ثراء ملوك الفرس
تحدث المتعصبون للفرس عن ثراء الملوك الفرس، وما كان لهم من كنوز وجواري وعبيد وعساكر وسلاح ما لا يوجد عند غيرهم من الملوك الذين عاصروهم، وهذا مؤرخ في كتب الفرس التي دونت سيرهم العظيمة على حد زعمهم مثل كتاب الشاهنامة.
استشهدنا بقول فارسي حول هذا الشأن، فقد قال يحيى بن خالد البرمكيّ: الملوك خمسة: ملك الأثاث، وملك الدوابّ، وملك المال، وملك الفيلة، وملك الإكسير. فأما ملك الأثاث فملك الصين، وملكالدوابّ ملك الترك، وملك المال ملك العرب، وملك الفيلة ملك الهند، وملك الإكسير فملك الروم”. (كتاب البلدان للهمداني/ 183). كما ذكر السيرافي في رحلته “ان ملوك الهند يعمّرون ربما ملك احدهم خمسين سنة، ويزعم أهل مملكة بلهرا: انما يطول مدة ملكهم وأعمارهم في الملك لمحبّتهم للعرب، وليس في الملوك أشد حبّا للعرب منه، وكذلك أهل مملكته. وعندهم ملك يدعى ملك الجرز، وهو كثير الجيش ليس لأحد من الهند مثل خيله، وهو عدّو العرب غير انه مقرّ أن ملك العرب أعظم الملوك وليس أحد من الهند أعدى للإسلام منه”. (رحلة السيرافي/35).
وأضاف السيرافي” قال ملك الصين للترجمان كي ينقله الى التاجر البصري ابن وهب بن هبار بن الأسود: قل له إنا نعدّ الملوك خمسة فأوسعهم ملكا الذي يملك العراق لأنّه في وسط الدنيا، والملوك محدقة به، ونجد اسمه عندنا ملك الملوك وبعده ملكنا هذا ونجده عندنا ملك الناس لأنه لا أحد من الملوك أسوس منّا ولاأضبط لملكة من ضبطنا لملكنا، ولا رعيّة من الرعايا أطوع لملوكها من رعيّتنا، فنحن ملوك الناس، ومن بعدنا ملك السّباع وهو ملك التّرك الذي يلينا، وبعدهم ملك الفيلة وهو ملك الهند، ونجد عندنا ملك الحكمة لأن أصلها منهم، وبعده ملك الروم، وهو عندنا ملك الرّجال، لأنّه ليس في الأرض أتمّ خلقا من رجاله ولا احسن وجوها، فهؤلاء أعيان الملوك، والباقون دونهم”. (رحلة السيرافي/61).
فأين ملوك الفرس؟ وأين موقعهم من هؤلاء الملوك العرب؟
كما نقل أبو العيناء الهاشمي عن القحذمي عن شبيب بن شيبة قوله” كنا وقوفا بالمربد، وكان المربد مألف الأشراف، إذ أقبل ابن المقفع، فأبششنا به وبدأناه بالسلام، فردّ علينا السلام، ثم قال: لو ملتم إلى دار نيروز وظلها الظليل، وسورها المديد، ونسيمها العجيب؛ فعودتم أبدانكم تمهيد الأرض، وأرحتم دوابّكم من جهد الثقل؛ فإن الذي تطلبونه لم تفاتوه، ومهما قضى الله لكم من شيء تنالوه! فقبلنا وملنا؛ فلما استقرّ بنا لمكان قال لنا: أيّ الأمم أعقل؟
فنظر بعضنا إلى بعض؛ فقلنا: لعله أراد أصله من فارس، فقلنا: فارس.
فقال: ليسوا بذلك؛ إنهم ملكوا كثيرا من الأرض، ووجدوا عظيما من الملك، وغلبوا على كثير من الخلق، ولبث فيهم عقد الأمر؛ فما استنبطوا شيئا بعقولهم، ولا ابتدعوا باقي حكم بنفوسهم.
قلنا: فالروم! قال: أصحاب صنعة. قلنا: فالصين! قال: أصحاب طرفة. قلنا: الهند! قال: أصحاب فلسفة. قلنا: السودان! قال: شر خلق الله. قلنا: الترك! قال: كلاب ضالة. قلنا: الخزر! قال: بقر سائمة. قلنا: فقل أنت! قال: العرب. فضحكنا من قوله.
