لم تكن الانسانية تعرف الصحافة بمعناها الحقيقي ولاتفهم مدى خطورتها ودورها المهم في بناء الامم والمجتمعات والنهوض بها ’ ومع ان ملوك اوربا ورجال السلطة كانوا قد تنبهوا قبل غيرهم الى ماتشكله هذه المهنة من خطر عليهم ’ ولما لها من اثر كبير في تنمية ولاء شعوبهم اليهم خشية الانقلاب وعدم الرضا عن منجزهم وكشف خيالاتهم الفاسدة , ومثلهم كان بعض الفلاسفة قد شعروا بخطر هذه المهنة واهميتها في تغيير الصبغة السياسية ’ بل حتى في تشكيل وتنمية سلوك الفرد , ولابد ان نستذكر احد الفلاسفة الفرنسيين الذي يقول : ( ماالضمير غير سيل التحاريم والتعاليم التي سكبها الاباء والمجتمع والصحافة ) وهذه اشارة واضحة الى ادراك الفلاسفة للدور الخطير الذي تلعبه الصحافة في وجدان الفرد , الا ان هذا الموقف لم يكن كافيا لتطوير موقف اي حكومة كانت من هذه المهنة الخطيرة حيث دعت الحاجة الكثير من السياسيين الى وضع بعض الصحفيين بين ادواتهم القتالية حيث اتضح ان الحرب الاعلامية يمكن لها ان تشل حركة حكومات باكملها لهذا اخذت الحكومات وكذلك السياسيين الى الاهتمام بها لادراكهم قوة تاثيرها وخطرها لهذا ترى ان الكثير من الصحفيين ادركوا دورهم في مساندة شعوبهم من اجل الحرية .
وقد شهد العراق بعد عام 2003 ظهور وتشكيل الجمعيات والمنظمات الصحفية كمظهر من مظاهر التعددية والديمقراطية ولا بأس مما حصل .
لكن لابد ان تكون تلك المنظمات واضحة فيما تعمله لا ان تعمل تحت جنح الظلام وتبتكر السبل في كيفية لفط الملايين بأسم ( المكاريد ) من الصحفيين تحت ذريعة الدعم وغيرها من السبل التي ابتكرها ممن هم على دين المنافع والمكاسب اولئك الذين وفروا الارض الخصبة لــ( اللفاطين ) ولم يتركوا شيئا للشيطان , ولا ان
تكون تلك المنظمات واجهة صحفية ظاهرا وبيتا هشا تنخره الارضة باطنا ولتا فيما يسمى ( النقابة الوطنية للصحفيين ) مثلا صريحا وواضحا ’ فمن المعلوم ان اي تنظيم مهني حينما يكون هشا سرعان مايسقط خاصة وان كان هذا التنظيم يضم في هرمه ( القيادي ) عناصر متناقضة في السلوط والاخلاق وقد يصل البعض منهم الى الانحراف بكل المقاييس الاخلاقية والسياسية والمهنية وعناصره تلتقي في درب واحد هو درب المنافع والاحتيال وبهذا يتيقن انهم غادروا المهنة واخلاقها والتي ابتعدوا عنها بسبب اللصوصية واحتراف السرقة والرشوة او من سخر نفسه ليكون اداة ووكيلا متبرعا لسياسيين او منتحلا لصفات السماسرة ليكون سلطانا على بعض العجزة وممثلا لللسذج من اشباه الصحفيين او انتهازيا حد النحاع مثله مثل القرد اذا اعطينه رقص لك طربا وان لم تعطه وضع يده على مؤخرته !!!
ان الصحفيين الحقيقيين الذين يخوضون في حقل المعرفة ويظهرون الحبرة والدراية يتظاهرون بالجهل الفاضح عندما يتحدث الاخرون عن النقابة الوطنية للصحفيين واني ادرك تماما انهم لايقدسون ولايحترمون هذا ( الدكان ) الذي ينزوي مثل ( عاهرة ) جرباء ولايفرون لها الطاعة والاحترام مع اني لا اختلف على ان العاهرة احيانا تدخل لقلبك المتعة والسرور , لكن مصالح بسيطة حادت ببعضهم عن جادة الصواب والزمتهم بتقديم الولاء لمن لايستحفه !!
وما اشباه الصحفيين الذين دخلوا المهنة من مؤخرتها هم غير اولئك الذين دخلوا المهنة من ابوابها الامامية .
ويغية ان لايشكل علينا مدع بالمنافع والعطاء والمكاسب او هنا أسأل عن ما تعنيه تلك الجملة او العنوان ( النقابة الوطنية للصحفيين ) هل تعني ان الصحفيين الذين ينتمون لنقابة الصحفيين العراقيين التي تربع على عرشها قيادات مهنية محترمة امثال شاعر الامة الكبير وصحفي الاجيال محمد مهدي الجواهري وكامل الجادرجي وغيرهم هم ليسوا بوطنيين ــ لا سامح الله ـ وهل كان من انتمى لنقابة الصحفيين العراقيين ليس عراقيا بل كان هنديا .. او تايلنديا او من جزر القمر ..
وهل ان النقابة الوطنية للصحفيين هي تقابة للوطنيين فعلا .. أم انها لاصحاب الوطنية المهزومة ؟؟؟؟
ان استعراض تاريخ النقابة الوطنية للصحفيين منذ تشأتها وحتى يومنا هذا يخبرنا بمسميات غير قابلة للهضم .. فليس هناك مكسب تحقق بوصفها وطنية امام ما حققته نقابة الصحفيين العراقيين على الصعيد المحلي والعربي والعالمي فهي في اخر الركب للوطنية وهذا ماتفرزه السيرة الكاذبة لشخوص يقودهم الاميون والجهلاء … لنا عودة في سلسلة مقالات .