23 ديسمبر، 2024 5:12 م

النفاق ألآمريكي كتاب يكشف أغتيال أسرائيل للحريري

النفاق ألآمريكي كتاب يكشف أغتيال أسرائيل للحريري

عمران أدهم كاتب فرنسي من أصل سوري وهو ضد النظام السوري وله علاقات واسعة مع العديد من رؤساء الدول والشخصيات المهمة في أمريكا وأوربا والمنطقة العربية وبقية مناطق العالم أمتدت على مدى خمس وأربعين سنة .
وفي كتابه ” النفاق ألآمريكي ” الذي سيصدر بعد أيام والذي حصل على نسخة منه الوزير السابق والسياسي اللبناني  وئام وهاب وقام بعرض بعض محتويات الكتاب من على قناة المنار في برنامج حديث الساعة الذي يقدمه ألآعلامي عماد مرمل كل يوم جمعة مساءا , وهذا الكتاب يكشف سرا يطيح بمصداقية محكمة الجنايات الدولية التي سبق لها أن قامت بأعتقال الضباط ألآربعة اللبنانيين لمدة أربع سنوات ثم أطلقت سراحهم لعدم ثبوت أي دليل ضدهم سوى مالفقه  شاهد الزور زهير الصديق  الذي هرب الى القاهرة ثم الى تركيا بعد تغير نظام حسني مبارك , وبعد أن أطلق سراح الضباط ألآربعة اللبنانيين ومن بينهم مدير ألآمن اللبناني السابق اللواء جميل السيد الذي لايزال يتابع ملف ألآعتقال غير المبرر قانونيا مع رفاقه كل من العميد مصطفى حمدان واللواء علي الحاج ا لذي أبدت زوجته سمر الحاج جهودا أعلامية مميزة من أجل جلاء مظلومية الضباط ألآربعة , وبعد فشل الدعوى ضد الضباط ألآربعة توجه ألآتهام لسورية علما بأن عملية أغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري من قبل أسرائيل كما يكشفها كتاب ” النفاق ألآمريكي ” تقف ورائها عدة أهداف منها أتهام سورية لآخراجها من لبنان ” أي أخرج قواتها العسكرية ” التي دخلت عام ” 1976 ” أثناء الحرب ألآهلية اللبنانية بتفويض من الجامعة العربية وضمن قوات ” الردع العربي ” والتي أنسحبت منها بقية ألآطراف وبقيت القوات السورية نتيجة الجوار السوري المحيط بلبنان من كل الجهات سوى الجهة ألآسرائيلية وما يترتب على ذلك الجوار من خصوصيات أمنية للطرفين أعترف بها أخيرا أغلب اللبنانيين بعد حوادث عرسال التي أصبحت محطة للعصابات التكفيرية ألآرهابية لآتصالها بمدينة يبرود السورية التي كانت ترسل منها السيارات المفخخة الى لبنان وقد شهدت الضاحية الجنوبية ومدينة طرابلس قسما من تلك التفجيرات التي طالت حتى السفارة ألآيرانية ببئر حسن في بيروت , ونتيجة لذلك وبعد صدور التهديدات ألآرهابية لحزب الله والتي كان يساندها أي تلك التهديدات جماعات لبنانية في الجماعة ألآسلامية وبعض أطراف حزب المستقبل وحزب القوات اللبنانية التي يترأسها سمير جعجع المتهم بقتل رئيس وزراء لبنان ألآسبق رشيد كرامي ,  وجماعات متطرفة ظهر بأسمها المدعو أحمد ألآسير الذي كان سببا بأحداث صيدا التي راح ضحيتها ” 20 ” عسكريا لبنانيا مما أضطر الجيش اللبناني لضرب جماعة ألآسير الذي أختفى ولازال مختفيا , نتيجة لتلك التهديدات والتحريضات قاام حزب الله بخطوة أستباقية فشارك مع الجيش السوري لطرد ألآرهابيين التكفيريين من مدينة ” القصير ” على الحدود اللبنانية السورية والتي أعتبرت ضربة قاصمة للجماعات ألآرهابية وبداية تحرير منطقة القلمون المجاورة للحدود اللبنانية حيث شهدت منطقة الحدود والمدن المجاورة لها هدوءا وأستقرارا أمنيا شبه كامل , وبعد أن فشلت مساعي المحكمة الدولية لآثبات أتهام سورية وأفتضح أمر شهود الزور , راحت المحكمة تدير السيناريو الثاني لعملية أغتيال الرئيس رفيق الحريري وهو أتهام حزب الله اللبناني وهذا يعني أثارة الفتنة السنية الشيعية حتى تستريح أسرائيل أمنيا لآنشغال الشيعة والسنة بحروب داخلية تجر معها المتحالفون مع كل طرف فتدخل المنطقة كلها بحروب أهلية , وقامت محكمة الجنايات الدولية بأتهام أربعة من أعضاء حزب الله اللبناني وبدعاوى واهية وحجج باطلة لاتستند الى منطق قانوني وحيثيات بيانات واقعية , ولآن حزب الله كان واعيا للعبة الدولية وعارفا عدم مصداقية المحكمة الخاضعة للآملاءات ألآمريكية والصهيونية ولاستقالة أغلب رؤسائها لعدم قناعتهم بدور المحكمة وما ينسب اليها , لذلك لم يقم حزب الله بتسليم أعضائه المتهمين زورا , علما بأن حزب الله قام بعرض مشاهد لصور جوية للطيران الحربي ألآسرائيلي في سماء بيروت قبيل وأثناء حصول عملية ألآغتيال تصلح لآتهام أسرائيل بعملية الآغتيال ولكن المحكمة الدولية لم تأخذ بتلك ألآدلة مثلما سارعت للآخذ بغيرها والتي كانت دون مستوى التوثيق ؟