فقال: أما إني ما أردت موافقتكم، ولكن إذا فاتني حظي من النسبة، فلا يفوتني حظي من المعرفة؛ إن العرب حكمت على غير مثال مثل لها، ولا آثار أثرت؛ أصحاب إبل وغنم، وسكان شعر وأدم؛ يجود أحدهم بقوته، ويتفضل بمجهوده، ويشارك في ميسوره ومعسوره، ويصف الشيء بعقله فيكون قدوة، ويفعله فيصير حجة، ويحسّن ما شاء فيحسن، ويقبّح ما شاء فيقبح؛ أدّبتهم أنفسهم، ورفعتهم هممهم، وأعلتهم قلوبهم وألسنتهم؛ فلم يزل حباء الله فيهم وحباؤهم في أنفسهم، حتى رفع لهم الفخر، وبلغ بهم أشرف الذكر، وختم لهم بملكهم الدنيا على الدهر، وافتتح دينه وخلافته بهم إلى الحشر على الخير فيهم ولهم؛ فقال تعالى في سورة الأعراف/128(( إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُلِلْمُتَّقِينَ)) فمن وضع حقهم خسر، ومن أنكر فضلهم خصم؛ ودفع الحق باللسان أكبت للجنان”. (العقد الفريد3/279).
تأريخ الفرس وعلومهم قبل الإسلام
ذكر ابن حزم” الفرس: لا يصح شيء من أخبارهم قبل دارا وأصح أخبارهم ما كان من عهد أردشير“. (رسائل ابن حزم2/9). كما ذكر أردشير بن بابك: إن الأرض أربعة أجزاء: جزء منها للترك، وجزء للعرب، وجزء للفرس، وجزء للسّودان“. (نهاية الأرب1/207).
أما فيما يتعلق بتواريخ الفرس، فسيرد على هذا القول كاتب فارسي من أصفهان هو حمزة الأصفهاني، المؤرخ المعروف عن تواريخ الفرس بقوله” تواريخهم (الفرس) كلها مدخولة غير صحيحة، لأنه نقلت بعد مائة وخمسين سنة من لسان إلى لسان، ومن خط متشابه رقوم الأعداد إلى خط متشابه رقوم العقود”. (كتاب البلدان للهمداني/22).
وعن علومهم وعلوم العرب وغيرهم قال الراغب الاصفهاني:
علوم العرب: علم بديع الشعر، وبلاغة المنطق، وتشقيق اللفظ، وتعريب الكلام، وقيافة البشر، وقيافة الأثر، وصدق الحسّ وصواب الحدس، وحفظ النسب، ومراعاة الحسب، وحفظ المناقب والمثالب، وتعرّف الأنواء، والاهتداء بالنجوم، والتبصّر بالخيل والسلاح واستعمالهما، والحفظ لكل مسموع، والاعتبار بكل محسوس، ويبلغون بالزجر ما يقصر عنه غيرهم.
علوم الرّوم: لهم الطب والنجوم والألحان وجودة التصوير، حتّى إن أحدهم يصور الإنسان شابا وكهلا، فيجعله بحيث إذا رأى صورته ثم رآه عرفه. ولهم البناء العجيب ولهم من الرأي والنجدة والمكيدة ما لا ينكره من يعرفه.
علوم الفرس: لهم العقول والأحلام، والسياسة العجيبة، وترتيب العلوم والأمور، والمعرفة بعواقب الأمور. ولهم من اللغات ما لا يحصى كثرة، كالزمزمة والفهلوية والخراسانية والجبلية.
علوم اليونان: اليونانيون كانوا ذوي أذهان بارعة، ولا يشتغلون بمكاسب الآلات والأدوات والخلال، التي تكون جماما للنفوس. ولهم القبّانات والاضطرابات، وآلات الرصد والبركار، وأصناف المزامير والمعازف، والطب والحساب والهندسة، وآلات الحرب كالمجانيق والغرادات. وكانوا أصحاب حكمة ولم يكونوا عملة. كانوا يصورون الآلة ولا يخرطون الأداة، يشيرون إليها ولا يمسّونها، يرغبون في التعلم ويرغبون عن العمل.
