22 ديسمبر، 2024 7:21 م

النهاية غير الآمنة للنظام الايراني

النهاية غير الآمنة للنظام الايراني

ليس هناك من حالة يأس وقنوط تشبه تلك التي تعاني منها وتواجهها النظم الديکتاتورية عندما تضيق بها الدوائر وتصبح في مواجهة شعوبها وقد تم کشف کل ماقد قامت به من أعمال وجرائم وإنتهاکات، في مثل هذه الحالة لايوجد هناك من أي مخرج أو حل لهذه النظم سوى أن تسير صوب النهايات غير الآمنة المرسومة والمحددة لها.
الاوضاع الحالية التي يواجهها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي وصلت الى حد من الوخامة بحيث صارت آثارها وتداعياتها تظهر على عموم المشهد الايراني والانکى من ذلك إن هذا النظام وعلى الرغم من إنه کان يسعى طوال العقود الاربعة الماضية للتستر والتغطية على عيوبه وأخطائه ومساوئه، لکنه يجد نفسه الان أمام حالة مختلفة تماما بحيث تجبره على الاعتراف بالحقيقة مع الانتباه الى أنه يعترف بجانب منها وليس بکلها، ولذلك فإننا نرى هناك إعترافات عديدة بوخامة الاوضاع وبزيادة معاناة الشعب وتفشي الفساد، غير إننا يجب أن نعلم أيضا بأن هذه الاعترافات تهدف فيما تهدف الى إمتصاص حالة الغضب العارمة لدى الشعب الايراني والتخفيف منها.
الملاحظة الاخرى التي لابد من الالتفات لها والوقوف عندها، هي إن نشاطات وتحرکات منظمة مجاهدي خلق، الخصم الاکبر والاقوى للنظام الايراني، قد تضاعفت بصورة لم يعد بإمکان هذا النظام من التستر والتغطية عليها، ولذلك فإن توالي الاعترافات بهذه النشاطات وبتصاعد دور ومکانة هذه المنظمة على الساحة الايرانية، صار أيضا أمرا مألوفا، خصوصا وإن دور ونشاطات منظمة مجاهدي خلق له علاقة وطيدة وراسخة بتصاعد التحرکات الاحتجاجية المناهضة للنظام والتي تتسع وتتزايد على أثر إنتفاضتي 28 ديسمبر/کانون الاول2017، و15 نوفمبر2019، واللتان قادتهما وبإعتراف قادة النظام أنفسهم، منظمة مجاهدي خلق.
مانريد أن نلفت النظر إليه، هو إن النظام الايراني وبقدر مايعاني من الاوضاع الصعبة والوخيمة وينعدم الامل أمامه کاملا ويجد نفسه في موقف العاجز اليائس الذي فقد زمام الامور، فإن منظمة مجاهدي خلق على العکس تماما من ذلك، فهي تجد نفسها على ثقة کاملة بمساعيها والنضال الذي تقوم به من أجل الحرية والديمقراطية للشعب الايراني، وإنها متفائلة وتجد دروب الامل منفتحة أمامها لعلاقتها الوطيدة والراسخة بالشعب على الضد من النظام الذي لايوجد بينه وبين الشعب سوى العداء والکراهية والانتقام، ومن دون شك فإننا إذا مالاحظنا بأن النظام الايراني قد بات محاصرا بين الحالة الداخلية المعبئة ضده والعزلة الدولية القاتلة التي يعاني منها الامرين، فإنه ماض في طريق نهايته لاتبشر بالخير أبدا!