من هو الحريري ولماذا قامت أسرائيل بأغتياله ؟ :-

قبل أن نبين ألآسرار التي كشفها عمران أدهم في كتابه ” النفاق ألآمريكي ” عن قيام أسرائيل بأغتيال الحريري , وهذا ماكنا نؤكد عليه ونقبل صحته قبل ظهور هذا الكتاب , وكنا نؤيد ماذهب اليه حزب الله بحصر ألآتهام بأسرائيل لآسباب سيظهرها الكتاب , ولكننا بهذه المناسبة نحب أن نقدم للقارئ والمتابع نبذة مختصرة عن الشهيد رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان ألآسبق الذي أغتيل في بيروت في 14|2|2005 م وكان لآغتاله عاصفة مدوية لازال لبنان والمنطقة يعيشان أثارها وردود أفعالها الطائفية والسياسية وألآقتصادية ؟

الشهيد رفيق الحريري هو من صيدا من عائلة فقيرة غير سياسية , سافر للسعودية للعمل وهو في بداية العشرينات من عمره , ولآنه كان شابا طموحا ومثابرا في العمل خدمته الصدف ان تتعرف عليه العائلة المالكة بشخص فهد بن عبد العزيز , فحصل نتيجة لذلك على فرص للعمل جعلته يحصل على موارد مالية فتقدم في الحقل التجاري بشكل مميز وملفت للنظر , وعندما قامت الحرب ألآفغانية لتحريرها من السوفيات وكانت أمريكا أيام ريكان الرئيس ألآمريكي تقود تلك الحرب التي تكلف أموالا طائلة , فيعث ريكان على رئيس المخابرات الفرنسية وكان ذا خبرة بأفغانستان وسأله عن أمكانية تمويل تلك الحرب , فأشار عليه بزراعة المخدرات التي تشتهر بها أفغانستان , فصفق بيديه ريكان فرحا , وأوعز الى شركاء أمريكا المقربين وهم كل من باكستان والسعودية المسلمتين الاتين يرتبطان بأفغانستان بعلاقات قربى مثل باكستان وعلاقات مذهبية مثل السعودية , فشاركت باكستان عبر بنك التجارة الدولي , وشاركت السعودية عبر شركة المقاولات السعودية وجعلت رفيق الحريري يمثلها لقربه من ولي العهد فهد بن عبد العزيز الذي أصبح ملكا للسعودية في ذلك الوقت , وعندما أوشكت الحرب ألآفغانية على نهايتها وظهرت جماعات ألآفغان العرب المتطرفة لآرتباطها بالتنظيمات الوهابية , رجع رفيق الحريري من أفغانستان الى لبنان ومعه أربع مليارات دولار , بينما سقط مدير بنك التجارة الباكستاني بيد المخابرات ألآمريكية التي حالته للمحكم بتهمة المتاجرة بالمخدرات وصادرت ” 20 ” مليار دولار منه , ومن هناك ظهر ذكاء رفيق الحريري حيث تخلص من ورطة المخدرات ودخل الحياة السياسية اللبنانية من خلال مؤتمر الطائف الذي عقد في السعودية وعطي لرفيق الحريري المقرب من الملك فهد دورا مميزا سياسيا , يضاف الى ذلك قيام رفيق الحريري بتوظيف أمواله في المصارف اللبنانية وفي تقديم التبرعات وألآعانات وتأسيس بعض المدارس