علوم الصّين: أهل الصين أصحاب الأعمال، كالسبك والصياغة والإفراغ والإذابة والأصباغ العجيبة، والخرط والنحت والتصاوير، والخطّ والنسج ورفق الكف في كل ما تناولوه. وكانوا يباشرون العمل ولا يعرفونا الملل لأنهم فعلة، واليونانيون يعرفون العلل، ولا يباشرون العمل لأنهم حكماء.
علوم الهند: لهم معرفة الحساب والنجوم، والخط الهندي وأسرار الطب، وعلاج فاحش الأدواء والرقى وعلم الأوهام، وخرط التماثيل ونحت الصور، وطبع السيوف والشطرنج والحنكلة. وهي وتر واحد يجعل على قرعة فيقوم مقام العود ولهم ضروب الرقص والثقافة والسحر والتدخين.
علوم التّرك: هم كالعرب، في أنهم أصحاب قيافة ومعرفة بالحروب وآلاتها، وهم أعراب العجم، كما أن العرب أكراد النبط. فصاروا في الحرب كاليونانيين في الحكمة، والصين فيالصناعة، وهم في البيطرة والرياضة فوق كل أمة. وأحدهم يركب ظهر فرس فوق ركوبه الأرض يغزو أحدهم بأرماكه ومهورة، فمتى أتعب واحدة ركب أخرى فلا يستريح ولا ينزل إلى الأرض”. (محاضرات الأدباء1/194).
قال الجاحظ” أمّا سكّان الصين فهم أصحاب السّبك والصياغة، والإفراغ والإذابة والأصباغ العجيبة، وأصحاب الخرط والنّحت والتصاوير، والنّسخ والخطّ، ورفق الكفّ في كلّ شيء يتولّونه ويعانونه، وإن اختلف جوهره، وتباينت صنعته، وتفاوت ثمنه”.(الرسائل السياسية/509).
ولأهمية هذا الموضوع، وتقديم صورة واضحة عن طبيعة ما يسمى بالحضارة الفارسية قبل الإسلام، وإزالة الغشاوة عن هذا اللبس الذي يتنكر للإسلام، وينفي دوره في أرساء وبناء الحضارة الفارسية، بل ويحمله مسؤولية تدمير ما يسمى بالحضارة الفارسية المزعومة، في نظرة أقل ما يقال عنها محاولة يائسة وفاشلة للتعالي على العرب، والنظرة لهم نظرة دونية. لذا نقدم هذا المبحث الذي يؤكد بأن الحضارة الفارسية بدأت بعد الفتح الإسلامي، وليس قبله، وإنها أي الحضارة العربية قد هذبت الثقافة الفارسية ولم تشوهها كما يزعم الفرس الناكري الجميل لفضل العرب والمسلمين، وإنها رسخت القيم الإنسانية والأخلاقية الجديدة ونقتها من الأفكار المجوسية الخاطئة، ونقلتها الى القيم الإسلامية الصحيحة. لم يكن الفتح الإسلامي لبلاد فارس إلا بداية لإشعاع نور الإيمان والتطور في النفق المجوسي المظلم، فقد بنى الإسلام القيم الأخلاقية على إنقاض الخراب المجوسي، وأهدى الفرس الى طريق النور والمحبة والتسامح، فلا حضارة للفرس قبل الإسلام كما سنوضح.
ان التجني على الإسلام ـ ما زال الكثير من المراجع الفرس يعزفون على هذا الوتر ـ إنما هو تجني وظلم للإسلام ورموزه الكبار، ومحاولة رعناء للنيل من الخليفة الفاتح الفاروق وكبار القادة المسلمين الذي كان لهم شرف نشر الإسلام وقيمه المجيدة في بلاد فارس. إنه لأمر يثير الاشمئزاز والتقزز عندما يبنى مقام ومزار لأبي لؤلؤة قاتل عمر الفاروق، في حين يحتفل الفرس في يوم مقتل الفاروق الذي مدٌ لهم يد الغوث وأنقذهم من مستنقع المجوسية وأوصلهم إلى مرفأ الإيمان والنجاة.
