النظام العراقي المبني على الطائفية والميليشيات وغياب الدولة وفشلها احترقت جميع أوراقه دون استثناء منذ زمن طويل واصبح كالسرطان الذي لابد من استئصاله والا فانه سوف يلتهم الجسم كالهشيم.
العراق ليست دولة عميقة فحسب بل هي افشل دولة في العالم ذات شعب عريق وبَنّاء وثروات هائلة ولكن سبب فشلها هو بدون ادنى شك على الاطلاق هم الاحزاب الحاكمة منذ عام 2003. الان لاتوجد الا حكومة تصريف اعمال سريريا ساقطة وميته يقودها افشل واضعف واغبى رئيس وزراء واكثرهم اهمالا للشعب ومعاناته واحقرهم بعمالته لنظام الملالي الايراني. هذا العميل عادل عبد المهدي ذهب مهرولا للاقليم الكردي من اجل كسب تايدهم لكي يبقى في الحكم على برك من دماء الشهداء والجرحى طالبا تأييد الاكراد له للبقاء في السلطة. الاكراد والاحزاب العميلة لايجود افضل من عبد المهدي لهم ليحققوا كل ما يريدون من نهب وسرقات وبقاء في سلطة نتنه تتعف منها حتى القردة. وهناك سببين رئيسيين لهذا الامعة الغبي الذي سبق ان استقال لتجديد البقاء له وهما أولا لكي يتجنب المساءلة القانونية للجرائم التي ارتكبها بحق الشعب فيما يتعلق بالقتل وقمع الانتفاضة ومجزرة الناصرية التي قام بها جميل الشمري والقناصين الذين سكت عنهم وغيرها من اغتيالات والسبب الثاني هو طمع هذا العميل والخائن والمجرم والسارق والفاشل بالسلطة.
بعد اكثر من ثلاثة شهور على ثورة تشرين يبقى مسلسل القتل والترويع والحرق وكأن شيئا لم يكن وكأن مقتل اكثر من ٦٠٠ شهيد وجرح اكثر من عشرين الف جريح لايكفي شياطين ودراكولات المنطقة الغبراء. لقد اصبح العراق افشل وافسد واتسع وافقر دولة في العالم يحكمها اتسع وافسد وافشل نظام عرفته البشرية فلا يوجد دولة يقتل فيها الشعب بهذا الشكل ويستمر نفس الاشخاص في الحكم بينما همهم الوحيد تسارعهم لاثبات عمالتهم لعلي خامنئي الذي اصبح منبوذا من شعبه نفسه ومن النخبة الدينية في قم وطهران ومنهم مهدي كربوي الذي طالب مؤخرا بتنحي خامنئي بينما يتسابق عملاء ايران للتملق بين يدي خامنئي وخليفة سليماني. انهم يجرون البلاد الى مجهول غامض اقل ما يمكن ان يتوقعه المرأ حدوث المزيد من القتل ولايهم هذه الاحزاب وميليشياتها ان تجر البلاد الى حرب اهلية تؤدي الى تقسيمه ثم حدوث حروب ما بعد التقسيم بين اجزاءه التي قد تعيد داعش او غير داعش من جديد.
الثورة الشعبية ليس امامها الا خيارين اما الفشل والانسحاب وهذا سوف يعرض جميع الشباب المنتفض فيما بعد للاعتقالات والاغتيالات والسجون. والخيار الاخر هو التصعيد والدخول في خيارات اشد قسوة على النظام كالعصيان المدني الشامل وباسس سلمية لانهم اي الاحزاب تريد جر البلاد لرفع السلاح فتحويل العراق كله الى خراب سوري جديد. ان الثورات الحديثة وحتى القديمة لم تنجح الا اذا حاصرت مرتكزات النظام ومنها مراكزه الامنية وقياداته وقصور حكمه وبيوت منتسبيه واحزابهم ودخول الشعب كله في ثورة وعصيان وايقاف مرتكزاته الاقتصادية كالنفط والمطارات وانذار وزراءه بتقديم استقالاتهم والا فسوف يعرضون انفسهم للمسائلة بعد الثورة. ومن المهم جعل الجيش بقياداته العليا خاصة وباقي القوات الامنية في حالة عصيان مدني مع الشعب وضد النظام. وينسحب ذلك على فصائل الحشد الشعبي من القادة الشرفاء منهم والمراتب وليس الذين يريدون ركوب الموجة فينقلبوا على الثورة فيما بعد. كما ويجب ادراج البرلمان الفاسد والفاشل ضمن المرفوضين شعبيا. اما اذا بقي الوضع على ما هو عليه فانه سوف لن يؤدي الا لمزيد من الدماء والشهداء والدليل هو عدم اهتمام هذه الاحزاب بالامر ومحاولاتها لابقاء الوضع بيد رئيس وزراء مستقيل او حتى اعادته للحياة بعد موته. اذن لايوجد خيار سوى التصعيد السلمي ولكن الفعاال فالنظام العراقي اصبح سرطان خطير يجب استئصاله قبل ان يقتل العراق لانه سرطان خبيث.