23 ديسمبر، 2024 3:55 م

النقد الأدبي و الهوية الثقافية

النقد الأدبي و الهوية الثقافية

جابر عصفور : بين أدلجة الوظيفة المرجعية و الذاتية في المرجع عشوائية رؤية الظواهر و تفتيت مشروعية الرؤية
كيف نعرف ما يحدث حين نقرأ مشروعية رؤية نقدية ، و أذا أردنا أن نؤكد أنطباعاتنا القرائية الخاصة حول صورية أفكار هذا الأقرار النقدي ، فهل يمكننا أن نلجأ الى مجرد أوصاف قرائية قد تبدو من جهة ما عبارة عن مفهومية مرجعية ذاتية أحيانا و غير صائبة عندما تتعامل و سياقية العملية الوظيفية المرجعية على أساس موصوفات من النظرة الذاتية في أحكام المرجع التعريفي في شروحات نتائج مشروعية بلا أدنى محورية مرجعية رئيسية من التأطير المنهجي و النظرة الموضوعية . بلا أدنى شك عندما تسنى لنا قراءة كتاب ( النقد الأدبي و الهوية الثقافية ) للناقد و الباحث المصري جابر عصفور وجدنا بأن هناك حضور كلي غير مدرك لهوية و جذور النقد الثقافي ، في حين هناك غياب كبير في أدوات المعاينة الأجرائية النقدية في أدوات هذا العمل النقدي ، و على الرغم من أن تجربة النقد لدى هذا

الكاتب قد تتعدى في شكلها الرئيس حدود ممارسة هوية النقد الأدبي و بكافة خصائصه الشيئية و المعيارية . فالقراءة النقدية و المنهجية التكوينية المفهومية و البنيوية في عوالم هذا الكاتب لربما نجدها أحيانا تتراجع عن معيارية كفاءة النقد الأدبي ، حيث تتركز و بشدة ملحوظة داخل هوية شروحات الباحث أو الأستاذ الجامعي : فأنا شخصيا و من خلال قراءتي الطويلة و الكبيرة لأعمال هذا الكاتب العربي ، لم أجد بأن هناك ثمة من رائحة لمعاني و دلالات الممارسة النقدية التطبيقية الجادة لدى هذا الكاتب ، فحسب و جدته منشغلا مع أعماله داخل حقول المخيالية الأحيائية في شعر و أدب شعراء و أدباء مرحلة النهضة ، وجدلية الثبات و التحول في عصور التراث و اللغات الجاهلية . على حين غرة وجدنا هذا الكاتب يغفل و يهمل جوانب كبيرة و مشرقة في منطقة النقد الأدبي ، و اليوم و من خلال كتابه ( النقد الأدبي و الهوية الثقافية ) رأيناه يكرس جل محاور مباحث الكتاب داخل أساليب منظورية تتعارض و أشكال المنظورات الثقافية في المرجعية الوظيفية الخاصة ، فعلى سبيل المثال ، من خلال فصل جاء تحت عنوان ( مفهوم الثقافة الوطنية ) نرى بأن الباحث عصفور يقودنا نحو توازيات مفاهيمية مختلفة ، حيث هناك ثمة تحولات أنزياحية في هيئات القول و مدى مراوغات متطلبات القصدية الشروحية من لدن الباحث ، و على هذا فأن القارىء لها يواجه صعوبة في فهم منصبات تعريفات تلك القراءات التي تخص أولا مناحي مفهومية تتخذ لنفسها عشوائية رؤية

الظواهر ، و ليس الدليل السائد في مؤشرات تلك المباحث ، سوى أنها تتوجه نحو وصوفيات و أفعال و أراء تخص حقول عوالم المثالية السياسية و منطقها التوثيقي في مناقشة هوية و وقائع الذات القومية و العربية ، و الأشتغال يتم بهذه الطريقة على أساس من تعاريف غامضة و مبهمة للهوية الثقافية في مناحي تلك الذات القومية و على أساس أيضا رؤية شبه مفتتة لوظيفة المرجعية المتاحة في فهم الأشياء الأصولية في دلالات المفهوم الوطني . و الأمر ذاته نجده من خلال آلية مبحث تحت عنوان ( علم الأستغراب ) و هنا نلاحظ خطوات دراسية هذا المبحث تدور داخل فلك أدبيات القول المعرفي و السؤال ، و الذي هو خلو من إجرائية توظيفات المرجعية الوظيفية في صياغة مهمات الأداة الأجرائية في معاينة ملامح الظاهرة المشخصة و حدود هوية دلالات الأنتقال التصنيفي للشرط الموضوعي المنتخب لهوية طرح ذلك الموضوع ، بل أن القارىء لهذا المبحث ، راح يجسد فهم بأن هناك مجرد صوت ذاتي إيحائي يحاول أشعال لهيب النموذج النظري داخل حلقات مقولات مزاجية من التجارب و الأختبارات و الظنون من لدن الدارس نفسه ، و هذا الشيء بدوره ما راح يجعل القارىء يشعر كما لو أن هناك خطابا تراثيا يحاول مكابدة أفعال طرح الصياغة التراثية داخل خصائص ملكة شخوصية بحتة من قيمة توثيقية الحالة الذاتية في طرح الأداة المرجعية .

