18 ديسمبر، 2024 5:49 م

( ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)
نداء السماء
لنفس مطمئنة
هي نفس الحسين
وهل لغير الحسين
بكت عيون السماء
في اليوم الحادي عشر من المحرم سنة واحد وستين للهجرة النبوية الشريفة
زينب في الركب
ها قد بدأت خطوات السبا
يالله …
زينب سبية
يمر بها الاعداء على الاجساد السليبة
تنظر الى جسد الحسين المرمل بالدماء
لعبت الخيل على صدره
تكسرت منه الضلوع
ورفع الرأس الكريم
على القنا
زينب تنظر الجسد المحطم
وترفع الرأس الى السماء
ومن فوق القنا رأس الحسين
ينظر الى زينب
ينظر رأس الحسين
الى كل السبايا
………
قبل هذا النهار الذي انطفئت شمسه
وفي ساعة من الليل الذي غارت نجومه
واختفى من صفحة السماء القمر
حزنا للمصاب العظيم
واجلالا للشهادة
كان لزينب مشهد أخر
اذ خرجت في جوف ذلك الليل
تحث الخطا نحو الجسد الشريف
وضعت يدها تحت الجسد الشريف
تناجي ربها قائلة:
(اللهم تقبل منا هذا القربان)
اي قربان…؟
انه الحسين
…………….
وهل عنت زينب الحسين فحسب
ما أظن هذا فالحسين يعني الشهادة
والحسين يعني سيد الشهداء
والحسين يعني الشهداء
شهداء الايمان والحق المبين
وزينب اذ قالت الكلمة
هي عنت بها كل شهداء الطف ممثلين بسيد الشهداء الحسين
الشهداء من بيت النبوة والشهداء من الانصار
اي فربان….؟
انه العباس
اي قربان
انه علي الاكبر
اي قربان
انه القاسم بن الحسن المجتبى
اي قربان
انه حبيب بن مظاهر الاسدي
اي قربان
انه زهير بن القين ,انه مسلم بن عوسجة
اي قربان
انه وهب
انهم شهداء يوم الطف من الهواشم والانصار
انهم الذين بذلوا النفس والنفيس فداء للدين
ودفاعا عن امام حق يقين
………………..
زينب سبية
يالله
ال بيت النبي
يتامى وارامل
اسارى على طريق كوفان
والى الشام
يمضي بهم الركب
ليس معهم من الرجال الا الامام علي بن الحسين الذي قدر له ان يكون يوم الطف مريضا عليلا لا يستطيع النهوض .
زينب سبية
يالله
يمر بها الاعداء على ساحة المعركة
تنكيلا بالسبايا
وتحقيقا لمزيد من الالم والاحزان
هكذا فعلوا بأل البيت النبوي
اجل هكذا… استجابة لحقد وشجت عليه اصولهم
ونبتت الخيانة في افئدتهم
وكم كان من بينهم ممن كتبوا الى سيد الشهداء رسائلهم
تدعوه لنصرة الدين واقامة الحق
رسائلهم تقول :
( لقد اينعت الثمار واخضر الجناب وانما تقدم على جنود لك مجندة)
انها الخيانة
انها الجريمة العظمى
انه الخذلان
سارعوا الى نقض العهود
حينما لاح لهم رنين الذهب
ولعمر بن سعد قائدهم ولاية الري
وهكذا تغير الوضع
وصار الجنود المدافعون عن الحق
جنود يحاربون الحق ويرفعون السيف
فخاطبهم سيد الشهداء قائلا:
(اما بعد فانسبوني فانظروا من انا ؟ثم ارجعوا الى انفسكم وعاتبوها ,فانظروا هل يحل لكم قتلي وانتهاك حرمتي ؟الست ابن بنت نبيكم(ص)وابن وصيه وابن عمه واول المؤمنين بالله والمصدق لرسوله بما جاء به من عند ربه؟
اوليس حمزة سيد الشهداء عم أبي؟ او ليس جعفر الشهيد الطيار ذو الجناحين عمي؟ او لم يبلغكم قول مستفيض فيكم :ان رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال لي ولأخي: هذان سيدا شباب أهل الجنة؟ فأن صدقتموني بما أقول وهو الحق والله ما تعمدت الكذب مذ علمت ان الله يمقت عليه اهله ويضر به من اختلقه, وان كذبتموني فأن فيكم من ان سألتموه عن ذلك أخبركم, سلو جابر بن عبد الله الانصاري أو ابا سعيد الخدري ,او سهل بن سعد الساعدي ,او زيد بن ارقم أو انس بن مالك ,يخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة عن رسول الله(ص)لي ولأخي ,أفما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي ؟)
فماذا كان جوابهم وقد اضلهم الضلال وساقهم العمى وسارعوا لاهثين نحو اهدافهم متأملين تحقيق احلام نفوسهم البائسة التي سولت لهم تلك الجريمة الشنعاء فنجد ان الشمر بن ذي الجوشن اللعين يقول :هو يعبد الله على حرف ان كان يدري ما يقول ….حقا هو لا يعي كلمات الحق ولا يمكن ان يدرك الصواب لأنه محجوب عن فهم القول الطيب قول الحق ولذا نجد ان حبيب بن مظاهر يواجهه قائلا: والله اني لأراك تعبد الله على سبعين حرفا, وانا اشهد انك صادق ما تدري ما يقول لقد طبع الله على قلبك.
………
ستجتمع الخصوم عند رب كريم وسيسأل المجرمون عما كسبت ايديهم وستكون لهم نار جهنم جزاء وفاقا لما اقترفوا من اثم عظيم.