ان العراقين يستذكرون ثورة 14 تموز بكل فخر واعتزاز ويستذكرون كذلك انجازات تلك الثورة لغاية الان ويطابقونها مع كل حكومة جاءت بعد حكومة عبدالكريم قاسم , تلك الحكومات التي لم تجلب للشعب سوى الدمار والخراب والقتل والحروب والاعتداءعلى دول الجوار
عندما نقرأ تلك المرحلة قراءة محايدة علينا ان نعرف جيدا من كان يحيط بكل قائد او بكل حكومة يعني يجب ان نعرف جماهير هذه الحكومة والاحزاب التي ساندتها
ثورة 14 تموز استمرت خمسة سنوات تقريبا كانت زاخرة بالبناء والعطاء وكان المحرك الاساسي والمساند لهذه الحكومة هو الحزب الشيوعي العراقي اذ كان الحزب مسيطر على الشارع ويوجه جماهيره بدعم حكومة عبدالكريم القاسم وتحققت الانجازات الكبيرة ومن ضمن هذه الانجازات الكبيرة وضع خطة لبناء البنى التحتية للعراق والتي لغاية الان هي تطبق بالشكل الذي ارادت له الحكومة العراقية في عهد عبدالكريم قاسم ,الجميع يمدح تلك الفترة اصدقاء واعداء ويستذكرونها وكأنها رحلة جميلة يستذكرونها بكل بشوق وحنين لايام رائعة , ونستطيع ان نقول ان تلك الحقبة كانت بعهدة الشيوعيين وهذا امر لاينكره احد , ولولا انقلاب عبدالكريم قاسم على الشيوعين في عام 62 لما استطاع الانقلابيون تحقيق انقلابهم المشؤوم الذي جاء بقطار امريكي حسب ماقال قيادي حزب البعث واخرهم عبدالجبار محسن في مذكراته الاخيرة , وساند الانقلابين القوميين ومرجعيات دينية والكورد ايضا , وسالت انهار من الدماء على ايدي الحرس القومي هذا الحرس الذين هتك الاعراض وعذب وقتل العراقين الشرفاء وبتأيد فتوة دينية بقتل الشيوعين على اعتبارهم كفرة ولايؤمنون بالله تعالى !
بعد ثورة 14 تموز جاء انقلاب 8شباط والجميع يعرف تلك الفترة المظلمة من تأريخ العراق الحديث كانت مهمة الانقلابين هو القضاء على الحزب الشيوعي العراقي وجماهيره الواسعة وليس له مهمة غيرها , واستمر الحال الى 2003 , ترى ماذا يتذكر العراقي في هذه الفترة هل هنالك ربيع عراقي , لا طبعا بل هو تهجير وقتل القوى الوطنية واعلان حروب لاطائل منها سوى قتل الشباب العراقي وضياع ثروات العراق , من كان منفذ وقائد د تلك الحكومة كانوا البعثيون
بعد الاحتلال الامريكي , من حكم العراق ؟ حكم العراق لغاية الان الاحزاب الدينية الشيعية والسنية وقوى كانت تنتمي لحزب البعث ومنهم كان في الحرس اللاقومي الذي فتك بالعراقيين وعلى مدى عشرة سنوات ماذا يستذكر العراقيين سوى القتل على الهوية والفتنة الطائفية والفساد الاداري وسرقة المال العام وتزوير الشهادات وتردي الاوضاع الصحية والمعيشية , من كان ومايزال يؤيد هذه الحكومة ؟ انهم الاحزاب الدينية وجماهيرها , هذه الاحزاب التي تكفر الحزب الشيوعي العراقي
استعرضت لكم ثلاثة حقب تأريخية , اية حقبة يستذكرها العراقيون بالخير ويحنون اليها ؟ اية جماهير كانت تسند الحقبة الربيعية ابحثوا عن عناصر الخير وزُراعه ابحثوا عمن يحب الفقير ويناضل لاجله ابحثوا عمن يشهد لهم الجميع بنظافة اياديهم ونقاء فكرهم , البعض يتهم الشيوعيون بالكفر, اذا كانوا كفرة وهذه فكرة يراد بها تضليل العراقيين , لماذا بعض المراجع الدينية تمتدح الشيوعيون ولماذا في كل ذكرى لتأسيس حزبهم الشيوعي يبعث لهم بعض القادة الاسلاميون برقيات تهنئة , محمد محجوب سكرتير الحزب الشيوعي السوداني كان مسلم و يصلي بالمعتقل , والحزب الشيوعي فيه اعضاء قياديين ينتمون الى عوائل دينية معروفة وله موكب حسيني في كل عاشوراء , انتم الاسلاميون المؤمنين ماذا قدمتم للشعب العراقي وانتم تمسكون بالسلطة اليوم ولماذا هذا التدهور الاخلاقي في المجتمع من سرقة الى قتل الى اغتصاب الاطفال الى انتشار المخدرات و الحشيشة , لماذا انتم الاسلاميون كنتم تعيشون في دول الكفر وتنعمون بخيراتها لماذا الشباب العراقي يهرب الى دول الكفر ليحصل على الامن والامان والحياة الرغيدة ؟ نحن نقول لايوجد حزب يدعي الكمال ولكل حزب اخطائه وهفواته لكن هنالك اخطاء قاتلة واخرى يمكن معالجتها وكذلك الشيوعيون لايدعون الكمال وهم على الدوام يحاورن ويناقشون معارضيهم الغاية من هذه المحوارة هو الوصول الى افضل صيغة يمكن التحالف على اساسها
الشيوعيون هم النهر الثالث للعراق فهم يرفدون كل مجالات الحياة الثقافية و الادبية والسياسية والاقتصادية بأعلام رائعة في ميادينهم المختصين فيها فلماذاالبعض ينكرها على الشيوعين مالغاية من تضليل المواطن بأفكار مسمومة يراد منها طمس الحقيقة, الحقيقة التي تقول ان الشيوعين بارومتر العملية السياسية , فاذا كان الشيوعيون جزء من العملية السياسية فهذا يعني ان الجميع على السكة الوطنية التي تعني البناء والعطاء