23 ديسمبر، 2024 9:04 ص

النفط: ثروة تصنع السلام أم نقمة تقتل الأنام!؟

النفط: ثروة تصنع السلام أم نقمة تقتل الأنام!؟

المال يصنع الحياة ويجلب السعادة، والثروات تجلب المال وتستهوي أفئدة الناس، هذا ما نراه من واقع الحياة في دول الخليج، المجاورة لنا، وليست ثرواتها بأكبر من ثرواتنا، ولا أموالها بأكثر من أموالنا، فلماذا يا ترى يعش شعبهم بسعادةٍ ورخاء، ونحن نُطحن برحى الفقر، ونتعرض للقتل!؟

النفط من أهم الثروات التي قفزت بدول الخليج إلى القمة، فبعد أن كانوا لا يحسنون سوى رعي الإنعام، أصبحوا اليوم في مصاف الدول الإقتصادية الأولى، وأما العمران والتقنيات المستخدمة في الحياة العامة، فحدث ولا حرج، ونحنُ نغبطهم بلا حسد.

هذه الثروة(النفط) جلبت الأمن والسعادة إلى دول الخليج، بعد أن كانوا قبائل يغزوا بعضهم الآخر، ويقتل ويسبي، ولا يعرفون معنىً للحياة غير ذلك، اليوم أصبحت هذه الأفعال من هواياتهم وألعابهم التراثية، فتراهم يبنون الملاعب الكُبرى لمسابقات الأبل، ويشترون أفضل وأفخر السيارات، ليقطعون الصحراء، وسط كثبان الرمل، وتحت شعاع الشمس اللاهب.

يخرجون إلى الصحراء، ينصبون خيامهم مع كلابهم وصقورهم، ليستمتعوا بصيد الضب والأرنب والطير، وغيرها من الحيوانات، لا لشئ سوى المتعة، وقضاء وقت فيها، لم يعرفوا حياة المدنية يوماً، من قَبلُ أو من بعد، لكن هنا يظهر أمامي سؤال ملح، كيف وأين يمارسون هوايتهم وتراث أجدادهم، بالغزو والقتل، والسلب والنهب، وسبي النساء وأسر الرق، وأمتلاك العبيد!؟

لقد عرف العراق، حضارة بلاد وادي الرافدين، معنى الدولة المدنية، قبل أن يظهر النفط كثروة على سطح الأرض، عرف العراقيون الزراعة والصناعة والحِرَف، وسَّن القوانين والتشريعات، وأقامة نظام عام يحتكم إليه جميع أفراد الدولة، وخلافاً للواقع، وعلى عكس المألوف، تراجع وضع العراق إلى الأسوء، بعد ظهور النفط! وبدل أن تصبح هذه الثروة نعمةً له، أصبحت نقمةً عليه!

بات واضحاً أن شيوخ الخليج، وجدوا متعتهم في الغزو والقتل والسبي، في بلادنا(العراق)، وكذلك ليفرغوا عقدة النقص والحسد تجاه دولتنا المدنية، ولعلهم يطمعوا أن يقسموا أرض العراق وأهله بينهم، وتلك إذن قسمةٌ ضيزى!

وصل إلى وزارة النفط، رجلٌ من أهل الخبرة والأختصاص(السيد عادل عبد المهدي)، ومن خلال ما قرأته له من أبحاث وآراء حول إستخدام هذه الثروة، أظنه قادر على تحويل النفط إلى سلاح سلام، ونعمةٌ يأكل منها جميع العراقيين.

بقي شئ…

لله درُ الحسدِ ما أعدله، بدأ بصاحبهِ فقتله.