11 أبريل، 2024 9:59 م
Search
Close this search box.

النظرة الشزراء/2

Facebook
Twitter
LinkedIn

واصلت المتحدثة القول:-
مضت ايام واسابيع وشهور والجدة تطرق الابواب باحثة عن الزوجة الثانية وكانت في كل مرة تعود برفض الاهل تزويج بناتهم لشاب لم يعمر زواجه الاول عام اضافة الى امكانية تصديق ما اشيع حول ضعف شخصية الشاب واطاعته العمياء وغير المبررة لوالديه.
وفي كل مرة تعود الجدة خائبة من الخطبة وهي تشعر بالحزن يرتسم الفرح والسرور عند عائلة الزوجة المطلقة بل والشماتة ايضا وكانت الكلمات تدور وتدور وتصل اسماع الجدة فيزيدها ذلك اصرارا على البحث عن عروس تكيد بها الطليقة واهلها .
كان لها ما ارادت فزفت لابنها عروسا اصبحت فيما بعد ام اولاد وبنات ولم يعد هناك الا امر واحد وهو الحاق الطفل الصغير من الطليقة بابيه الذي كان يدفع نفقاته شهريا وهو في حضانة الام ولم يكن ممكنا ذلك مادامت الام غير متزوجة لكن امرا ما قد حدث جعل الاب يمضي في دعوى عشائرية لأخذ الولد اليه وذلك ان الطفل تعرض لاعتداء اولاد اخواله فرموه في النهر القريب وكاد ان يفارق الحياة لولا لطف الله تعالى ورعايته .
وتساءل الصبي الشاب عن ذلك الامر قائلا :-
لكني لا اتذكر هذا الامر الفظيع….متى حدث ذلك…؟
اجابت المرأة موضحة:-
كان لك من العمر خمس سنوات ولم تكن امك قد تزوجت بعد فيما كان لوالدك طفل في الثانية من العمر وطفلة في الاشهر الاولى من عامها الاول…واستغربت المرأة المتحدثة من عدم تذكر الصبي الشاب لتلك الحادثة وهو بذلك العمر تلك الحادثة التي لا يمكن ان تنسى اذ اجتمع عليه اولاد اخواله قائلين انك لست من عائلتنا فصرخ فيهم محتجا فما كان منهم الا ان اجتمعوا عليه وانهالوا عليه بالضرب ولما كان يدافع عن نفسه بقدر ما يستطيع دفعوه الى النهر القريب وكاد ان يهلك غرقا لولا ان تنبه له احد الشباب الذي كان مارا بالقرب من النهر فسارع الى انتشاله ومضى به الى المستشفى لكنه لم يتطرق الى حقيقة اعتداء الاولاد عليه ورميهم اياه تحاشيا للتعرض الى المسائلة القانونية.
هل بقي الامر سرا…؟ كلا اذ ان الحادثة نشرت اخبارها و عرفت مضامينها من قبل اهل الطفل لوالده وفعل الاب ما فعل من اتخاذ الامر ذريعة للمطالبة بعودة الطفل اليه حماية لحياته وذلك من خلال جلسة عشائرية إذ وافق اهل الزوجة المطلقة على اعادة الطفل لأبيه ولكن ضمن شروط محددة اولها واهمها ان تتكفل جدته لأبيه برعايته والاهتمام به وليست زوجة الاب وقد تعهدت الجدة بذلك امام الجميع ووافقت على الشرط .
وهكذا اعيد الطفل الى الوالد وكان قد بلغ من العمر ست سنوات
نعم اعيد الطفل بكفالة ورعاية جدته لأبيه خوفا عليه من كيد وظلم زوجة الاب.
هنا خرجت من صدر الصبي الشاب حشرجة مريرة وانين حزين مؤلم لكنه سرعان ما قطعه بضحكة هي اشبه بالبكاء والنحيب قائلا :-
كيف عدت بكفالة الجدة وانا مذ ادركت الحياة اعيش في بيت ابي واعاني ظلم زوجته التي جعلتني خادما صغيرا ومهانا لها ولأولادها…..؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!

كان انينه صوتا معبرا عما يجول في نفسه كأنه يقول اعادوني الى ابي من اجل حماية حياتي ولكنهم وضعوني في سجن رهيب الجلاد فيه ابي والآمر فيه زوجته فهل كان ذلك عدل واين هي رعاية الجدة او اهتمام الجد وانا عشت اياما سوداء قاتلة في كل لحظة وفي كل ثانية ….آه…ليتي لقيت حتفي يوم دفعني الاولاد الى النهر وليت ذلك الشاب لم يبادر لانتشالي من موت محقق كنت امضي دون ان اواجه هذا المصير المؤلم وهو انني بت اعاني الظلم والاذى ممن فعل ما فعل من اجل اعادتي اليه ربما ليس حبا بي وانما انتقاما وثأرا لجرح شخصيته التي اريد لها ان تهان .

واعاد كلماته ….
مذ ادركت الحياة اعيش في بيت ابي واعاني ظلم زوجته التي جعلتني خادما صغيرا ومهانا لها ولأولادها……………….؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب