22 ديسمبر، 2024 10:53 م

ايقظها من التساؤل صوته مواصلا سرد احداث سنوات دراسته الابتدائية فانساب صوته متحدثا بنبرة لا تخلو من حنين لتلك الايام بمختلف ما تضمنت من نجاح واخفاق فقال:-
كانت ايام الدراسة الاولى تكاد تخلو من اية معاناة او مشكلات كوني صغيرا اذ ذاك ولم تستطع زوجة الاب ان تحملني اعباء الرعاية والخدمة اضافة الى المراقبة الشديدة من قبل عمتي سولافة الشابة الجميلة التي كانت تهتم بشؤوني وتلقنني الدروس في المراحل الاولى حتى بت من المتفوقين واهداني معلم مادة الحساب حاسبة صغيرة بعد ان احرزت درجة كاملة في امتحان هيأه لنا على حين غرة بعد ان وعدنا بجائزة مميزة لمن يحرز الدرجة الكاملة اذ كانت المسألة التي تضمنها الامتحان تحتاج الى ذكاء مميز وكانت تلك جائزتي وكنت الوحيد بين التلاميذ الذي احرز تلك الدرجة.
وما كان تأثير هذه الجائزة عليك….سألت المرأة….؟
كان لها تأثير كبير حيث اصبح درس الحساب اهم الدروس بالنسبة لي واحبها اليّ َولا استطيع ان انكر فضل ذلك المعلم الرائع الذي اعتمد اسلوبا تربويا مميزا بحيث كان اغلب التلاميذ لا يجدون في تلك المادة صعوبة وان كان فهمهم لها على درجات مختلفة لكن تلك الجائزة خلقت لي منافسين لم يعتمدوا الطرق الاخلاقية والعلمية في التنافس الشريف وانما اعتمدوا اشاعة الكلمات الغير طيبة والاحاديث المزيفة لخلق الشحناء والبغضاء بيني وبين اصدقائي المقربين في الفصل حتى بت افكر في الانتقال الى فصل آخر لولا تدخل عمتي (سولاف )التي اثارت في نفسي ارادة التحدي واخبرتني بأن علي ان اواجه اصدقائي واكاشفهم واعيد بناء الثقة بيني وبينهم ومن الضرورة ان اشرح الامر الى المعلم الذي ما ان اوضحت له الامر حتى طلب اليَّ ان اترك فكرة النقل الى فصل آخر وان اواجه المشكلة وان لا أهرب منها ثم ما لبث ان جمعنا في الفصل وحدثنا عن ضرورة ان يتحلى الجميع بروح المحبة والتعاون والمنافسة الشريفة مبينا ان اي فوز لأي تلميذ انما هو فوز لجميع تلاميذ الفصل بل وللمدرسة وللمجتمع ثم ما لبث ان امتحننا بعدة مسائل فاز فيها اكثر من تلميذ وقدم لجميع الفائزين جوائز مختلفة وكنت انا اول الفائزين وبهذا انتهى العام الدراسي الاول وجميع التلاميذ حصلوا على درجات عالية ونجحوا الى المرحلة الثانية من الدراسة.
اذن كنت مميزا في دراستك ومتفوقا في جميع مراحلك الدراسية …؟
نعم هو كذلك حتى اتممت دراستي الابتدائية ودخلت المرحلة الثانوية وهنا بدأت المعاناة وبدء الفشل..
قال تلك الكلمات وغامت عيناه بل وبدى للمرأة ان دموعا تلمع في مقلتيه
فحاولت ان تخرجه من ذلك الحزن فهتفت :-
اعلم ان هناك اسباب كثيرة لما عانيت منها زواج عمتك سولاف حيث غادرتكم الى بلد بعيد ومنها ايضا زواج امك حيث لم يعد بإمكانك زيارتها الا على فترات بعيدة قياسا لفترات الزيارات السابقة…………أليس كذلك…..؟
لم يكن هذان السببان هما ما تسببا لي بالمعاناة والفشل ولكن كوني اكبر اخوتي لابي اصبح ذلك ذريعة لزوجة ابي لجعلي عاملا اجيرا للحصول على مايمكن الحصول عليه من المال لمساعدة ابي ماديا على حد زعمها ولم ابلغ من العمر سوى (12) عام وكذلك خادما بلا اجر لها ولأولادها ولا ادري كيف استحوذت بنفوذها على ارادة ابي الذي ينفذ لها طائعا كل امر وكل كلمة.
هل انتهى الامر عند هذا ….؟
الايام فقط هي التي ستكشف ذلك ………….