الماركسية وحسب نظرية القيمة المضافة أو فائض القيمة تعد ان ارباح الرأسماليين سرقة على اساس ان جوهر قيمة السلعة يقاس بمقدار العمل المبذول لانتاجها ( جوهر القيمة العمل) ويقول انجلز ( البرجوازي ليس بسارق وأنما النظام الذي يتيح له السرقة هو السارق )
دعونا نفلسف الموضوع ونسأل ما هي دوافع السرقة؟؟ انها التملك بالتأكيد ، وحب التملك غريزة تبدأ بالنمو خلال السنة الاولى من عمر الطفل وتنموا معها غريزة حب الذات (ألأنا) التي هي الشيطان بعينه وهي المعين الذي لا ينضب للشرور بكل انواعها رغم انها وجدت لحماية الذات وبالتالي المجتمع ان جرى تقنينها وتهذيبها
لنسأل سؤالا آخر وهو لماذا العراق يعد من الدول المتفوقة بامتياز في السرقة والرشوة ؟؟أليست غرائز ألأنا والملكية موجودة لدى السويسري والايطالي كما هي موجودة لدى العراقي؟؟ أولم تكن هاتان الغريزتان موجودتان لدى العراقي نفسه في انظمة ما قبل الاحتلال ومنها عقد السبعينيات الذهبي؟؟ الجواب اليقين انهما غريزتان والغرائز كما نعلم لا تتغير ولا تطفأ ، ولذلك فهما موجودتان في كل زمان ومكان .ولدى كل انسان
حاولت الاديان برمتها الحد من هاتين الغريزتين وكانت اغلب المعالجات تخاطب ضمير الانسان فالمسيحية قالت ((اذا كان لديك حذائين فأعط احدهما)) والاسلام ندد بمن يكنزون الذهب والفضة وبالذي((بات شبعان وجاره جائع)) وعدا ذلك جائت تشريعات محددة كالزكاة وعقابية كقطع يد السارق وغيرها .
كل ذلك لم يحد من غريزة التملك كثيرا فقد امتلكت الكنيسة نصف اراضي اوربا بموجب انجيل القس اوغسطين الذي ثبت تحيفه لهذه الغاية وعلى اثر ذلك نزعت املاك الكنائس، وزاملت المؤسسة الدينية في ايران البازار الايراني منذ قرون خمس ، وهكذا الحوزة العلمية في النجف الاشرف ولعل رصيد مؤسسة الامام الخوئي في لندن ابسط الامثلة على ذلك ..ولو استقلت مؤسسة الازهر ماليا واستلمت الخمس لحصل الشيء نفسه ، ولولا خشيتي من زعل البعض لذكرت لكم رموز اسلامية كبيرة ومقدسة ظهرت ثرواتها بعد رحيل النبي محمد( صلعم )
جاءت الدول والاحزاب وحاولت كالاديان ان تضع حدا للانا (الدكتاتورية) وحب التملك غير المحدود وتمكنت من معرفة ان الامر يحتاج لضوابط دنيوية صارمة تستوحي الفكر الديني وتترجمه بتصرف على شكل دساتير وقوانين صارمة وتمكنت تلك الدساتير والقوانين ان تحدد كثيرا من تلك الغريزتين وتضع الدكتاتور الفرد في ظل نظام لا يسمح له ان يكون دكتاتورا متسلطا ولا تسمح له بان يكنز الذهب والفضة ، وهذا ما حصل الى حد كبيرلدى الدول ذات الديمقراطية الحقيقية
نعود الى العراق لنجد ان الدين الرئيسي فيه تم تسييسه ، وأصبح دينان ولكل دين رموزه السياسية واحزابه وهذان الدينان ركزا على الشعائر ونسيا ((ان الدين المعاملة)) وذلك جاء اثر فوضى خلاقة ادت الى ان تكون الاحزاب (الشيعية والسنية) بلا قانون احزاب مما ادى الى تدفق الاموال عليها من الدول السنية والشيعية وجاء القانون الذي سوف لن يوقف الدعم الاجنبي بل سيضيف دعم الدولة للاحزاب الكبيرة خصوصا ويبقى الدعم الاكبر من كل ذلك هو نفط الشعب العراقي الذي جزء منه ولحد الآن يباع دون عدادات وأكثر من نصف قيمته وهبها السيدان المالكي والشهرستاني للشركات التي طردها شعب العراق قبل اقل من نصف قرن واختلط الحابل بالنابل وقفزنا لنترك كل دول العالم خلفنا بالفساد.
قد يسأل سائل باننا نمتلك دستورا . فأجيبه اعطني مادة غير مخترقة في دستورنا عدا المادة القائلة ((بغداد عاصمة العراق)) ومن يقول فصلنا السلطات الثلاث اقول له ان ذلك حصل نظريا وكلها عمليا بأمرة القائد العام ، ومن يسأل عن حكومة الشراكة اقول نعم انها شراكة الاذعان والمغانم …ومن يقول لدينا قانون موازنة وابوابها يقرها ممثلوا الشعب اجيبه : اعطني كشف موازنة واحد وقل لي كيف اقرت سرقات التراخيص وليس جولاته وهل كان لممثلي الشعب دور في ما حصل لنفط الشعب؟؟
دب الفساد وكثرت الهيئات المجابهة له الى ان اصبحت جزءا منه وكما تقول الاغنية في عز الكلام سكت ديوان الرقابة المالية عن الكلام ، وضل شيعة السلطة يسكتون عن فساد كتلهم وسنة السلطة هكذا ، والاثنان يسكتان عن الذي يدفع اكثر او يسكتون عن من بيده السلطة
القادم اقسى وأمر وأنا شخصيا اقبل ان يستمر الحال المزري شرط ان لا يسوء اكثر ونخرج عن تنافسنا مع الدول الفاسدة لننافس الشياطين في شيطنتهم ونعوذ بالله منهم،ومن السراق ، ومن النظام البائس الذي يتيح لهم السرقة .
ولجماهيرنا الثائرة اقول أن منظومة الفساد هي التي ترعى النظام وهي عمود خيمته وبسقوط الفسلد يسقط النظام برمته ، وأن الاصلاح يحتاج لثائر على الفساد وعندما تجدون ان الثائر لا زال مصرا على ان يبقىى جزءا منهم رغم ان القانون لا يمنعه من ذلك كقائد عام فقط بل يمنع حتى الجندي البسيط من الانتماء الى حزب ، وعندما تجدون ان علاقاته مستمرة مع من ترفعون صورهم وعليها علامة الرفض ، وعندما تجدون ان اصواتكم قد بحت ومعها صوت المرجعية بح ايضا فاعلمو ايها الصناديد ان عمود الخيمة الذي هو الفساد وجد ليبقى وقد بقى وأن ذلك يعني ان استراتيجية حراككم المقدس بحاجة الى تطوير..وفقكم الله
نسأل الآن اليس النظام هو السارق كما قال انجلز؟؟؟؟