ومساعدة بعض المحتاجين من الطائفة السنية مما خلق له أتباعا ومؤيدين , ومن هذه القاعدة دخل الحكومة وعندما أصبح رئيسا للحكومة اللبنانية باشر بأنشاء شركة السوليدير لآعمار وسط بيروت مما عادت عليه بأموال طائلة حتى أصبح يملك ” 14″ مليار دولار , وهكذا جمع رفيق الحريري بين المال والسياسة عندما أصبح رئيسا للوزراء أقام علاقات قوية ومميزة مع جاك شيراك الرئيس الفرنسي ألآسبق وعلاقات مميزة مع أمريكا وبريطانيا وأيطليا والفتيكان وحافظ على علاقات مقبولة مع روسيا والصين كذلك مع أغلب الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وبذكاء رفيق الحريري عرف أن حزب الله يحقق شعبية لبنانية وطنية بتصديه للآحتلال ألآسرائيلي وبعد تحرير الجنوب عام 2000م أقام رفيق الحريري علاقات جيدة مع حزب الله لاسيما بعد أن أصبح رئيس الجمهورية اللبنانية مؤيدا متحمسا لحزب الله , كذلك حرص رفيق الحريري على أقامة علاقات طيبة مع سورية , وهذا ألامر الذي جمع فيه رفيق الحريري علاقات جيدة مع كل من سورية وحزب الله عرفت أسرائيل أن رفيق الحريري أصبح خطرا على مصالحها ألآقتصادية في أستخراج النفط من شواطئ البحر المتوسط المشتركة مع لبنان والتي لايوافق عليها حزب الله الذي يسعى لتحرير لبنان وضمان ثرواته النفطية المحتملة في البحر , ثم أن أسرائيل عرفت أن رفيق الحريري بعلاقاته مع سورية وحزب الله سيكون خطرا على مستقبلها السياسي لآنه يملك علاقات واسعة مع الرؤساء ألآوربيين ومريكا ورؤساء في أفريقيا وأسيا ويكفي أن نعرف أن رفيق الحريري كان يمول حملة جاك شيراك ألآنتخابية , ثم أن أسرائيل أدركت أن أحزاب المعارضة التي عرفت لاحقا بتيار ” 14″ أذار غير قادرة على موجهة صعود حزب الله وحلفائه رغم كل التشويش الذي أوجدته جماعة ” 14″ أذار في لبنان ضد حزب الله , لذلك راحت تعمل على أيجاد حدث صاعق يهز المنطقة ويخلط ألآوراق , فوجدت أن أغتيال رفيق الحريري هو المطلوب , ومن هنا يقول ” عمران أدهم ” مؤلف كتاب ” النفاق ألآمريكي ” أنه أستمع لشهادة أثنين من المسؤولين في وكالة المخابرات وألآمن القومي ألآمريكي منهم المستر ” ديفيد وان ” الذي يحتفظ السيد عمران أدهم بتسجيل صوتي له عن روايته لقيام أسرائيل بأغتيال الحريري حيث يقول ديفيد وان : أن أسرائيل خططت على الشكل ألآتي :-

1-أغتيال الحريري في أوربا وكنها رأت أن ذلك يخلق لها مشاكل جمة مع أوربا حيث يتمتع الحريري بعلاقة مميزة مع جاك شيراك .

2-  ألآحتمال الثاني أغتيال الحريري وسط بيروت حتى تتهم به الآطراف المعادية لآسرائيل وقدم هذا المقترح أيريل شارون .

