23 ديسمبر، 2024 8:49 ص

النظرية الدبلوماسية العراقية الغائبة!!

النظرية الدبلوماسية العراقية الغائبة!!

منذ سقوط المملكة العراقية وإنشاء الجمهورية وعلاقات العراق مع جيرانه على أسوأ أحوالها , فلا علاقة طيبة ما بين العراق وجيرانه الخمسة , ولا تزال العلاقة تزداد سوءً واضطرابا!!
ذلك أن جميع الحكومات قد عجزت عن إقامة علاقات متوازنة تعبّر عن حسن الجوار , والتفاعل السيادي الذي يحترم ويقدّر ويساهم في الحفاظ على مبادئ التفاعل الإيجابي السليم ما بين الدول المجاورة للعراق.
فعلاقة العراق بالسعودية مضت على عهدها تتميز بالسلبية والعدوانية على مدى عقود ولا تزال , ومع سوريا إستمرت القطيعة لعقود , والأردن كذلك مرّ بتفاعلات سلبية لكن المصالح , وربما الأوامر لعبت في تخفيف وطأتها.
والكويت العلاقة معها معروفة , وكذلك تركيا وإيران.
ولا تزال الحالة على نمطيتها الساذجة , وما إستيقظت من غفلتها حكومة عراقية واحدة في عهده الجمهوري , وأدركت أن من ضرورات الإستقرار والسلام والحياة الآمنة , أن تكون العلاقات مع الجيران جيدة , وذات قدرات إستثمارية وتفاعلية تصب في مصلحة العراق , كما أن جميع الحكومات ولا تزال فاشلة في إقامة علاقات متوازنة مع جيرانها.
وما يحصل في العراق , من أهم أسبابه فشل الدبلوماسية العراقية في بناء العلاقات المتوازنة ما بين جيران العراق , ذلك أن العراق نقطة إرتكاز وتوازن , وعلى حكوماته أن تدرك دقة وخطورة التفاعلات الغير متوازنة , وأي ميل في كفة التوازنات التفاعلية مع الجيران يتسبب بتداعيات خطيرة كما هو الحال اليوم.
وعليه فلابد من إدراك هذه الحقيقة الحيوية والبديهية التفاعلية الواضحة , وتعلّم كيفيات تحقيق التوازنات في علاقات الجيرة.
هذا السلوك يحتاج لخبرات إفتقدتها جميع الحكومات بعد سقوط مملكة العراق , التي كانت تمتلك طاقات من ذوي الخبرات في العلاقات مع الجيران.
ولا بد للعراق أن تكون عنده ثوابت واضحة خلاصتها أن تكوت علاقته مع جيرانه جيدة جدا ,
وأن يكون الوسط المساعد لتعزيز العلاقات الإيجابية ما بين جيرانه , لكي ينعكس ذك بالفائدة عليه ,
وإغفال هذه الثوابت دمرت العراق وستدمر وسترهق أجياله.
فهل سيتمكن العراق من إمتلاك قدرات عراقية دبلوماسية , ذات مهارات وخبرات في تعزيز العلاقات ما بينه وبين جميع جيرانه , ويكون الفاعل الإيجابي في إدامة سلامة التفاعلات ما بين الجيران , لكي يكون حزامه الحدودي مصدر قوة وأمان؟؟
تساؤلات يتم تجاهلها , في بلدٍ يفتقد للنظرية الدبلوماسية القادرة على إسعاده!!