23 ديسمبر، 2024 11:37 ص

النفاق .. باوضح الصور

النفاق .. باوضح الصور

ليس في خطاب واجراءات الرئيس الامريكي باراك اوباما ليلة الخميس الماضي حول مايجري في العراق ؛ اي جديد او مثير او خارج المالوف
فالنفاق العالمي الان باوضح الصور وقد قلنا ذلك منذ البداية ولم يلتفت احد الى ما كتبنا ونكتب ؛ وانا شخصيا اؤومن بنظرية المؤامرة حتى نخاعي ولحائي الداخلي .
لقد كان المخطط اولا لمن يمتلك ذرات قليلة من العقل والتفكير ان يُسمح للارهابيين والقتلة والمجرمين ونفايات البشر والعاطلين والمشردين وسقط المتاع والخارجين عن القانون من جميع انحاء العالم  بالتدفق الى العراق وغض البصر عن تحركاتهم وتنقلاتهم واقفال عدسات الاقمار الصناعية وآذان ومصادر المراكز التجسسية والاستخبارية والتي يعرف الجميع انها تستطيع ان تعرف ماذا طبخت ربة المنزل في اي مكان من العالم لغداء اليوم وهل مرقة اليوم هي باميا ام باذنجان ام مرقة هواء !! كل ذلك تحقيقا لمبدأ ابعد الشر وغني له فدولهم المتحضرة ودول اصدقائهم الديمقراطية جدا لا تتحمل هزات كهجمات ايلول الارهابية او تفجيرات لندن ومدريد وموسكو رغم انهم يمنحون غالبية الارهابيين صفة المواطنة وما تتضمنه من حقوق وامتيازات حتى قالها اليوم اوباما بعظمة لسانه انه يخشى من عودة محتملة للارهابيين الذين يحملون جنسية بلده وما يشكله ذلك من اخطار على امن الوطن والمواطنين
الان تتحرك الجيوش وحاملات الطائرات وتنطلق الصواريخ فقط بعد ان قتل مواطن امريكي واحد بريء وهناك شكوك بمقتل ثان اما الملايين التي ذبحت في العراق خصوصا وسوريا وليبيا واليمن ومصر ولبنان على ايادي الارهابيين واضعافهم التي هُجرت او بيعت في سوق النخاسة والعبيد فلا باس بها لان هؤلاء بشر من الدرجة التاسعة والتسعين بعد المليار
الان تتحرك الجيوش وتتحشد الاساطيل وتنعقد الموتمرات ويجول كيري على بلدان المنطقة ويطير الرئيس الفرنسي الى بغداد ويحزم بان كي مون حقائبه للسفر بعد ان وصل الخطر الى اربيل ويلوح في افق الرياض او باقي الدويلات التي هي حدائق خلفية لامريكا والدول الاوربية اما الموصل وعشرات المدن العراقية والسورية التي استباحها الارهابيون وعاثوا فيها فسادا فلا باس بسقوطها وقتل اهلها واطفالها وتهديم بيوتها وبيع نسائها لانها بعيدة عن مصايف ومصالح ومنتجعات المتسلطين على رقاب العالم
الان تحولنا من مهابط للوحي والرسالات واراض للانبياء والرسل والاوصياء وورثة لاعرق الحضارات الانسانية واقدمها ومن اراض للثروات والخيرات من كل صنف ونوع الى مناطق للقتل يستدرج اليها الارهابيون من كل انحاء العالم وتجرب على ارضها اخر ابتكارات الاسلحة والمعدات الحربية
الان فقط يدرك العالم ان الارهاب خطر داهم وسرطان قاتل وشر مستطير وانه لابد من التوحد وتشكيل التحالفات وحشد الامكانيات للقضاء عليه هنا في ارض العراق وسوريا ولا بأس من ان تطول المعركة مع الارهاب او تقصر شهوراً او اعواماً مادامت بعيدة عن مدنهم الامنة ودولهم المستقرة ومواطنيهم
الان يتضح بابهى الصور واوضحها ان النفاق هو الذي يحكم عالم اليوم وان الحديث عن حقوق الانسان والامن والسلم العالمي والتضامن ضد الارهاب والتطرف هو من اجل مصالح معينة لا علاقة لنا بها نحن الذين اكتوينا بنار الارهاب المقيت الاعمى.
الان فقط تتحركون على استحياء وبعد ان تمكن العراقيون من الوقوف على ارجلهم وايقاف زحف الدواعش السرطاني القاتل وبعد ان دفعوا انهارا من الدماء وفقدوا من شبابهم صفوات خيرة ويتاهبون لاجتثاث ما تبقى من الارهابيين . 
الان اصرخ ملء فمي بوجوهكم : لقد تاخرتم كثيرا جدا ؛ وما جئتم الا بعد ان قرصت ارجلكم النار ..فهل بعد هذا النفاق مآرب ابعد واكبر ؟