9 أبريل، 2024 8:48 ص
Search
Close this search box.

النظرية الذرائعية الجديدة

Facebook
Twitter
LinkedIn

لقاء خاص مع الاستاذ الاديب الجهبذ عبد الرزاق الغالبيصاحب النظرية الذرائعية في النقد العلمي للادب و الذي اثار بنظريته الجديدة وطرحة بمفهومه الخاص بعض التساؤلات التي جعلته يتعرض للنقد بعد ان ارسى مفاهيم علمية للنقد الادبي غير تلك التي اعتادها نقاد النصوص الادبية بشكل مغاير لإطرواحاته في إماطة اللثام عن تفكيك النص بعلمية و مداخل الابواب التي تنتمي الى نظرية الذرائعية… وقد وجهت له العديد من الاسئلة ليحيط القاريء بمفاهيم نظرية الذرائعية للاستاذ الغالبي عن قرب بما يطرحه من علم نقدي جديد عربي الاساس.

عندما نتحدث عن الحداثة في النقد الأدبي لابد انهاتضيف ممرا او بابا يلقي بالضوء على رؤية الرواية اوالقصة القصيرة او الشعر المقفى او النثر بشكل مغاير للرتمالذي ساد زمنا حتى بات النقاد وإن اختلف طرحهم إلا انهميطلقون النقد من نفس الجعب التي مارسها الفلاسفة اوالنقاد الأجانب دون الاتيان بمناقب النقد العربي ومفهوماللغة العربيةماذا يرى الناقد العلمي ومن خلال نظريتهالذرائعية حين يلقي بظلال نظريته على كل ما سبق من ادب؟

الحداثة بنوعين : سلبية وإيجابية

.الحداثة السلبية: أن خسائر الحرب العالمية نبهت عقولالمفكرين الى أسباب الحرب, وقد لخصوا أهم الأسباب ألا وهما الدين والأخلاق فبثوا حداثتهم السلبية بتخريبهذين العنصرين والباقي معروف لاتزال آثاره تنهش فيلحمنا لحد الآن واخره الحرب بالنيابة (proxywar)  والتيلاتزال أيضل آثارها لحد الآن داعش وحرب أوكرانيا

الحداثة الإيجابية : هي نجاح الأدباء والمفكرين والباحثينالعرب من فلترة جميع التيارات الأخلاقية والسياسيةوالأدبية وإستلال ما يفيد منها وتوظيفه في الأدب كالمدارسالنقدية والنظريات (كمدرسة الواقعية والطبيعيةوالرومانسية والبرناسة الفن للفن والرمزية والسريالية)

كيف نشأت فكرة النظرية الذرائعية؟ وكم استغرقت منالسنين حتى رأت النور؟

.نشات فكرة النظرية من سببين:

السبب الأول: إكتضاض السساحة الأدبية العربيةبالنتاجات الأدبية الغير مدروسة والتي سببت فوضى عارمةوجهل كبير في المنحى الأدبي مما مهد الطريق للسببالثاني وهو وجود تلك الفوضى مع سببه هو غياب النقد منالساحة الأدبية لكون الأدب عراب للمجتمع والنقد عرابللأدب فاصبحت الساحة بحاجة ملحة لظهور رؤى نقديةأونظريات تنظم تلك الساحة الفرغة من الرصانة الأدبية

بإعتبارك ابا للنظرية ومستحدث بناءها هل تعتقد أنهاستغير من بناء النقد الادبي من خلال منظور الذرائعية؟

بالتأكيد ، كل جديد في أي ساحة يعزف عنه من تعودواعلى القديم وهذه حالة معروفة لا يقتنع بالجديد إلا من كانحاويا لعلمية كبيرة، أما السطحيون هم من يعترضونأرضاءا لأنانيتهم الشخصية ،والجيل الجديد تكون حصتهالذرائعية بكل تأكيد ،والنخبة الفاعلة من أمثالكم هي منتوصل هذا العلم لهم ،وما لنا والسطحيون فهم فارغون إلامن العناد والمكابرة…..

