هي تلك …كانت السبب الاول في ما حدث .
كانت تلك هي العبارة التي تفوه بها صبي على اعتاب الشباب اذ بلغ من العمر خمسة عشر عاما .
لهذا الصبي الشاب قصة وها انا اسردها مختزلة اذ تمتد الى بداية حياته قبل خمسة عشر عاما كما بينت حين تم زواج الابوين زواجا تقليديا كما اغلب الزيجات في تلك العائلة بل وفي ذلك المجتمع وكان من المؤمل ان يعيشا متوافقين راضيين بل ويمكن ان يعيشا سعيدين بحياتهما الجديدة لولا تدخل الاخرين في حياتهما الخاصة .
اجل جاء التدخل في الحياة الزوجية الخاصة من قبل الاهل والاقرباء وخاصة والدا الزوج مستغلين عدم نضجهما وضعف شخصيتهما والعامل الاساس عدم استقلالهما المادي لأن الزوج لم يكن يملك موردا ماليا رغم كونه يعمل مع والده في اعماله المختلفة وهكذا تطور الامر وانتهى الى الطلاق وكانت الزوجة حاملا بولدها الذي هو هذا الصبي الشاب البالغ من العمر حمسة عشر عاما.
الابوان على قيد الحياة لكن الولد يرى نفسه اشبه بمن فقد والديه بل هو يقول في نفسه ان فقد الوالدين الحقيقي اهون بكثير مما هو عليه.
لو انه فقدهما حقيقة ما كان ليشعر بهذه النقمة وهذا الوجع وربما وجد في زيارة قبريهما بعض السلوان وربما وجد من الحياة الكثير من الامن والامان.
هم احياء نعم لكنه لا يعتبر نفسه منتميا الى اي منهما رغم تواصله معهما رغم تواجده بين افراد عائلتيهما الجديدتين اذ تزوج كل منهما وانجب واصبح له أبناء وبنات يرى انهما يبذلان كل جهد ممكن ليوفرا لهم حياة كريمة اما هو فانه مجرد ظل ظل لكلا العائلتين.
…………………
ترقرقت دمعة في عينه مسحها بكم يده واطرق متفكرا ومستذكرا
قالت له احداهن وهي تسرد له احداث فراق ابويه وطلاقهما:-
ان لجدك وجدتك لأبيك الدور الأكبر في هذا الامر .
كيف….؟ قال متسائلا …؟
لقد تشددا في العناد ورفضا رفضا تاما ان يستقل والداك بحياتهما مدعيين عدم كفاءة الزوجة لإدارة بيت منفرد اضافة الى التقول عليها بالخمول والكسل فهي تارة (تمبل) واخرى(فاهية )واخرى(حمقاء) وراحت الجدة تسرد احداث قالت انها شاهدت الاوساخ تملأ الغرفة والملابس بل ان الطعام الذي تطبخه وتقدمه للزوج يعلوه الذباب…وحين استنكرت النسوة قولها بررت بأن تلك الزوجة مصابة بضعف البصر ولا تكاد تمييز بين النظيف وغير ذلك فردت عليها النسوة كلامها بالقول لتذهب الى الاطباء وتتناول العلاج الشافي وبهذا تستمر حياتهما الزوجية على خير لكن ذلك الامر لم يرق للجدة التي عمدت الى تحريض الزوج وابعاده عن زوجته حتى باتت تشجعه على تركها في الغرفة وحيدة بينما هو يبيت لياليه في الصالة قريبا من فراش امه. هذا قيض من فيض فيما قيل وفيما قالوا وانا لا اخفيك ان جدك وجدتك لامك لم يقصرا في التقول عن والدك بالكثير من الكلمات منها (خويفة) (ابن امه ) (مخبل)(فقير) وبالطبع هكذا يقال في كل خلاف بين زوجين متخاصمين ولكن التشدد في العناد قاد الى الطلاق وبعد لحظات استطردت :-
خرجت امك من بيت والدك وذهبت الى بيت اهلها وكانت حاملا في الشهر السابع وبعد شهرين ولدت انت وتمت اجراءات الطلاق بعد ذلك وبهذا انتهى آخر امل بالرجوع او التراجع عن القرار اذ حسبنا ان ولادة طفل للأسرة ربما يكون سببا في تغيير مؤشر العناد الى اتجاه الرشاد ولم الشمل لكن ذلك لم يحصل بل راحت الجدة تبحث لابنها عن زوجة اخرى تستبدل بها الزوجة المطلقة وكان لها ما ارادت.