سوف نناقش الموضوع من عدة محاور:
1. مفهوم الحضارة
غالبا ما يتحدث عن الحضارة ممن لا يفطن إلى مفهومها وجوهرها، فيخلط بينها وبين العمران والثقافة والمدنية والقوة العسكرية والعامل الديني، مع أن الحضارة قد تشمل كل هذه الصفات وغيرها، وعندما يقتصر مفهوم الحضارة على جانب واحد فقط، تُفرغ الحضارة من مفهومها المتكامل، مثلا عندما تقول أن الحضارة هي القوة العسكرية والتوسع على حساب بقية البلدان الأضعف فهذا اعتراف ضمني بأن المغول أصحاب حضارة كبيرة، والمقدونيون أيضا وكل القوى الاستعمارية هي حضارات متقدمة، وأن الدول التي استبيحت من قبل الدول الأقوى لا تعد حضارات فتلغى الحضارة الإسلامية والهندية والإغريقية وغيرها، وهذا لا يصح البتة. كما أن اعتماد العامل الديني فقط لا يتوافق مع المؤشرات الواقعية، فالحضارات الصينية والهندية وما سبق الديانات السماوية الثلاث لا ترتبط بتعاليم سماوية، وأنما تعاليم وضعية.
الحضارة تعني التطورات العلمية والتقنية والأدبية النظرية منها والتطبيقية عند الأمم، مترادفة مع التطور الاقتصادي والثقافي والاجتماعي والعمراني. وفي هذا التعريف يمكن الجمع ما بين الفريقين المختلفين من العلماء والفلاسفة الذين يرى التيار الأول: أن الحضارة تقتصر على المظاهر الفكرية السائدة في المجتمعات البشرية، في حين يرى التيار الثاني: إنها خلاصة التطورات البشرية في المجالات العلمية والفنون والعمران، ويضيف لها (ماكيفر) الآداب والديانات والمثل الأخلاقية. في حين يركز (البرت شفيستر) على نقطتين مهمتين هما التقدم الروحي والمعنوي. أما العالم الموسوعي ( ول ديوارنت) فأنه يعتمد في موسوعته الشهيرة قصة الحضارة على الأسس الأربعة الآتية: الموارد الاقتصادية، النظام السياسي، العادات، التقاليد، العلوم والفنون. مضيفا” أن الحضارة نظام اجتماعي يعين الإنسان على الزيادة في إنتاجه الثقافي، وهي تبدأ حيث ينتهي الاضطراب والقلق، لأنه إذا ما أمن الإنسان من الخوف، تحررت في نفسه دوافع التطلع وعوامل الإبداع والإنشاء، وبعدئذ لا تنفك الحوافز الطبيعية تستنهضهللمضي في طريقه إلى فهم الحياة وازدهارها”.
في حين أنفرد المؤرخ البريطاني (ارنولد تونبي) عن غيره بإضافة العامل الديني متمثلا بالكنيسة الكاثوليكية زاعما بعصبية واضحة ” أن الحضارة الغربية هي وحدها التي تحافظ على الشرارة الإلهية الخلاقة، وهي وحدها القادرة على أن تؤول إلى ما آلت إليه سابقاتها. مضيفا أن الحضارة هي” حصيلة عمل الإنسان في الحقل الاجتماعي والثقافي، وهي حركة صاعدة، وليست وقائع ثابتة وجامدة، إنها رحلة حياتية مستمرة لا تقف عند مينائه”. وهذا الرأي المتعلق بعامل الدين مقارب لما جاء به مالك بن نبي، وربما مُستوحى منه، بقوله” الحضارة لا تظهر في أمة من الأمم إلا في صورة الوحي يهبط من السماء، ويكون للناس شرعة ومنهاجًا، فكأنما قدر للإنسان ألا تشرق عليه شمس الحضارة، إلا حيث يمتد نظره إلى ما وراء حياته الأرضية”. وهذا الرأي يفتقر الى الشمولية لاستبعاده العوامل البشرية التي لا علاقة للسماء بها.
فيما يتعلق بالعرب، جاء في لسان العرب وفق الاصطلاح اللغوي للحضارة” الحضر: خلاف البدو، والحاضر: خلاف البادي. وفي الحديث: لا يبيع حاضر لبادٍ، الحاضر: المقيم في المدن والقرى، والبادي المقيم بالبادية. والحِضارة بكسر الحاء: الإقامة في الحضر، عن أبي زيد” كان الأصمعي” يقول: الحضارة بالفتح”. كما قال القطامي” فمن تكن الحضارة أعجبته فأي رجال بادية ترانا”.