إذا كانت النظرية الذرائعية قد جعلت من النقد الادبي لحاءشجر وهذا قد يزعج البعض، هل تعتقد ان اسلوب النقدالعام سيتغير فيما إذا لبس النقد العربي ثيابه الاصيلةورجع الى اصوله؟ كونك تقول أن العرب عرفوا بالإيحاء قبلجميع الفلاسفة اصحاب النظريات النقدية الادبيةالمتعارفة؟

بالتأكيد والدليل هو إقتناعك أنت والنخبة التي معك وهيتصاحبني بالتفاف عجيب أدهشني حرصك وحرصهم وهذايبشر أن الساحة فيها من ملأت جيوبه علماً وقناعة بماأوتي من جديد والأيام القادمة ستتحدث كثيراً وبإسهاب عن التغيير الذي يواكب الحداثة في طرق النقد الذرائعي.

البراغماتية أو البراغماتكستلك التي كانت محطات فيمرحلة النظرية ما الذي اكتشفته من خلال غورك في عمقالمعاني من خلال عكفك على البحث و وصولك الى الاجابةالمقنعة التي اوصلتك حيث ارسيت نظريتك في مؤلفات ستسبرت فيها بفحوى ما ألفيته من انفلات وعدم قناعة بمالقيت وقرأت من النقد الادبي في العالم العربي؟

انبثقت ذرائعيتنا أصلًا من الذرائعية اللغوية الجديدةأو(البرغماتية الجديدة pragmatics)، التي تخوض بنفسالاختصاص اللغوي الأدبي لذرائعيتنا العربية، وهو مجالمعنى المنفعة الإيجابي  والتي ظهرت بين 1975و1985…. فهي تختلف كليًّا عن البراغماتية الفلسفية pragmatismسيئة الصيت،  التي (ظهرت كتيار فلسفي سياسي عام 1878والفرق الزمني بينهنا قرن كامل) وهي التي تخوضبالمعنى النفعي السلبي, والتي تلاحق النفعية, وهي التيأسست للاستعمار، وقد التصق صيتها السيء بذرائعيتناخطأً، لكون الذرائعيتين تنطلقان من جذر لغوي واحد، وهوالجذر الأجنبي اللغوي اليوناني (pragma) فهو يجمعبينهما في الأصل اللغوي فقط، رغم أنهما متناقضتان فيالاتجاه الفلسفي والإجرائيوذرائعيتنا (الذرائعية اللغويةالجديدة pragmatics) أو (البرغماتية الجديدة)،هي مذهب(الجحيلي, n.d.)،) يلتقي بالمنهج الذرائعي اللغوي العربي(الذّريعة العربيّة الفلسفية  pretext) وتندمج معها، وهذاالاندماج بين المنهجين ينقلها نحو الإهتمام  بالمعنىالمجازي الأدبي العربي (المعنى الوضعي التواصليالإيحائي) في السّياق و المسنود بذريعة، ويستند هذاالمنهج إلى مصادر ومستويات مختلفة تتوزّع بين الفلسفة،وعلم النّفس، وعلم الاجتماع, واللّسانيات، والبلاغة, والسيمياء

أنقسام الفلسفة الذرائعية بالتمركز على النص القرآني:

اختلطت وجهات النّظر حول المصطلَحَين( pragmatism و( pragmatics  والتّفريق بينهما عند الكثير من الباحثين ، لكن الله (جل شأنه) قد حل هذا الإشكال وفرق  بين الذرائعيتينفي سورة الشّعراء, وخصّ الشعراء الذين يلاحقون (الانتفاعفي الشعر، عن طريق المدح والهجاء في الآيات البينات( 224وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ /225 أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍيَهِيمُونَ/  226 وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ  )، ونهاهم عنمتابعة النفعية السلبية (pragmatism) سالفة الذكر, ونصحهم بالانضواء تحت حكم الآية (227-إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُواوَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ماظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ  ) فصارتتلك الآية نقطة التمركز لذرائعيتنا العربية الحاضنة لفلسفةالذريعة التبادلية المنفعية (Pretext) وتثبيت لأركان المنفعة الأيجابية بعد أن صار الفرق واضحًاً بين الذرائعيتين،وجُعل الأدب العربي أدب رسالي أخلاقي في تمركزنا هذاعلى سورة الشعراء بموسوعتي الفلسفية بمجلّداتهاالموسومة بـ (الذّرائعيّة بين المفهوم اللّساني واللّغوي/ و/الذّرائعيّة وسيادة الأجناس الأدبيّة / و/ الذّرائعيّة فيالتّطبيق / و/ الذّرائعيّة والعقل / والذرائعية والتحليل النقديالعلمي و  (The Critical Pragmatic Arabic Approachوهكذا أصبح مصطلح الذرائعية لغويًّا حاملًا للذريعة(كحجة وبرهان أخلاقي) وصارت حجاجيّته في العنوانوالهدف ليسند كل قول في التحليل النقدي للمنهجالذرائعيوبذلك تمكّنتُ الذريعة العربية من إخراج هذاالمصطلح من مستنقع الخطأ عن طريق الأدب العربي, حينتمركزتُ رؤيتي الذرائعية على القرآن الكريم سيّد النصوص,

