23 ديسمبر، 2024 12:59 ص

ظل الصبي الشاب يتأوه ولم تجد المرأة المتحدثة الا ان تخوض في حديث آخر يتضمن بعض الاحداث البعيدة عن تلك المعاناة التي عاشها اذ قالت :-
هل تذكر اليوم المدرسي الاول …؟
اجل لقد كان يوما مميزا شعرت فيه بالفرح يملأ نفسي وانا اسير بخطوات واثقة الى جوار ابي الذي كان في تلك اللحظة يبدو سعيدا وقدم اوراقي الى ادارة المدرسة وبين للموظف المسؤول اسمي قائلا :-
التلميذ معتصم فؤاد صادق .
فغرت فاها وانا اسمع اسمي الثلاثي لأول مرة اسمي هو
(معتصم فؤاد صادق ) اسمي مقرونا باسم ابي واسم جدي)
اجل شعرت بالسعادة لأني تعودت ان يكون اسمي مقرونا باسم امي هكذا كانوا ينادونني في بيت اخوالي بل وحتى في بيت ابي …(معتصم ابن زينة)
وفي اغلب الاحيان لا ينطقون باسم معتصم بل يختصرون قولهم منادين عليَّ (ابن زينة) كان ذلك يؤلمني ليس لأني اخجل من انتمائي لتلك الام التي قدر لها ان تعيش مأساة ربما لم يكن فيها خيار ولكنهم اذ ينادونني بذلك كأنهم يشيرون لي ان انتمائي الحقيقي لأمي وليس لأبي كأنهم يقولون لي ان هذا ليس بيتك وهذه العائلة ليست عائلتك وكنت أتساءل إذا كنت انا (معتصم ابن زينة) فلماذا فعلتم ما فعلتم لتجعلوني اعيش بين ظهرانيكم ولم تتركوني اعيش معها .
الحق كنت اتمنى ان اعيش الى جوارها قبل ان تتزوج برجل آخر لأنني كنت اجد في حضنها الدافئ الحنان والامان وان كانت هي الاخرى اسيرة بيت اهلها ولم تستطع الدفاع عني في حال نشوب العراك والنزاع بيني وبين اولاد العائلة الاخرين ولكني اجد في جدتي لأمي حصنا حصينا الوذ به وهي بدورها تحسن الدفاع وتردع المعتدين وهنا ارتسمت على وجه الصبي الشاب ابتسامة وهتف كمن يبوح بسر قائلا:-
الحق اقول لك انني كنت حين ازور امي في بيت اهلها قبل زواجها اثير المشاكل متعمدا واكون في اغلب الاحيان من يبادر النزاع لا لشيء لكني افعل ذلك فقط لا لفت نظر الاخرين الى ما انا عليه من سوء الحال لكنهم لم يكونوا يفسرون الامر الا انني مشاكس ومعاند وكثير الاذى .
نظرت اليه المرأة مبتسمة هي الاخرى وقد علا وجهها تعجب لما سمعت من اعتراف الصبي الشاب بينما تولدت في نفسها غصة المتها لإدراكها مدى الالم الذي عانى منه ذلك البائس.
وهل كانت تلك المشاكسات تخفف عنك ماكنت تعاني من عذاب …؟
سألت المرأة…
اجل كنت اشعر وانا اخوض تلك المشاكسات كأنني اضع عن كاهلي بعض ما احمل من اعباء لكني والحق اقول لك كنت انتهي الى كثير من الالم وانا ارى ما تواجه امي من كلمات الاخرين والحظ في نظرتها ذلك الانكسار المرير حتى اني احس باني اود لو احمل الة حادة احطم فيها تلك القيود التي تحيط بنا (انا وامي )على حد سواء .
هل اقول لك سر اخر….؟
اجل قل قل كل ما تريد ان تبوح به من اسرار فانا لا ابوح بسر اؤتمن عليه وعلى وجه الخصوص اذا كنت انت من تأمنني عليه.
لقد كنت احلم بانني اصير رجلا كبير ولي من السلطات ما يمكنني من وضع جميع هؤلاء الذين لقينا انا وامي على ايديهم الاذى فأحاكمهم وانزل بهم اشد القصاص .
فغرت المرأة فاها وغامت عيناها وهي تشعر بغصة اليمة تعتصر نفسها بينما ارتسمت لها في افاق المستقبل صورة اخرى لهذا الصبي الشاب(معتصم فؤاد صادق) ربما فعل في قابل الايام امورا عظيمة بذورها تنمو في قلبه وروحه في هذا الزمن الحاضر………………
وضعت المرأة يدها على قلبها وابتسمت في وجه الصبي وربتت على كتفه بحنان وهي تهمس له بنبرة عطف ومحبة وانسابت كلماتها كما البلسم لجراح عميقة قائلة :-
اياك ان تستسلم لعواصف الحقد الاسود والضغينة العمياء فذلك هو الداء الدوي ولكن ليكن املك بالله تعالى وهو وحده من يمدك بالعون ويغير حالك الى احسن الاحوال اذ يمكنك من السعي الخير والناجح لتحقيق الامنيات انه نعم المولى ونعم النصير.
استمع الصبي الشاب الى الكلمات الطيبة وربما تكون قد عالجت من روحه الجريحة كما البلسم ولكن هل انتهى الامر عند هذا الحد ………..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ربما ………نعم
ربما …….كلا
ذلك ما ستبينه الايام القادمة بما تستجد فيها من احداث……….