23 ديسمبر، 2024 2:58 م

النهضة الحسينية ثورة متجددة في روح الامة

النهضة الحسينية ثورة متجددة في روح الامة

إن النهضة الحسينية خالدة ما بقي الظلم والطغيان والفساد ، وتتجدد في كل عصر وبحلّة جديدة ولكن مبادئها ثابتة وواضحة ويخشاها كل ظالم لأن إسم الحسين جمرة حق في قلوب المظلومين لن تنطفئ الى يوم القيامة ، ولكن هذه النهضة المتجددة بروحها الثورية لابدّ من مُنظّر لها ولابدّ من مُجسّد لأهدافها الحقة ، أي ما معناه أن هناك فكر حسيني ونهج حسيني وهدف حسيني لابدّ من مطبّق له في كل فترة وعصر ، وهذا يتناسب بظروف الأمة ومتطلباتها فلا يمكن لذلك الثائر الحسيني أن يعطي جميع الجرعة الحسينية للأمة لأنها في طور لا يتناسب مع مفاهيم كل الثورة الحسينية !!
وهذا الأمر مناط بالمجتهد الجامع للشرائط الذي يسير بسيرة الحسين عليه السلام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهذا ملاك ثورة الإمام السبط ، فالإصلاح الذي دعا به من قبل هو الإصلاح الذي يجابه الفساد بكل صورة ، وهذا التشخيص الدقيق والعمل طبق ما يحتاجه لا يعرفه إلاّ المجتهد الجامع للشرائط أي المرجع الأعلم . فالمجتهد بعلمه وفكره يُجسّد ثورة الإمام الحسين عليه السلام سواء بالموقف او الكلمة الحقة ، والأمة تعي ذلك وتقرُّ به لكن لفقدان إرادتها من جديد تتقاعس في نصرته مما يكون الأمر أسوء من قبل فالسيوف والقلوب تكون ضد المجتهد الحسيني فكرا ومنهجا ، وهذا أوجهُ مثالٍ له في التهميش وإيداعه في غربة مقيتة كما هو الحال اليوم مع المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني ، فالمرجع الصرخي دعا ولأكثر من مرة الى أن نسير بسيرة الإمام الحسين عليه السلام وأن نُميز بين معسكر يزيد ومعسكر الحسين ، وأعتبر أن ثورة الإمام الحسين صرخة ضد الطغاة لكل مظلوم ولو تتبعنا بيانات المرجع الصرخي لوجدناها مليئة بنفحات حسينية ولو استقرأنا المواقف الصلبة للمسنا منها الموقف الحسيني الثائر ، وعلى العكس من باقي المراجع الذين حملوا فقط عنوان الـ (مرجع) لم نرَ منهم أي موقف تجاه الوطن او الدين او المذهب بل الموقف الأبرز هو السكوت المطبق !!
 نعم إنه (… سكوت مهيب وصمت رهيب كصمت القبـور وسـبات عمـيق …) كما عبّر المرجع الصرخي في بيانه المرقم (4) : (( النواصب …. وأنصار الإمام وجده المختار(عليهما الصلاة والسلام)) لكن هؤلاء المتبهرجين بلباس الدين تراهم ينطقون بما هو يضر المجتمع والدين  (ينطقون بألعن ما نطق به إبليس , فإبليس اللعين يسلم بالأمر الإلهي وصدوره وحقيقته لكنه يبرر ويفلسف عصيانه وانحرافه بدليل مغالط ضعيف واهن أما هؤلاء خونة المذهب وأعداء الحسين (عليه السلام) ) كما عبر المرجع الصرخي بذات البيان http://www.al-hasany.net/News_Details.php?ID=41
والمنهج الحسيني هو والسكوت في تضاد وتباين لا يجتمعان أبدا ، فكما كان الإمام الحسين عليه السلام آنذاك عندما رأى أن الدولة الإسلامية في انحلال وتسلط الفاسدين والجاهلين على مقاليد السلطة وصار الدين سُلما لتحقيق المآرب ترك كل شيء في سبيل إشعار الأمة بالخطر المُحدق الذي حلّ بهم وما من سبيل إلاّ التضحية بالغالي والنفيس لأجل شريعة الله وعباده ، ولكن في عصرنا الحالي رجع كما كان ولكن في صورة سيئة جدا فكان لابدّ للأمة من حسين جديد يسير وفق تلك النهضة الحسينية ، فكان للمرجع الصرخي الدور الكبير في مواجهة التمرد الديني المزيف والفساد المستشري في مواقف سطرها التاريخ بأسطر من ذهب فمنذ أن أعلن السيد الصرخي عن نفسه مرجعا بدأ المشوار الحسيني من تظاهرات ووقفات تندد وترفض الاحتلال الامريكي والاحتلال العقائدي والفساد والإستبداد والظلم
 http://www.al-hasany.com/vb/forumdisplay.php?f=337
أن المرجع الذي هو روح الأمة ونبراسها، هو حُسينها وطفّها ، وهو واعيتها ولذا عمد ممن سار على نهج شريح القاضي على طمس معالم المرجعية الحسينية وتجييش آلاف التهم والإفتراءات وتفريغ النفوس من هذه المرجعية الصالحة الرسالية فما كان من المرجع ألاّ أن يصرخ بهم في دليل علمي وشرعي وأخلاقي ….
إن محاولات الجهات الدينية اللاحسينية لصبغ الثورة الحسينية بلون اسود وإفراغها من اهدافها الحقيقية وجعلها مجرد لطم وبكاء وعويل وإقامة مجالس عزاء خالية من الفكر العاشورائي ، هي بحقيقة الأمر نيل وقتل آخر للإمام الحسين عليه السلام ، هو تضييع لتلك الدماء الزاكيات التي سُفكت في كربلاء هي سبي جديد لعيال الحسين فما فائدة اللطم والبكاء ونحن في ذروة الظلم والديكتاتورية ؟ اذن أين نهج الحسين في مقارعة الظلمة والمفسدين ؟ يا قوم إرجعوا الى أحسابكم وانظروا هل أنتم انصفتم الإمام الحسين عليه السلام ؟ وهل سرتم بسيرة أبيه الامام علي عليه السلام (أريد أن أسير بسير ابي ) ؟
أين طاعتكم واتباعكم لمن يمثل علي والحسين ؟ اين تقليدكم للمرجع الجامع للشرائط ؟ فالحسين عندما ثار كونه جهة حق شخصت العلل والاسقام في جسم الامة فلابدّ إذن للأمة من طاعتها والإمتثال لأوامرها وها هي المرجعية العراقية العربية التي لطالما شخصت الأسقام والعلل والتي هي إمتداد للإمامة مازالت في نفس تلك الظروف من التهميش وعدم الطاعة والإتباع إلاذ القليل الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .