12 أبريل، 2024 2:56 م
Search
Close this search box.

النفس البشرية وميلها الى العنف والشر

Facebook
Twitter
LinkedIn

النفس البشرية بطبيعتها تميل الى العنف والشر، ولكبح جماح هذه الشرور المتأصلة بهذه النفس كان لابد من ايجاد وسائل سعى الانسان العاقل الى ترسيخها، فقبل وجود القوانين، عاش الانسان وفق مبدأ (قانون الطبيعة) المتمثل بالعدالة والمساواة وكذلك (العرف)، فكل شيء لاترضاه لنفسك، يجب ان لا ترضاه لغيرك، وما لك هو لك، وما لغيرك هو لغيرك، عاش الانسان وفق هذا القانون الاف السنين قبل ولادة فقه آخر اسمه (الدين)، وهذا الدين اما ان يكون سماوياً او وضعياً.
فحوى جميع الاديان هو فحوى روحياً يكرس مبدأ العدالة والمساواة بين الناس ويدعوهم الى عبادة المعبود ونبذ كل منبوذ.

اليوم سُن القانون لاكمال مسيرة الانسان وتنظيم حياته وفق اطر عصرية حضارية متقدمة وهذه القوانين والتشريعات ما هي الا اكمال لما بدأ به الانسان الاول وامتثاله لقانون الطبيعة، وجميعها تصب في عدم السماح لتلك الشرور الكامنة في النفس البشرية وافساح المجال لها، وعلى الرغم من تطور الانسان عقلياً وعضوياً واجتماعياً وثقافياً غير ان ميل نفسه الى العدوانية والشر لايزال قائماً، ولم يستطع التخلص من هذا الداء، فهو يلاحقه منذ نشأته الاولى.

كيف نعرف ان انفسنا تتوق الى تفريغ شهوتها العدوانية؟
ما دمنا ملتزمين بعادات وتقاليد متوارثة، وكذلك اوآمر ونواهي دينية، او قوانين وضعية، جميع هذه الاحكام، تصبح فيما بعد سلوكيات واخلاقيات تعتاد النفس على الالتزام بها، فيكون من العيب التجاوز على من هو اكبر منك عمراً، ومن الحرام شرعاً وقانوناً ان تسرق او تقتل.

إذن كيف تفرغ تلك الشهوة الشريرة التي بداخلك؟
ان متابعتك لفيلم حركة اكشن هو افراغ لتلك الشهوة، ان تلعب لعبة الكترونية فيها قتل ودماء هي افراغ لتلك الشهوة الشريرة، ان تلعب الرياضة وتهزم فيها خصمك هي افراغ لتلك الشهوة الشريرة.
ما المتعة من مشاهدتك فيلم اكشن فيه قتل؟
لو لا تلك المشاعر العدوانية التي بداخلك تدفعك للمشاهدة،
لماذا لا تلعب لعبة الكترونية محتواها من يزرع ورد اكثر؟
انها النفس العدوانية التي بداخلك تدعوك للعب بالقتل والدماء.

اذن نحن نفرغ ما بداخلنا من شرور بطريقة تريحنا وفي نفس الوقت من دون ايذاء او الخروج عن العادات والتقاليد والاتزامات الدينية والقانونية، وبمجرد التخلي او غياب هذه القوانين عن الانسان سيكون عليه رقيب آخر يدعى (الضمير) فالضمير كفيل باحكام السيطرة على النفس ومنعها من القيام بالاعمال العدوانية والشريرة، وهذا امر جلي للعيان في البلاد التي يغيب عنها القانون، فهناك اناس يلتزمون بما تربوا عليه من اخلاق والتزام بالقانون حتى وان غاب وذلك بفضل (الضمير) فاذا مات (الضمير) سيميل الانسان الى اخراج هذه الشرور على ارض الواقع فيقوم بالقتل والنهب والسلب وارتكاب كل الجرائم.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب