ساعد الجابي بأصغرِ نقدٍ كافٍ…. هذه العبارة مكتوبة في حافلات مصلحة نقل الركاب، كما تسمى( الأمانة) ، التي كان لها دور كبير في نقل المواطنين، وهي من وسائط النقل الزهيدة التي تعمل بنظام البطاقة التي فئة (١٥) فلساً مخصصة للمقاعد الأمامية، (١٠) فلوس للمقاعد الخلفية، و هناك اشتراك شهري للطلبة يتضمن تخفيض الأسعار ، تعمل بنظام الخطوط والأرقام، ونظام مواعيد الإنطلاق والذهاب والإياب، ومنطقة( باب الطوب) مكان الانطلاق واستراحة المنتسبين، و كذلك منطقة المستشفى الجمهوري، ويوجد جابي في المصلحة لبيع البطاقات، ومفتش لمراقبة أعمال السائق والجابي واتذكر المرحوم الحاج محمد بشير عسل الذي عمل في المصلحة فترة طويلة من الزمن ، وعندما أردنا أن نلتقط صورة تذكارية انا واصدقائي قلت لهم لنتقرب من گراج المصلحة لكي نتذكر الحاج محمد بشير، أزمة النقل كانت في المدينة لعدم توفر سيارات نقل، ووجود سيارات الحمل التي تنقل المواد الغذائية والمنزلية والادوية والوقود والإنشائية في شوارع المدينة، ولايوجد سوى (جسرين) في المدينة، والشوارع غير معبدة، تؤثر عليها أمطار الشتاء، الطالب الذي يسكن اليرموك أو موصل الجيدة، ويرغب الذهاب إلى الجامعة، يقوم بالذهاب إلى باب الطوب مرحلة أولى، ثم يواصل رحلته بسيارة أخرى إلى المجموعة الثقافية، رحلة متعبة تستغرق عدة ساعات في الذهاب والإياب، وتوجد حافلات أهلية و (كوسترات) ، وقليل من الناس يمتلك سيارة خصوصي وتوجد ، سيارات تاكسي (٤) راكب، للتنقل داخل أحياء المدينة ، و قسم من الدوائر لديها سيارات حكومية لنقل منتسبيها ، وهذا الكلام عن النقل في السبعينات، عندما كان دخل الفرد محدوداً، والحياة بسيطة، و الأسعار زهيدة، هذه الذكريات عن النقل و عن معاناة الناس في تلك الأيام.