22 نوفمبر، 2024 6:14 م
Search
Close this search box.

النهضة الحسينية والشعائر الدخيلة عليها

النهضة الحسينية والشعائر الدخيلة عليها

(( ونحن نعيش أجواء أيام محرم الحرام وليالي عاشوراء بحزنها وأساها نندب فقيد الأمة الإسلامية والإنسانية الأمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام بعد ما قاد ثورته ونهض بمبادئ الإسلام بفكره وعقيدته ضد الظلم والفساد المستشري في جسد الأمة الإسلامية الفتية من قبل حكام عصره وانحرافهم عن مسيرة العقيدة الإسلامية ونهجها الحقيقي على يد الطغمة الحاكمة آنذاك وقد لا تليق بهذه النهضة تسميتها بالثورة كون أكثر الثورات وقادتها تكون لكسب المكاسب الشرعية أو الغير شرعية والمناصب الدنيوية بقدر ما ترتقي ثورة الحسين عليه السلام إلى نهضة بعقيدة راسخة قدم فيها نفسه الزكية وأهل بيته الطاهرين قرابين لها نهض ضد الطامعين بالسلطة الشرعية ومناصبها والمنحرفين عن عقيدة الإسلام ومبادئه وضد التيار المادي الذي قادته بنو أمية حينها . بقية هذه النهضة وآلامها ومآسيها شاخصة بعيون المسلمين وقلوبهم وضمائرهم وتجاوزت حدودها الزمانية والمكانية وهزت عروش الظالمين والمفسدين في بقاع الأرض المعمورة وأصبح نطاقها يتسع في النفوس والأفكار لما تحمله من أفكار وعقيدة ومصداقية التضحية في الصراع ضد الظلم والانحراف العقائدي وأخذت الشعوب في العالم تستنبط عزيمتها في التغيير من دروسها وعبرها وأصبحت شعوب العالم المحبة للسلام والمعرفة تسأل عنها وتتقصى عن حقيقتها ومضمونها لذا لزاما علينا كمتبنين لهذه الثورة ومؤمنين بها ومدافعين عنها بكل قوة عبر قرون مضت ولغاية الآن والعمل في إيصال فكرتها ونهجها بالطريقة والأسلوب الصحيح بعيدا عن الدمعة والتصرفات الغير مسئولة التي لا تليق بها وتسيء لها كنهضة وثورة إنسانية ضحى بها أحب الشخصيات على قلب نبينا محمد بن عبد الله عليه وعلى آله وسلم أفضل الصلوات فأن هذه النهضة لا تختزل بالشعائر والحكاية المنبرية الروتينية التي تقام كل عام ثم تُترك بعدها للعام القادم بل عليها أن تكون أفكارا راسخة في وجدان وضمير الإنسانية وتُترجم بأفعال ونهج على أرض الواقع في معاملات الناس وحياتهم فهي ليست شعائر وطقوس تؤدى من قبل معتنقيها فقط بل هي دروس وعبر للإنسانية لذا يجب أن تكون الشعائر والطقوس والمراسيم لإحياء هذه الفاجعة واستذكارها بمراسيم وتصرفات تليق بهذه المناسبة وعظمة مكانة الأحداث وتضحياتها بالأسلوب والأداء لتكون نبراسا وعظة للعالم وشعوبه وتوضيح مدى عظمة هذه الشخصية وشهدائها لكن مع الأسف نرى في الآونة الأخيرة والسنين المنصرمة تحولت القضية الحسينية إلى مصدر رزق للبعض ومكان للتهريج من خلال ممارسات بعيدة عن مضمون هذه المناسبة ورقص على جراحات شهدائها ومعتنقيها من قبل الجهلاء والدخلاء والأعداء والمغالين بها وهي ممارسات مرفوضة ومستهجنة من الكثير والمنصفين لهذه العقيدة والنهضة والإساءة إلى قائدها وأصحابها من قبل شباب غير مدرك ولا واعي أو مغرر بهم بدت تطفو على سطح الشعائر وممارساتها وهنا يجب أن يُنبرى لها المؤسسات الدينية والمرجعيات الدينية لهذه الظاهر وقمعها في مهدها قبل أن تستشري وتستفحل في المجتمع ووأدها والسعي في تشذيب هذه النهضة من الشوائب والأفكار الدخيلة عليها من خلال إعادة كتابة نصوص الثورة الحسينية من جديد وبالحقائق العلمية البحثية الرصينة التي اندثرت في بطون كتب التأريخ والبحث عن الحقائق التاريخية لها أو جعلها مادة درامية في المؤسسات الفنية من مسلسلات وأفلام رصينة وبدعم مادي سخي يصور هذه النهضة بأسلوب درامي وفني كي تصل إلى أبعد نقطة في العالم المتعطش لها ويسعى إلى فهما بطريقته وأسلوبه تحفظ عظمة الشخصية الحسينية والحفاظ على النهضة وإبقاء بريقها وشذراتها في النفوس والعقول والضمائر على مدى الدهر )) ضياء محسن الاسدي

أحدث المقالات