19 ديسمبر، 2024 4:31 ص

النظام العراقي اسرائيل تنتف ريش الملالي وهم يهددون

النظام العراقي اسرائيل تنتف ريش الملالي وهم يهددون

قال تعالى في سورة الاعراف/179((لهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ)).
يبدو ان المسؤولين الايرانيين لم يملٌوا بعد من إسماعنا ضجيج اسطوانتهم المشروخة حول إزالة الكيان الصهيوني من الخارطة او الوجود، لقد مللنا من سماعها، لكنهم مصرون على إزعاجنا بها، لقد إفتضح أمر هذا الموضوع على كل الصُعد، ولم يعد مخفي عن الشعب العربي ان نظام الملالي يتاجر بالقضية الفلسطينة، وان طريق القدس ليس عبر كربلاء وحلب وعدن كما يزعم نظام الملالي، بل عبر الجولان وجنوب لبنان، حسث الجبهة الحقيقية. وان ذيول النظام الايراني من العرب بما يسمى محور المقاومة الاسلامية اكذوبة كبرى للضحك على ذقون العرب وإستمالة عواطفهم وإبتزازهم. انهم في حقيقة الأمر يقاوموا شعوبهم وليس الكيان الصهيوني، فحزب الله في لبنان والميليشيات العراقية الولائية تقاوم المتظاهرين السلميين، وفي دمشق يقتلون الشعب السوري بضراوة، بل ان الحوثي في اليمن يقاتل مواطنيه اليمنيين ومحور التحالف السعودي ويصرخ زعمائه (الموت لأمريكا واسرائيل)!! وفيلق القدس الايراني قاتل في العراق وسوريا واليمن ولبنان، ولم يطلق رصاصة واحدة على الكيان الصهيوني.
لنقرأ التصريحات الأخيرة لأمين مجمع تشخيص مصلحة النظام ( الجنرال محسن رضائي) حول شروط ايران لازالة اسرائيل من الوجود:
1. ذكر” نحن جادون في اخراج الولايات المتحدة من المنطقة، ولو ردٌت اسرائيل على استهداف عين الاسد لساوينا تل أبيب بالتراب”. علما ان وزير الخارجية محمد جواد ظريف صرح في هذا الشهر ان نظامه ” لم يطالب بإنسحاب القوات الامريكية من العراق”، وهو يخالف بذلك قول المرشد الأعلى الذي طالب بإخراج القوات الامريكية من المنطقة، وكلف تابعه الخبل مقتدى الصدر للقيام بهذا المهمة المستحيلة، في الوقت الذي تنشغل سرايا السلام وأصحاب القبعات الزرقاء من اتباع الصدر بقتل المتظاهرين السلميين في العراق وتلويث سمعة ماجدات العراق، تاج رأس الشعب العراقي. في الحقيقة لقد اعتدنا على تضارب تصريحات المسؤولين الايرانيين وتناقضاتها، ويبدو ان زعماء الميليشيات العراقية أعجبهم هذا الحمق الايراني، فساروا على نفس المنوال، عبيد أنذال لا رأي لهم..
2. ذكر كذلك ” كنا نبحث عن حجة لقيام اسرائيل بعمل ما نجد فيه الحجة لنضرب اسرائيل، ونحن كنا وراء ان يمنحنا الامريكيون حجة لكي نضرب تل أبيب، كما ضربنا عين الأسد”. لاحظ انه يبحث عن حجة فقط! سنناقش هذا الأمر لاحقا..
3. وقال” كان لإسرائيل دور في استشهاد الفريق قاسم سليماني، يعني ان الاسرائيليين هم الذين كانوا قد ابلغوا عن رحلة الشهيد سليماني من دمشق الى بغداد”.
لنعود قليلا الى الوراء ونستذكر بعض من التصريحات الذي تصب في نفس الإتجاه. بالطبع سوف لا نستعرض جميع التصريحات مع أن لدينا أرشيف بها، لأنها تحتاج الى كتاب ضخم، لكن سنأخذ أربعة نماذج فقط، وهي الأكثر أهمية. قال الخامنئي” الساسة الصهاينة يهددونا بهجوم عسكري، ولكني أعتقد انهم يعلمون جيدا، وإذا لم يكونوا يعلمون فليعلموا أنهم اذا ارتكبوا اية حماقة، فإن الجمهورية الاسلامية ستدمر تل أبيب وحيفا وستسويها بالتراب”. لاحظ الحديث عن حماقة!
كما هدد قائد القوات الجوية الإيرانية (عزيز نصير) 21/1/2019 إن قوات بلاده”على استعداد لخوض المعركة مع إسرائيل وإزالتها من الوجود”. وأضاف أن إيران”مستعدة لحرب ساحقة مع إسرائيل وقواتنا المسلحة مستعدة لليوم الذي نرى فيه تدمير إسرائيل”. لاحظ حسب الرؤية دون تحديد موعد او سبب!