لكن تعريف المسلمين للحضارة الاصطلاحي كان تعريفا شاملا جمع ما بين التيارين الأول والثاني، بل سبقهم بعدة قرون، فقد عرف ابن خلدون الحضارة في مقدمته الشهيرة بأنها ” التفنن في الترف، واستجادة أحواله، والكلف بالصنائع التي تؤنق من أصنافه وسائر فنونه”، وأضاف نمط من الحياة المستقرة ينشئالقرى والأمصار، ويضفي على حياة الناس فنونا منتظمة من العيش والعمل والاجتماع والعلم والصناعة، وإدارة شؤون الحياة والحكم (القانون والسياسة)، وترتيب وسائل الراحة وأسباب الرفاهية”.
من هذا التعريف الخلدوني الرائع نستخلص بأن أركان الحضارة حسب النظرة الإسلامية هي العامل الاجتماعي، العامل الاقتصادي، الفنون عامة، التطور العلمي، اسلوب إدارة الدولة (الحكم)، الرفاهية الاجتماعية وأخيرا العمران.
من الجدير بالإشارة ان النظرية الخلدونية استبعدت الجانب العسكري، ولم تعتبره من أركان الحضارة، وهذا ما أشرنا إليه في البداية. ويلخص د. أحمد شلبي الحضارة الإسلامية بأنها تعني ” ما قدمه الإسلام للمجتمع الإنساني من أفكار ترفع شأنه، وتيسر أمور حياته، وقد قدم الإسلام مأثرة للبشر جمعا، وبعض هذه المآثر، يتضح مع غير المسلمين، اكثر مما يتضح مع المسلمين”. (موسوعة الحضارات الإسلامية).
2. مناطق نفوذ الحضارات
يعتبر(صامويل هنتنجتون) من أبرز المهتمين بدراسة الحضارات بعد العالم الموسوعي (ول ديوارنت)، وقد قسم الحضارات البشرية الى تسعة أقسام وفق مناطق النفوذ الثقافي:
أ. الحضارة الغربية بأرضيتها المسيحية الكاثوليكية والبروتستانتية. ومصدرها الإغريق والرومان والفكر المسيحي، وتشمل أوربا وامريكا واستراليا.
ب. حضارة أمريكا اللاتينية. ومصدرها الرومان والمسيحية علاوة على التأثيرات الاستعمارية من قبل اسبانيا والبرتغال.
ج. الحضارة اليابانية، وهي جزء من حضارة الشرق الأقصى. وهي في الحقيقة ترتبط بالحضارة الصينية.
د. الحضارة الصينية. وهي من الحضارات القديمة، أصولها الديانة الكونفوشيوسية.
هـ. الحضارة الهندية. واصولها هندوسية، وهي من الحضارات القديمة، وتشمل الهند والنيبال.
و. الحضارة الإسلامية، وتربط بالدين الإسلامي، وحدودها الحضارة العربية والفارسية والتركية والماليزية.
ز. الحضارة المسيحية الأرثوذكسية، وهي الحضارة المسيحية الشرقية وتشمل روسيا والقوقاز واوكرانيا والبلقان واليونان وقبرص. (هنا إشكالية في التقسيم فالحضارة اليونانية لا علاقة لها بالروس، وهي حضارة غير مسيحية، وتعد من أقدم الحضارات، ولا نفهم ما القصد من حشرها في هذه الفقرة.
ح. الحضارة الأفريقية، وتمتد حدودها الى افريقيا وجنوب الصحراء.( من الغريب أن هنتنجتون ربط هذه الحضارة باستجابتها للاستعمار والإمبريالية، متجاهلا ان الحضارة المصرية من أقدم الحضارات في العالم مع حضارة وادي الرافدين).
ط. الحضارة البوذية. وتشمل الهند الصينية، وتراثها تعاليم بوذا ومذاهبها تيرافادا وهينايانا، وتشمل تايلند وكمبوديا ولاوس وبورما وسريلانكا ومنغوليا.
الحقيقة ان هذا التصنيف مع أهميته يضم نقاط ضعف كثيرة فهو يعتمد تارة العامل الديني، وتارة العامل الجغرافي، وتارة العامل الثقافي، وتارة عامل اللغة. لكن الذي يهمنا هو ما يتعلق بالحضارة الفارسية والتركية، وهما اللتان ربطهما بالحضارة الإسلامية، بمعنى ان الطابع الإسلامي هو القاسم المشترك بينها.
للمبحث تابع لطفا.