( فردية الأقناع حول قيم غائبة )

لو دققنا قليلا في مباحث كتاب جابر عصفور هذا ، لوجدنا بأن نوعية الخطاب المعرفي لديه ، قد جاء ضمن حلولية الأنا الشخصية في طرح الأداة المرجعية إزاء أتونات المتعدد و المتضخم عبر شعرية الخطاب التوثيقي بمهام حالة العقل الذاتي و ليس الموضوعي ، و يأتي ألحاقا بعد ذلك ، صورة الخطاب المرجعي و على درجة تجانسية مغايرة لهوية وظيفة العقل المنهجي في طرح السؤال المعرفي و الثقافي ، بل أن القارىء يلاحظ حتى أن الخطاب الثقافي في آلية تلك المباحث ، صارت تتخذ شكل سؤال المعنى التراثي داخل فيوضات دلالات لا يجوز أرسائها منهجيا بغير أنساق الخطاب المنهجي في وظيفة التعاريف الأبلاغية في المرجع و على هذا تبقى آليات و مهام تلك الوظائف المبحثية تتجه نحو تفتيت رؤية مشروعية الأفكار و الى الغاء ضمانات الأخبار المرجعي في وظائف فصول و مباحث كتاب ( النقد الأدبي و الهوية الثقافية ) ، و على هذا نقول بأن كل ما قد عثرنا عليه في مباحث هذا الكتاب لا يتعدى حدود ذاتية الأسهام القولي في مراجع بطون قراءات الذات الشخصية في المرجع .

( بناء الموضوعة داخل حقول ذاتية )

من أحدى صعوبات مباحث كتاب ( النقد الأدبي و الهوية الثقافية ) هو أن حجم الفعاليات القرائية في محاور تلك المباحث قد جاءت متماثلة في تعريف بناء الموضوعة على

أساس آليات شروحية ذاتية في رسم تقنية الخطاب الموجه ، و أحيانا تبدو من جهة أخرى مجرد أستخدامات أصطلاحية في حالات من صيغة الماضي . أن مزايا الخطاب و الشروح في كتاب جابر عصفور يمكن أن تعد حالة من حالات الروي التأريخي في جمل تأسيسية من أحوال الراوي العليم أو الكائن اللا مرجعي . أما زمن الوظيفة المرجعية هناك فهي عبارة عن حالة من الروي و الخطاب الشفاهي في أحداث ظواهر غائبة السبب و النتيجة ، و على أية حال يبقى كتاب جابر عصفور عبارة عن بناء موضوعة داخل حقول ذاتية من الوصول و التحديد و العشوائية و تفتيت مشروعية الرؤية لخطاب المنهج الثقافي و هوية الحقائق المروية و في نهاية المطاف يبدو رسالة تصادفية في بنية فقدان الوظيفة المرجعية للوقائع المشروعية في القراءة النقدية . و في الختام أقول أن جابر عصفور و من خلال مباحث كتابه ذلك يبدو باحثا تراثيا و ليس ناقدا أدبيا جادا في أظهار علامات الأنشغال الذاتي في حدود هوية المرجع الموضوعي و المعرفي ، كما أن الباحث عصفور في كتابه هذا ، راح ينصب الأشياء في بوتقة تمويهية من قيمة الرؤى الذاتية القاهرة ، و ليس ينصب الأشياء في بوتقة الأستجابة المرجعية الجادة في دراسة و رصد مطافات الأبعاد النظرية و التنظيرية في فهم الأشياء بشكل متماسك و حيوي و منفتح من شكلية الموضوعة المرجعية . أن هذه الأختلاطية في كتاب جابر عصفور ، تبدو مفارقة بادية للعيان و بشكل واضح ، حيث وجدناها في فصول الكتاب بحاجة الى تنظيم

وأعادة تأطير ، كما و يجب أولا و أخيرا أن تتحلى بعلاقة موضوعية بين المفهوم و التجربة ، فالمفاهيم من ناحيتها وجدناها من خلال كتاب الباحث عصفور ، مجرد أدوات أصطلاحية في جوانب مظللة من حياة تجارب خارجية بعيدة الأهتمام بمرافق و نواحي جوهر العملية الثقافية ، بل أننا وجدنا المفاهيم و الموضوعات تجرى من داخل مخيلة السياسي و المؤرخ و ليس بمهام عقلية الناقد الأدبي : فأنا لا أدري في ذلك الكتاب أين هو النقد الأدبي الذي عناه جابر عصفور في كتابه و أين هي إجرائية الهوية الثقافية و مهام الذات الثقافية ؟ أهي مجرد لافتات عشوائية أم هي من جهة الذاتية الناقصة في رسم عشوائية الظواهر و تفتيت رؤية المشروعية الثقافية .