هل وجدت عقبات اثناء إرساء نظريتك وصعوبة تقبلها منالواحة الادبية في العراق أو العالم العربي؟

. كثيراً لكن أصعبها أحد الأخوة من أبناء الحلة (أتحفظ عنذكر أسمه إحتراماً لمعارضته الغير مبنية على معرفة) كانيومها يزور مصر وصادف لي توقيع كتابي الأول الذينشرته مؤسسة الكرمة وتلك ،مؤسسة معروفة في القاهرة وبعد استلام الكتاب بدقائق دون أن يقرأ ما فيه عقد مؤتمروطالب بقتلي وتمزيق كتبي ولحد الآن لا أعرف السبب هللكوني متمركزا على النص القرآني أو لشيء في ذهنيوسف….أنا محتفظ بالفديو وسألاحقه فقط لأعرف السببلهذا الحقد الغير مبرر؟!

لديك اتصالات مع العديد من الاساتذة والدكاترة ممنشرعوا بأخذ النظرية الذرائعية كمنحى جديد للنقد العلميللنصوص سواء النصوص السردية على مستوى الرواية اوالقصة القصيرة او المسرح او الشعر.. هل تعتقد انك ذلكسيغير او انه سيطغى على النقد الادبي المتعارف عليه؟

. منهم من هو مؤيد لكونه يحمل علماً والآخر رافض وهذاشيء طبيعي في كل جديد

هل بإعتقادك انك ارسيت نقدا جديدا يسبر في البحث عنالنص حيث انك تتعامل معه على انه انسان يتحدث ويبديرأيه من منظور النقد الذرائعي؟

نعم ،بكل تأكيد ،النص في نظري إنسان يحتاج الى دلالوإحترام وانا في كل دراسة أحصيها كلمة كلمة وتعيش معيمن 20 يوما والى الشهر وأحياناً ويتجاوز عدد صفحاتهاالخمسين صفحة، لأن النقد العلمي يحترم نتاجات الناس….

ما مدى انتشار النظرية الذرائعية؟ وهل وجدت صعوباتفي تقبلها على الساحة النقدية الادبية في محافظة ذي قاراوالعراق عموما او في الاوساط الادبية في العالم العربي؟

إنتشرت الذرائعية في جميع أنحاء الوطن العربي ولينقاد وأتباع ذرائعيون في كل بلد عربي وآخر تبليغ فيها هوالعراق والحمد لله تقبلتها النخبة من أفضل الأدباءوساندوها بكل فخر وإحترام وأنت أولهم وأشدهم تعلقابالذرائعية

عرفنا الاستاذ عبد الرزاق عودة الغالبي اديبا واستاذا للغةالانكليزية والالمانية ومترجما ماذا اضافت لك النظريةالذرائعية؟

أضافت لي الكثير حتى وصلت تصرفاتي الشخصية أناناقش كل معارض لي بأدب شديد حتى وإن ناصبني العداء وأعتبر نفسي أقل الناس شأناً ،وقد تعلمت إسلوب المناقشةالهادفة بذريعة  وليس هذراً وهدراً….

هناك خبر بأنك قمت بترجمة النظرية الذرائعية الىالانكليزية بمؤلف تحت الطبع عكفت عليه في روسيا حتىانهيته.. ماذا تأمل من مطبوعك الجديد والحديث المترجمباللغة الانكليزية؟ اتنشد العالمية من خلال طباعته ونشره؟

.نعم قبل سنتين أنهيت المجلد الأخير باللغة الأنكليزية فيروسيا والآن هو قيد المراجعة لدى البروفيسور العراقيباللغة الأنكليزية الإستاذ محمد السعيدى لمراجعته علمياًولغوياً وبعد الأنتهاء منه سيقدم للطبع

ماهو التحدي الذي واجهته وانت تضع نظريتك الذرائعيةامام موجة عالية من بحور النقد الادبي الذي كان يسودالساعة؟ وها انت ارسيت بنظريتك في مرسى لا اقول اغضببقدر انك كشفت عيوب النقد السائد على الساحة العربيةوالعراقية والمحلية؟

وجودي بينكم وأنا رافع رأسي هو أكبر تحدي بكل ماتحويه الكلمة من معنى، وهو أعظم إنجاز قدمته ليالذرائعية، هو وجودي بينكم أما كتحدي بمعنى المفاخرة فلاتحدي في العلم والمعرفة لأنها عطية ورزق من الله والتحديفيها منقصة، نحن لدينا ما لدى الناس وكل إنسان مقتنع بماعنده من رزق بشرط أن  يشكر الله على رزقه….

