق مع شركات محلية والضغط على وزراء كتلهم لأبرام عقود ورفع شعار كان مرفوعا سابقاً ” كون نفسك يحجي محد يفيدك ” بل مطلوب منهم أن يسهلوا اقرار القوانين ويبعدوا الغزل السياسي ويفكروا بالمواطنين الذين يتعرضون لموجة القتل الداعشي وابادة، النائب بلا عمل ملموس لن تنفعه صفحات الفيسبوك (محبو النائب الحجي الفلاني وعشاق النائبة الحجية الفلانية وغيرها من صفحات المغالين والمستفيدين من النواب ) وضرورة أن يتفهم المجتمع البرلماني(الحجاج والحجيات) أن المقالات الناقدة افضل بكثير من المقالات المادحة أو تلك التي تزين الباطل فتجعله حقاً او تجعل الحق باطلاً، ونحن في بداية المبارة البرلمانية نتطلع إلى أن يكون الاداء البرلماني هذه المرة افضل بكثير من المرة السابقة وأن يتحرك النائب بفضاء الوطن لا بفضاء المحافظة والمذهب والعشيرة والعائلة …ذلك خير لكم وحجاً مبرورا وسعيا ً مشكورا .