22 ديسمبر، 2024 2:00 م

النهوض ما بعد السقوط

النهوض ما بعد السقوط

عندما تسقط وانت تتجه لهدف نبيل وإنساني عليك النهوض من جديد، لكون الطريق غير معبد وسهل ستجد من يقف ضدك ويحاول بكل طريقة ان لا تنجح وتتفوق، تلك الانا متغلغلة في النفس البشرية منذ وجودها هي امارة للسوء وسوئها ظلمك وافشالك، عليك النهوض ولاتكن مثل سقوط اجدادنا منذ قرون المتقيدين بطوق عبوديتهم للديانة، عليك ان لا تسير على نهجهم وتنهض في عالم تحكمه التكنولوجيا والعلم بجميع اشكاله، تحرر من كل القيود والتبعية للغير وكن حر واملئ روحك إنسانية ومحبة وهو الفوز الحقيقي، لتكن لك فلسفة إنسانية خاصه بك المهم تسودها العدالة خالية من الظلم والعنف.

لي صديق متعبد جداً وكثير الزيارات للأضرحة وهنا عندما اقول صديق ليس يعني ذات صلة قوية، بل معرفة تواصل بيني وبين الفقراء، فأختفى فجأة لم اراه في المقهى الذي ارتادها الذي نلتقي عند تواجدي في المقهى، سمعت انه مسافر إلى ماليزيا وعند عودته من السفر التقيت به في المقهى ليحكي لي عن قصة سفره، كان مبهور بعاصمة ماليزيا كوالالمبور والمناطق السياحية، قال اول مره اسافر لكن ايقنت نحن ليس بشر وكل حياتنا وضياع عمرنا كذبة، ويكمل حديثه الطبيعة والمناطق السياحية العجيبة، ترى في عينك يخرج ماء من تحت الارض بدون منبع مع مناطق اثرية لو كانت في العراق لاستغلوها اضرحه وهميه لخداع الناس وسلب ما في جيوبهم باسم الأجر والثواب وتحقيق التبريكات، نقل صورة من غير المكان الذي يعيش به نشأه في بيئة فقلدها وسار على نهجها، وتعمقت في عقله وداخل عيونه فخضع للموالاة والطاعة ودستور الدين، لكن عندما رأى الحقيقة تيقن كل ما كان يفعله مجرد خرافه وبدع وان الأرض واسعه جداً وفيها من العجائب الذي لا توجد في بلده، ولو كانت لكان مثل ما قال في بلاده تتحول إلى مزارات وبدع وجهل لأجل كسب المال.

عندما اعلن عن نفسي مدافع عن حقوق الإنسان ولم التزم اخلاقياً بمبادئها واهدافها إذاً انا ليس مدافع عن هذه الحقوق، وعندما اكون رجل إنساني ولم التزم بمبادئ واهداف العمل الإنساني ومدونة سكونها إذاً انا ليس رجل إنساني، عملهن بسيط وجميل لكن ضمير العمل ثقيل جداً علينا في هذا المجال نكون اوفياء للضمير حتى نستطيع حمل الأمانة وإيصال الرسالة بالسلام والإنسانية بين المجتمع، في مجتمعنا تجد اخوة مختلفين وبينهم كراهية، لكن لنسال نفسنا والمجتمع اسلامي؟ اذا الاخوة والاقارب بينهم كراهية ما فائدة الاسلام وكتابه، إذا الكراهية والاختلاف ينافي مبادئ اسلامهم، عندما تجد هذه الكراهية متعمقة في عقلية الإسلامي ومبادئها واهدافها تخالف انتمائه لديانته كيف تصنع شعب إنساني؟ وكيف يتعامل مع الغرباء من ابناء مجتمعة؟ عندما كان الحصار الاقتصادي على العراق، كانت الكهرباء سيئة وفقط تتحسن يجتمعون اهل مولدات الكهرباء لجمع مبالغ طائلة ويرشون مسؤول محطة الكهرباء لزيادة قطع الكهرباء على الناس، وهذه حقيقة من لسان احد مولدات الكهرباء لأحد المناطق في العراق، وبقت هذه الثقافة في الجشع واذية الناس مستمرة لحد هذه اللحظة والعراق بدون كهرباء، هذا المجتمع الإسلامي وخاصة المجتمع الشيعي المتباكي على ديانته على طول السنة، لذا الإسلام لا ينهي عن الفحشاء ولا المنكر ولا يحقق غاية الحلال من الحرام، التربية العائلية والبيئية هي الذي تنشأ الإنسان على اخلاق الضمير والمبادئ والاخلاق، حتى لو غير ديانته او تجرد منها مستحيل يتحول الى إنسان وثقافة الجشع والظلم وانحطاط الاخلاق متعمقة به.

يوم ريح عاصف وبارد وممطر لا املك فراش لي ولعائلتي يكفي ليقينا شدة البرد القارص، ولكن في هذا الظلام يوجد نور القمر بدر يضيء جزء من عتمة الغرفة شبيه بعتمة قلبي الذي عمها السواد وانت تجد مصيرك تم هدره تحت اقدام المتخلفين والعنصريين، تقلب الذاكرة يميناً ويساراً ويصيبك توتر كبير مع تسارع دقات قلبك لغرابة العالم ليصعد الفاشلين على اكتاف الناجحين ويتحكموا بمصير دعاة السلام والإنسانية لكي يبقوهم على قارعة الطريق يشحذوا بادرة امل في عالم خالي من كل امل وإنسانية، في احد المنشورات لليونيسف تتباكى لحال الاطفال اللاجئين في الدول المضيفة لعدم قدرتهم الذهاب إلى المدرسة، هذه المنظمة التابعة للأمم تتملكك الغرابة والدهشة وانت ترى منشورهم الذي تقشعر الابدان عندما تقرأه لنسأل نفسنا، ما دور اليونيسف لأجل الاطفال؟ اليس السعي لتعليمهم وتقليص عدد الاطفال الغير متعلمين، ولو اتصلت بها الف مره لأجل دراسة طفلك سوف لا تجد استجابة، إذا لماذا تتباكى على اطفال اللاجئين والنازحين؟ كذلك مفوضية شؤون اللاجئين وغيرها من المنظمات الإنسانية حسب ما يدعون، الجميع يلهث خلف شحذ المال والاطفال تتسول في الشوارع لأجل اعالة عوائلهم.

عندما قلنا نحتاج للثبات الوقوف على مرتفع عالي لأرى هذا العالم الغريب المليء بالعنصرية والتمييز، هدفنا نرى اصحاب القشور من العالم الثاني الذي يحمل في فكره فلسفة إرهاب الكره الشديد ممن يخالفه الانتماء، أذاً علينا ان نؤمن الحياة ليس صافيه كما تتوقع عالمنا بينهم برزخ عالم نقي وعالم ملوث، علينا ان نستمر لا تتوقف الحياة على هدام الحياة بل لنكن صناع الحياة، ولصنع الحياة عليك ان تتألم وتصبر، وتجاهد لإزاحة الظلم ولتحقيق هدفك لصنع حياة وفلسفة خاصة بك لا ظلم فيها ولا طائفية ولا تمييز مدينة سلام نقية.