وصرح مجتبى زونور المستشار السابق لقائد الثورة الايرانية والعضو السابق في الحرس الثوري الايراني في 7/2/2027″ ان ايران لا تحتاج أكثر من 7 دقائق لتقصف اسرائيل وان لديها تخويل الهي لهذا الفعل”؟ وأضاف المسؤول الإيراني” إن إيران سترد في الحال بضرب إسرائيل، إذا قامت الولايات المتحدة الأمريكية بأي عمل عسكري ضدها. وسبق ان صرح زونور في 2015 بأن ” إيران لديها إذن إلهي بتدمير إسرائيل حتى لو تخلت إيران عن برنامجها النووي، فإن ذلك لن يضعف قدرتها على اتخاذ قرار بتدمير إسرائيل”. هنا الحديث عن تخويل الهي!
ـ أكّد أحمد كريم بور المستشار العسكري لقائد فيلق القدس في2/3/2017 ” إستعداد بلاده للردّ على أيّ اعتداء عسكري عليها بنفس القوّة، وان المراكز المهمّة في إسرائيل، جرى تحديدها وإيران قادرة على تسوية تل أبيب وحيفا مع الأرض في غضون 7 دقائق، في حال تعرّضت ايران الى إعتداء، وجميع مدننا جاهزة لمثل هذه العمليّات، ولتعلم اسرائيل وحلفاؤها بذلك”، موضحاً أنّه ” لو أطلقت أي دولة صاروخاً نحو ايران، فإنّ جميع مراكز تلك الدولة ستستهدف بواسطة قوّتنا الصاروخيّة، حيث أنّ مثل هذه العمليّات ستنفّذ من قبلنا وفقاً لقرار مجلس الأمن القومي، وتوقيع القائد العامّ للقوّات المسلّحة؟ هنا الحديث عن تعرض ايران الى إعتداء، وضرورة توقيع القائد العام للقوات المسلحة على محو اسرائيل.
ملاحظات عن التصريحات السابقة الذكر:
1. جاء فيها ان لدى ايران تخويلا الهيا بمحو اسرائيل، لكن كيف حصلت ايران على هذا التخويل الألهي، هل عبر الوحي ام من خلال اتصال الخامنئي بالمهدي والحصول على الإذن على اعتيار ان الأخير له اتصال مباشر مع الملائكة؟ على أي حال من الناحية الشرعية يوجد تخويل، لكن من جهة ثانية هم يطلبون موافقة وتخويل الخامنئي! اليس التخويل الالهي يكفي لإزالة اسرائيل فلماذا موافقة الخامنئي؟ كما ان الجنرال في الحرس الثوري (محمد علي جعفري) يزيدنا حيره، فقد نشرت صفحة تابعة للحرس الثوري الإيراني على موقع فيسبوك في 25/7/2014 تصريحا تحدث فيه” عن ازالة إسرائيل عن بكرة أبيها” شريطة أن يفتي المرشد الأعلى للنظام الإيراني آية الله علي خامنئي بالجهاد”. واخيرا ذكر (رمضان شريف) العميد في الحرس الثوري الايراني في 13 شباط الجاري ” ان الاغتيال الجبان والخسيس للقائد سليماني وأبي مهدي المهندس على أيدي الامريكيين سيؤدي الى تحرير القدس”. اين الحقيقة تخويل الهي ام تخويل الخامنئي ام اعلان الجهاد؟ هل التخويل الالهي والجهاد يتعلق بمحو اسرائيل او تحرير القدس؟
2. خلال الحربين الكونيتين حيث تم استخدام القنابل النووية، لم يحصل ان اختفت دولة من الخارطة بما فيها المدن التي ضُربت بالقنابل النووية مثل هيروشما، فكيف يمكن ازالة الكيان الصهيوني خلال سبع دقائق. علما ان اسرائيل لديها (القبة الحديدية) لدرء الصواريخ المعادية، ويمكنها صد نسبة كبيرة من الصواريخ، علما ان الضربة الأخيرة للقاعدة الامريكية في العراق أثر اغتيال المقبور سليماني كشفت ضعف فعالية الصواريخ الايرانية وعدم دقتها في ضرب الأهداف العسكرية، بل كانت الأهداف المدنية اكثر تضررا من الأهداف العسكرية كما جرى مع الطائرة الاوكرانية، وسقوط صاروخين على مدينة هيت العراقية.
3. ان اسرائيل دولة نووية، ولديها قوة عسكرية هائلة بإمكانها ان توجع ايران، ومن ناحية التصنيف العالمي للقدرات العسكرية، فان اسرائل اعلى مرتبة من ايران، سيما ان ايران تفتقر الى السلاح الجوي، ولا يمكنها مجابهة اسرائيل بحريا او بريا. فالفعاليات العسكرية ستنحصر بالقوة الصاروخية والقوة الجوية والدفاعات الجوية، وايران لها قدرة صاروخية فقط.
4, يعاني الاقتصاد الايراني من مشاكل لا حصر لها بسبب الحصار الامريكي وتوقف صادراتها من النفط وخصوصا الى الصين، وتفاقم الأمر بعد انتشار فيروس كورونا في الصين، فقد توقفت الكثير من المعامل الصينية عن العمل مما أدى الى انخفاض الطلب على النفط الايراني، من جهة أخرى انهارت العملة الوطنية (التومان)، وخسرت ايران العام الماضي فقط (200) مليار دولار، علاوة على التضخم والبطالة وارتفاع نسبة الفقر الى 60% للمواطنيين، إضف الى ذلك التظاهرات المستمرة ضد النظام القمعي، بمنعى ان النظام لا يستطيع ان يخوض حربا مع اية دولة وفق معطيات الواقع الحالي. وتتوقع الأمم المتحدة أن ينكمش إجمالي الناتج المحلي في إيران 2.7 في المئة هذا العام 2020، وذلك للعام الثالث على التوالي، مع ارتفاع قياسي في معدلات التضخم.
صحيح ان الحرب الخارجية توحد الشعب لكن في ايران الوضع مختلف، فالشعب الايراني ليس على وئام مع النظام، والتظاهرات ضده شاهد حي.
5. لم تدخل ايران حربا الا وخسرتها، ولم تدخل اسرائيل حربا الا وانتصرت فيها بغض النظر عن الأسباب، وهذه هي الحقيقة، كما ان الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الإيادي إذا تعرضت ربيبتها اسرائيل الى ضربات ايرانية، فهي ستدخل كطرف رئيس ضد ايران، وستكون النتائج وخيمة على النظام الايراني، وتعجل من سقوطه، وهو على حافة الإنهيار.
6. تشير التصريحات الايرانية السابقة بأن النظام الايراني يبحث عن حجة لإزالة اسرائيل على الرغم من حصوله على التخويل الإلهي، وسنتماشى مع هذا الطرح البليد، ونوفر للنظلم مجموعة من الحجج بدلا من ان يتعب نفسه في البحث عنها:
أ. هل دور اسرائيل في قتل الجنرال سليماني كما روج النظام الايراني، لا يعتبرحماقة اسرائيلية ولا يعتبر حجة لمحو اسرائيل؟
ب. هل قيام اسرائيل بسرقة ملايين الوثائق ذات العلافة الخاصة بالبرنامج النووي الايراني في عملية انزال جريئة من قبل الكوماندوس الاسرائيلي في طهران لا يعتبر حماقة، أو حجة لمحو اسرائيل؟
ج. هل الدور الاسرائيلي في دعم الحظر الاقتصادي الامريكي على ايران لا يعتبر حماقة، او يشكل حجة لمحو اسرائيل؟
د. هل القصف المستمر لمعسكرات الحرس الثوري في سوريا والذي ادى الى قتل الكثير من القادة الايرانيين وتدمير المئات من معسكرات الحرس الثوري ومعداته الحربية في دمشق وحلب وغيرها من المدن السورية لا يعتبر حماقة او حجة لتدمير اسرائيل.
اليست هذه الحجج والحماقات الاسرائيلية كافية لأزالتها من الخارطة يا جنرال رضائي؟
منذ تسليم قوى الاستكبار العالمي السلطة للخميني عام 1979 ولحد هذا الشهر تتوالى علينا تصريحات نظام الملالي عن محو اسرائيل، ولا يوجد دليل واحد يؤكد هذه الحقيقة.
إذن أين الحقيقة؟
الحقيقة هي فيما كتبه المحلل الستراتيجي الاسرائيلي (أمنون لورد)، في مقال مهم نشرته صحيفة (مكور ريشون) الإسرائيلية الصادرة باللغة العبرية في 28/3/2016 بقوله أن” العداء الذي تظهره إيران تجاه بلاده لا وجود له، بل على العكس فإن هناك تعاوناً بين الطرفين لمواجهة المحور العربي السني في إيران. فرغم خطابات العداء الإيرانية ضد اسرائيل، الا انه يمكن القول عن ذلك باللغة العبرية الحديثة إنه مجرد هراء لا أكثر”.
قال الشاعر:
سوف ترى إذا انجلى الغبار … أفرس تحتك أم حمار

أحدث المقالات

أحدث المقالات