أمّا ال ” نحن ” الواردة في آخر العنوان , فهي تقتصر على رصدنا ومتابعتنا لتطورات الأحداث في مسألة ” تصفير النفط الأيراني – امريكياً ” ومجريات ما يجري على الجانب الآخر – ايرانياً ” , ودون أن نتبنّى أيّاً من < مع او ضدّ > وفق حيادية ومهنية الإعلام .
في اشارةٍ عابرةٍ فقط , نشيرُ الى مقالتنا في 29 نيسان الماضي ” في موقع كتابات ” بعنوان < طهران – واشنطن : نحن والثاني من أيّار > والتي تعرّضنا في جانبٍ منها الى الفرق الشاسع بين العقوبات الأمريكية – الأممية على العراق جرّاء ضمّ العراق للكويت في عام 1990 والتي بموجبها حظر تصدير العراق لأيّ برميل نفط , وبين صياغةٍ امريكيةٍ جديدة تجاه ايران , في منع الدول من استيراد النفط الأيراني , ودونما حظرٍ او منعٍ للحكومة الأيرانية من تصدير نفطها .! , وذلك تحسّباً افتراضياً من اية ردود فعلٍ ايرانية قد تهدد المصالح الأمريكية في المنطقة , وكذلك عدم توفّر فرصة امريكية لإستصدار قرار اممي من مجلس الأمن بهذا الشأن , وسيما بمعارضة روسية وصينية على الأقل .!
كان واضحاً للعيان أنّ الصياغة الأمريكية لهذا القرار لم تكن ناجحة 100 % 100 او الى حدٍّ ما , وقد ادرك الأيرانيون ” في وقتٍ شبه متأخّر ” جوهر القرار الأمريكي , وغدت ناقلات النفط الأيرانية تمخر وتجتاز مضيق هرمز في طريقها ” للتصدير ” الى دولٍ محددة ” وبأسعارٍ مخفضة لإغراء الدول لأستيراد النفط , وقد ابحرت تلك الناقلات برفقة زوارق حربية ايرانية , ” رغم عدم قدراتها لأجتياز البحار والمحيطات .! ” , رغم أنّ للأيرانيين طرقاً بريّة اخرى للتصدير ” المخفّض الأسعار ” وعبر اكثر من دولة من الدول المحيطة بها .
ادركَ الأمريكان ضعف وهشاشة قرارهم بتصفير النفط الأيراني , واضطرّوا الى تمديد فترة الإعفاء للدول المستوردة ولأكثر من مرّة
ثمّ , وازاء اسلحة وسائل الإعلام الأمريكية المسددة نحو ادارة الرئيس ترامب , ووسائل الإعلام الغربية الأخرى في مواجهة الفشل او شبه الفشل الأمريكي في ارغام القيادة الأيرانية للخضوع للقرار الأمريكي , فأضطرت او افتعلت الأدارة الأمريكية ارسال حاملة الطائرات ” ابراهام لينكولن ” ترافقها سفنٌ وطرّادات حربية الى مياه الخليج تحت ذريعة حصولها على معلوماتٍ استخبارية بأحتمال تعرّض القوات والقواعد الأمريكية ” في المنطقة ” الى ضرباتٍ ما من وكلاء ايران من الفصائل المسلحة التابعة لها او حتى من الحرس الثوري الأيراني , بالرغم من القناعة الذاتية الأمريكية لأستحالة حدوث مثل ذلك , وذلك لإتّضاح فشل الخطة الأمريكية تجاه طهران , بالرغم ايضاً أنّ كلّ ذلك لا يشكّل سوى مرحلة آنيّة مؤقتة , في انتظارٍ لخطوةٍ اخرى قد تتبعها خطواتٌ اخريات , ومع احتمالية وجود بدائلٍ اخرى مُعدّة سلفاً .
ورغم أنّ سياسة الرئيس ترامب هي بالضدّ من إدخال القوات الأمريكية في حروبٍ خارجية , لكنّ الرئيس الأمريكي على درايةٍ كاملة من صعوبة انتخابه لمرّةٍ ثانيةٍ ” بعد نحوِ سنتين ” , ولابدّ له أن يختلق مفاجآتٍ تغيّر اتجاهات الرأي العام الأمريكي ” على صعيد السياسة الخارجية – على الأقل ” , ويبدو – ممّا يبدو , أنّ كلا الطرفين الأيراني والأمريكي يمارسان المناورة التكتيكية في كسب عنصر الوقت او الزمن الى غاية اقتراب موعد الأنتخابات الأمريكية , ومن المؤكّد أنّ الأمريكان ينفردون بأمتلاك وسائل ضغطٍ اخرى لم يجرِ استخدامها بعد .!
ثُمَّ ايضاً , نشير الى عدم ضرورة تطابق وجهاتِ نظرنا مع أخرياتٍ .