3- ثم كانت الحكومة المصغرة قد أخذت على عاتقها تسليم الخطة الى كونداليزا رايس , فأتصل جورش بوش ألآبن بوالده الذي أعترض على العملية لآن تصفية الحريري تخلق مشاكل مع جاك شيراك عندها نصح ألآسرائيليين بألآعراض عن العمل , ولكن رايس عادت للحصول على موافقة الرئيس ألآمريكي وقالت أن ولي العهد عبالله بن عبد العزيز لايكن ودا للحريري وأن جاك شيراك يمكن أقناعه بأن سورية هي من قامت بألآغتيال , وهكذا وضعت الموساد الخطة بأغتيال الحريري بصاروخ صغير يحوي على اليورانيوم وهكذا تم أغتيال رفيق الحريري ليصبح ضحية من ضحايا الغدر الصهيوني والمكر ألآمريكي , فهل يراجع حسابهم الذين أندفعوا بحماقة ورعونة ليصوبوا أتهامهم لحزب الله الحزب الذي دافع عن لبنان وكرامته وعن فلسطين وظلامتها التي أصبحت حديث ألآجيال والعالم الحر ألآ العربان الذين أصبحوا يتوسلون الصداقة الصهيونية بذل ومهانة مابعدها من مهانة وهذه غزة اليوم تحاصر وتضرب بهمجية ووحشية والكل صامت ومتفرج , وهذا النفاق ألآمريكي الذي يعتبر أسرائيل تدافع عن نفسها ولم يخجل أوباما ألآمريكي أن يطالب المقاومة الفلسطينية بأعدة الضابط ألآسير ألآسرائيلي فورا ولم يكلف خاطره الديمقراطي أن يطلب من سرائيل أطلاق سراح ألآف ألآسرى الفلسطينيين الذين مضى على أسر بعضهم أكثر من عشرين سنة , كما لم يكلف نفسه الطلب من أسرائيل الكف عن ضرب منازل المدنيين وقتل ألآطفال في مدارس ألآونروا التابعة للآمم المتحدة وضرب المساجد والمستشفيات والقنوات الفضائية , هذا هو النفاق ألآمريكي مثلما يتجلى في صناعة ألآرهاب ودعمه كما يحصل في سورية والعراق الذي أصبحت مدينة الموصل أسيرة داعش نتيجة المكر ألآمريكي الذي لم يزود الجيش العراقي بألاسلحة والطيران كما هو متفق عليه في أتفاقية رسمية ولم يقم بتدريب الجيش والشرطة العراقية كما يجب وراحت أمريكا تناغم جماعات المعارضة التي تساند ألآرهاب بحجة أرضاء جميع ألمكونات وعدم تهميش السنة وهي دعاية ماكرة درج عليها الطائفيون وأعانهم على ذلك ألآمريكيون والسعوديون وقطر وتركيا وبعض أنظمة الخليج .

أن كتاب ” النفاق ألآمريكي ” يكشف قضية طالما جعلت العقل العربي مرتبكا لاسيما عند الذين قبلوا التبعية ومشاريعها في المنطقة ومنها مناصبة العداء لآيرن بحجة أنها صفوية ومن يقول ذلك لايعرف التاريخ ولا المصطلحات ولا ألآسلام  وهو غباء ثقافي وسياسي يفضح من ينادي به ويعري هويته التي لاتنتمي للوطن والدين , ونتيجة ذلك الخط من العداء السافر لمحور المقاومة وألآعتدال ظهرت داعش والعصابات التكفيرية ألآرهابية التي تحمل حقدا ضد الجميع وها هي اليوم تتخبط في عرسال اللبنانية لتحولها الى أمارة على طريقة الحمق والنزق الداعشي الذي ليس له مقبولية مع الناس وليس له صلة بألآسلام سوى ألآدعاء الفارغ الممجوج و حتى أولئك الذين كانوا سببا لآنتشارها من مذيعات ومذيعين ومقدمات ومقدمي برامج أنخرطوا في حملة ظالمة مشاغبة لامعرفة فيها ولا أخلاق ولاندري مايقول أولئك اليوم لآنفسهم عندما بدأت داعش تقوم بمنع العباءات المفتوحة فما حال مذيعات العربية والجزيرة وال أم بي سي والشرقية وغيرها من القنوات التي تتبختر مذيعاتها بفساتين مصممي العرب أستار وألآدول أكاديمي وغيرهم ؟

أن المثقفين العرب أمامهم فرصة للمراجعة بعد قراءة هذا الكتاب أحترما لعقولهم وأحترما لآمتهم وأنصافا للآمانة التي يحملونها أن كانوا حريصين على تلك ألآمانة  , أما ألآحزاب التي هرولت وراء الدعايات ألآمريكية وحركات محكمة الجنايات الدولية الخائبة وأصبحت صيدا مغفلا لتلك الدعايات المضللة فليس أمامهم بعد اليوم ألآ الصمت لآننا نعلم أنهم ليسوا بمستوى ألآعتراف بالخطأ لآن المدفوع لهم من مال  لايجعلهم بحرية لمراجعة مواقفهم وتلك ظاهرة أصبحت معروفة ومدانة.