مع نهاية عام 2014 وبداية 2015، أخذت أسعار النفط بالتراجع إلى أدنى مستوياتها منذ عدة أعوام، دون معرفة الأسباب، فمنهم من حلل الأزمة وقال : إنها تأتي من ضمن جولات الصراع القائمة بين روسيا وإيران وحلفائها من جهة، وأميركا وحلفائها من جهة أخرى، وهذا ما ذهب إليه كثيرون .
العراق الذي يعتمد بالشكل الأساس على ما ينتجه من النفط الخام، فهو طيلة الفترة الماضية لم يتمكن من تنويع وارداته للخزينة العامة، بعد انخفاض أسعار النفط إلى ما دون 50 $، تمر موازنته الإتحادية بوضع حرج، قد لا يحسد عليه، عجز كبير جعلت من مشروع القانون يصاب بشلل نصفي، ربما سيعجز البرلمانيون من معالجته .
لا مزيد من الحلول الترقعية، فالشعب ينتظر موازنته، لا موازنة الساسة وأصحاب الدرجات الخاصة، يتبنى بعض الساسة مقترح التقشف، ولكن أي تقشف! التقشف الذي يتحمله المواطن لوحده هذا مرفوض جملة وتفصيلا، التقشف لا بد أن يطال كبار المسؤولين وأصحاب الدرجات بكل مسمياتها، الذين فشلوا من تحسين الحالة المعيشية للشعب .
خفض موازنة رئيس الجمهورية وزوجاته الثلاث، البرلمان وأعضاءه لا بد من تحملهم للمسؤولية تجاه قسمهم، فهم مطالبون بخفض رواتبهم ومنافعهم الإجتماعية، إيقاف جميع الإيفادات فهي لم تجلب أي فائدة للعراق، سوى تمتع الموفدين بالمناظر الخلابة في الغرب، التفكير بجد بالتنويع بواردات أخرى للخزينة، فأرض الرافدين تستطيع أن تكتفئ ذاتيا في حال تظافرت الجهود .
الإتعاض من هذا الدرس سيكون مؤلما في هذه السنة، الإهمال أو السياسات الحمقاء وبكل صراحة؛ هي سبب كل ما نمر به حاليا، ثمان سنوات والعراق يهدر كثير من الأموال بسبب التشبث بالمناصب، دون التفكير بمصلحة الوطن والمواطن، فلا أحد يعرف أو بالأحرى الساسة أغلبهم يعرفون أين الأموال الفائضة، عندما كان النفط بسعر 110 $ فما فوق ؟ .
في حال فشل العراق عن تمويل العجز، سيضطر إلى الذهاب إلى البنك الدولي، ليقترض ما يسد به النقص، سيأتي بويلات على الطبقة المسحوقة من الشعب، فالبنك الدولي سيشترط إنهاء الدعم المقدم من قبل الدولة للشعب، وهذا يعني لا بطاقة تموينية، وإرتفاع في أسعار المحروقات، وإرتفاع الضريبة على المياه والكهرباء، وبالتالي قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق، إلى ثورة الجياع .
الشعب يترقب بحذر لجلسات الموازنة في البرلمان، واقع الحال إنخفاض النفط سيؤثر سلبا شئنا أم أبينا، والتجاذبات السياسية لها وقع خاص في حلبة المصارعة السياسية، فحكومة العبادي تريد تمرير المشروع بكل قوة، ومن لم يحظى بالسلطة يريد إفشال العبادي، العبادي الذي لم يحالفه الحظ، فالدنيا قد تكالبت عليه!، داعش وعلاقات منقطعة ونفط بلا سعر ووو .