هل كان هناك دور لإتحاد الادباء في ذي قار او العراقعموما في استقطاب مؤلفاتك الخاصة في النظرية الذرائعيةوالنقد العلمي الذي طرحته كعلم جديد؟ و فيما إذا انتشرتالنظرية ماذا تقول للاتحاد العام لأدباء العراق؟ و من شاركاو ساهم في طبع مؤلفاتك في النظرية الذرائعية؟

الإتحادات قائمة بواجبها ولها همها، وأنا لا ألوم أحدلكوني كسول بطبيعتي، و بسبب العمر (73) سنة يكونقليل الخروج من البيت وكثيرا ما سأل عني رئيس الاتحادلكني لا أحب الجلوس في المقاهي كثيرا ولا أفضل اللقاءاتلكوني قليل الأصدقاء…. بكم صار لي لقاء في بيتيونقاشات أروع من الرائعة وهذا يكفيني وهو منتهى كلطموحي…. وعليكم نشر ما تؤمنون به….

اصبحت لنظريتك الآن ساحة وارفة من ادباء انضوا تحتظل الذرائعية هل تعتقد انك الآن قد ارسيت رضاك وانتتكفل اطروحاتك على مسامعهم؟

أنا راض جدا عما فعلت فقد كان لتعبي عشرة سنوات منالبحث والمتابعة وأكثر، والآن ظهرت نتائجه برضاكم عنه،وصارت له قيمة علمية وأعتبارية أشكر الله عليها وأشكركمبعد الله فما عندي هو أمانة لكم أستودعت في ذهني

قضيت كما علمت سنين من حياتك في البحث والتنقيبوالدراسات في مجالات شتى سواء الادب الغربي او الأوربياو الروسي والعربي وعلقت امامك النظريات كالمعلقاتورحت تستخرج منها المنطوق الحرفي واعتمادك مخارجالحروف بطريقة علمية لم اعرف ناقدا قد نال من تلك الابوابكموضع للنقدماذا اضفت الدراسات الى مفاهيم النظريةالذرائعية لعبد الرزاق الغالبي؟

أنا فحصت كل ما يحيط بألأدب من علوم وفهمت معنىالأدب ووجدت فيه ضالتي المنشودة وكنت أتجول فيه كمايتجول عاشق للزهور في حدائق غناء، فلا أعتبر تعب تلكالسنين سوى سفر لسياحة في مجاهل العقول وقد سبحتفي عوالم المكتبات والمنصات الرقمية وفي كل منصة آخذدش في سبيل كمية من الأفكار، فعل يعتبر خوضِ هذا تعباًأم هو راحة تامة وإستجمام وجبروت لفرح بلا نهاية…..

هل تعتقد أن النظرية الذرائعية ستمتد وتنتشر في العراقوالعالم العربي وتكون منهجا ادبيا علميا للنقد الحديث؟

هذا ليس إعتقاد وإنما حقيقة دامغة مؤكدة تعيشها أنتمعي والنخبة من العقول الراقية فرقي العقول يتأتى بالعلموالمعرفة ….

امنية تود ان تتحقق في عالم النقد العلمي للادب الحديث؟

أن نثق بأنفسنا نحن العرب ونعرف أن أصل العلوموجذورها نشأ ت منا وليس من( الخواجة) التي صارت عقدةنفسية عند البعض فهم يكرهون الغرب لكنهم يعبدون قولهوفعلة لذلك إستفحلت عقدة الخواجة وصارت عقدة مرضيةفينا ، فنحن نكرههم من جهة ، ونعتقد بأن لا شيء جديديظهر إلا منهم في الأخرى….

الاستاذ الفاضل عبد الرزاق الغالبي شكرا لك

شكرا لك أتمنى أن لا أكون ثقيلاً عليكم….

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب