أنشغلنا بإطلاق الأناشيد والأهازيج والشعارات في المعركة ضد أخطر وأبشع عدو يواجه العراق ” داعش ” الإجرام والرذيلة ، ولم نسأل أو نتفقد إمكانياتنا الإقتصادية والعلمية في مواجهة هذا الخطر في حرب طويلة الأمد ، كما تبدو للمراقب الحصيف.
النفط العراقي أحد أهم الرافعات الرئيسة للإقتصاد العراقي ، بسبب تخلف النظام الإقتصادي العراقي ، وإعتماده مبدأ المصدر الواحد ، نظام ريعي ، يبيع النفط ويشتري كل شيء ، يصاحبه تعطيل شبه تام للصناعة وإنتاج الطاقة والصناعات التحويلية للنفط ،حيث اصبحت تشكل المساحة الأوسع في إنتاج المواد الأولية أو التكميلية في عموم الصناعات في العالم .
كنا نراهن على السيد عادل عبد المهدي وقدرته على وضع معالجات كفيلة بتغيير واقع التخلف والفساد ، وتجاوزه الى وضع برامج تنهض بهذا الواقع الذي يشكل مصدر عيش للوطن والعراقيين جميعا ً، ويعد دعامة رئيسة للنهوض والتنمية وتطوير آفاق واقعنا الإقتصادي المتراجع .
نشرة انتاج وتصدير النفط في عام 2015أعطت مؤشرات إيجابية حين بلغ التصدير اليومي مامعدله 3,05- 3,08 مليون برميل يوميا ، هذه نسبة عالية طبعا ً ، واليوم تشير بعض المعلومات الى وصول معدل التصدير الى 3,200ملييون ب ي ، بمعنى أننا وصلنا الى أعلى مستوى تصدير لم يبلغه العراق منذ 35 سنة مضت ..!
هذا مؤشر إيجابي يحسب لنجاح إدارة الوزير السيد عبد المهدي الذي لم يضع شماعة “داعش ” أمام تطوير معدلات التطور بالنمو والإنتاج ، مثل بقية الوزارات ..!
الشيء الآخر المهم توجه الوزارة للعمل على تعزيز إمكانية إنتاج المشتقات النفطية عبر إنشاء مصافي أخرى جديدة بطاقات إنتاجية أعلى ، في محافظة ذي قار وغيرها من المدن المنتجة للنفط الخام ، الى جانب التوجه لحفر المزيد من الآبار المكتشفة في ميسان وسواها .
لكن الأسئلة الأوسع التي ينبغي ان نوجهها للسيد الوزير عادل عبد المهدي المعروف برؤيته التكاملية ، فنقول ؛ ماذا عن المنشئات الصناعية العملاقة الأخرى ، التي تعتمد على النفط او مخلفاته ، مثل مصانع البتروكيماويات ، مصانع إنتاج الزيوت بمختلف تصنيفاتها ومصانع أخرى صارت مادتها الأولية من إنتاج النفط ومشتقاته.. ؟ حتى بلغت الصناعات المنتجه منه تتجاوز ال 4000أربعة آلاف نوع صناعي ، منها أنواع كثيرة من الأقشمة مثلا والحبيبات الصناعية والمواد البلاستيكية واللدائن وغيرها ..!
مؤكد ان الموضوع سوف يتجاوز وزارة النفط الى وزارات أخرى ذات علاقة مثل وزارة الصناعة والكهرباء والتجارة ، ومن هنا ينبغي ان تتكامل البرامج المستقبلية بتنسيق الرؤى والتوجهات مايجعل تطوير انتاج النفط مستثمر على نحو نوعي ، كما كان يفكر ويدعو الأستاذ عادل عبد المهدي في كتاباته وطروحاته النظرية الإقتصادية .
نشد على يد السيد الوزير والعاملين في قطاع النفط على إرتفاع معدلات إنتاج وتصدير النفط ، فهذا يعد مثابة رئيسة للنصر على ” داعش ” وأعوانها ..، فالرهان على امكاناتنا الذاتية تشكل حجر الأساس في خروج العراق من أزماته الخانقة وتجاوز المحنة .