23 ديسمبر، 2024 1:14 ص

لا تنهض أمة أمامها السيف ، ورهط مصليها مجموعة من الخناجر ، لا تنهض أمة راياتها على أسنة الرماح ، وحوافر خيولها تدنس البلدان ، النهوض يبدأ بشحن العقول بالثقافة ، ثقافة مدادها أزرق ، وليس مدادها أحمر كلون الدم ، النهوض يتم بزرع الحقول بالأس والريحان ، ولا يتم بقطع الرقاب في الساحات تحت صيحات الله أكبر ، والسواطير مخضبة بدماء الأبرياء ، النهوض لا يتم بسبي النساء والأطفال ، ولا يتم بأستعباد النساء جنسيا ، النهوض ليس عملية وسيلتها أحتلال البلدان ، ولا يتم بقهر الشعوب ، ولا يتم بفرض الجزية ، ولا يتم بخيار تغيير الدين أو القتل ، فهذا ليس نهوض ، بل هذا قبر للعقول ، وقبر للأنسانية ، وقبر للأخر .
لا يتم النهوض بأمة واحدة ، على أساس أنها خير الأمم ” كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُون َ (110)/ سورة آل عمران ” ، النهوض بودقة من الأمم تكمل أحدها الأخر بالمعرفة والعلم والتكنولوجيا والثقافة والأدب ، من أجل بناء حضارة راقية ، فحضارة الجواري وملكات اليمين و الخصيان قد ذهبت ، ولم يبقى منها ألا روايات تأريخية مخزية ، النهوض لا يتم ألا بشطب زمان القهر والعهر والغزو والنهب والسبي ، أبنوا سدا من الوعي والأدراك من أجل عدم تسرب موروث ماضوي متحجر دمر أمما بشعوبها ، وشيدوا صرحا من التأخي والتألف والمنافع ، أنهلوا من روافد المعرفة ولا ترموا فضلاتكم بها ، أن ماضيكم في الدرك الأدنى ويدنى له الجبين ، وحاضركم ليس له دور بعالم اليوم ، كطفل معوق لا يحبو ، ومستقبلكم لا أمل يرتجى منه .. فأنهضوا وخططوا لأجيالكم التائهة بين البلدان ، أن قراءة التأريخ أهم محور لبناء مستقبل أفضل ، والعاقل يعي ويفهم ! .