23 ديسمبر، 2024 2:02 ص

النظام العراقي الرسمي مات وأصبح بيد المليشيات ..!

النظام العراقي الرسمي مات وأصبح بيد المليشيات ..!

بدأت وفود دولية من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجميع قوى الخير في هذا العالم تتدفق إلى العاصمة العراقية بغداد سرا بدون ضجيج إعلامي بحثاً عن إيجاد مخرج من الأزمة الحالية بين حكومة بغداد وقادة المليشيات ، وهذا قد يعني أن هناك نوايا لوقف الهجمات الصاروخية على السفارات الدولية واثارة العنف والاختطاف وإعادة انتشار رمي الجثث على قارعة الطرق في جميع مناطق العراق ، وعدم توسيع دائرة الحرب بين أطياف الشعب العراقي الأصيل مثلما خشي منها اليوم بعض العراقيين ، نحن هنا لا نتحدث عن الأضرار المادية والبشرية وإنما عن السوابق التي سجلتها الحرب الماضية في الأعوام المنصرمة خلال عامي ( 2006 – 2007 ) الشعب العراقي العظيم لم يستجد دعم الأنظمة العربية والأجنبية ، ولم يتوسل للشعوب لكي تتحرك ولم يتطرق إلى كلمة يمكن أن لا يفهمها البعض في كلمته ، وقدم نموذجا فذا لقيادة تعرف كيف تدير الأزمة ، وتقود الحكمة والعقل في الوقت نفسه . العراقي لم يفرق بين عراقي وآخر سواء كان سنينا أو شيعينا أو ينتمي إلى الأقليات والأديان الأخرى ليست لها إي علاقة ، مباشرة أو غير مباشرة ، بالأنظمة العربية والأحزاب والعشائر والكتل والمؤسسات الرسمية والغير رسمية ولهذا قرارها مستقل ، وإذا كان غير مستقل ، فهو يخضع لمرجعية وطنية عربية و إسلامية معادية لأعداء الإسلام والعرب . والسؤال يطرح نفسه في هذا المقال الم تحتضن دول الجوار الأجندة الأمريكية والإيرانية في العراق بمساندتها الاحتلال الأمريكي والسماح للقوات والطائرات الأمريكية بغزو بغداد وقصفها انطلاقا من قواعدها العسكرية ( 2003 ) الشعب العراقي العربي لم يعد غبيا يسهل تضليله ، كما أن زمن التعتيم الإعلامي قد ولي ، فالعالم الآن بات حارة مفتوحة يشهد تدفقا للمعلومات غير مسبوق ، حيث القنوات الفضائية تنقل بالصوت والصورة كل ما يجري على الأرض وبالأخص اهل الانبار، وتفضح عجز النظام العراقي الرسمي بصورة غير مسبوقة .مؤتمرات النظام الرسمي العراقي ، سواء على مستوي البرلمان أو الوزراء لم تعد تحظي بالاحترام ، ولا تقدم إي معلومة جديدة ، غير إعلان موت العملية السياسية في العراق الجديد لعدم تنفيذ حكومة بغداد مطالب وحقوق الشعب العراقي المتظاهرين في المحافظات الجنوبية العراقية ، فماذا سيفعل أعضاء مجلس البرلمان العراقي في مناقشة الخدمات بعد صرف المليارات على مشاريع فاشلة ، وهل نحن بحاجة إلى قرارات جديدة يمكن ان تخدم الشعب العراقي في الوقت الحاضر ، فهناك قرارات في حاجة إلى تطبيق . النظام الرسمي العراقي مطالب بتطبيق واحد منها على غرار حماسه لتطبيق قرارات صدرت ضد العراق وتحول بسببها فوضي دموية ومقبرة جماعية وحرب أهلية طائفية مقبلة ؟
دعونا نكون صريحين ، ونعترف بموت النظام الرسمي العراقي ، وظهور مرجعية الحرب الجدية وتراجع بل وانهيار جميع المرجعيات الأخرى ومؤسساتها الخاصة العالم . إما مرجعيات النفط ، ومعاهدات السلام والتبعية لأمريكا ففي طريقها للانقراض أن لم تكن انقرضت فعلا ( لله .. الآمر)