24 ديسمبر، 2024 3:49 ص

النظام السعودي يستنشق انفاسه الاخيرة

النظام السعودي يستنشق انفاسه الاخيرة

قد يبدو النظام السعودي للقارئ للوضع السياسي يتمثل بالاستقرار وسط خضم الاضطرابات السياسية في الشرق الاوسط ولكن تحت الظاهر الذي يغفو على الطمأنينة تكمن تغيرات هيكليات عميقة قد تسبب في زعزعة نظام الحكم فيها ، ولا ننسى ان كثرت البطالة وسببها الرئيسي هو ان عدد سكان السعودية بالاجمالي 27 مليون نسمة منهم 18 مليون مواطنين سعوديين وبالباقي مقيمين فيها وعدم اطلاق الحريات ومطالبة فئة الشباب بالخروج من قفص شيخوخة نظام الحكم السعودي الى عصر الشباب المطالب بالانفتاح وخاصة بعد وفاة ولي العهد الأمير نايف بن عبدالعزيز بعد بضعة أشهر من ‏وفاة سلفه الأمير سلطان فكانت دربا معبدا للشباب فلم يستطع تجديد نفسه وتسليم السلطة الى الشباب مما ادى الى حدوث جمود سياسي فلن يستطيع ولي العهد الجديد ان يغير ذلك لذلك فان مستقبل العرش السعودي سيبقى مجهولا بدون اصلاحات ديمقراطية في كل مفاصل الحكومة وخاصة مع الشعب ومطاليبهم .
فنظام الحكم السعودي الان يقف امام تحديات هائلة في التحديث والعصرنة وخاصة انها دولة الاوبك العربية الخليجية الوحيدة التي تملك هذا الكم الهائل من السكان وفي نفس الوقت تعاني من ظاهرة البطالة المتفشية بين افراد المجتمع واضافة الى هذا كله ما سببته الثورات والمطالبات التي اقامها الشيعة في السعودية من حدوث شرخ كبير بين الفئة الحاكمة والشعب لمطالبتهم بالتحرر ومما زاد وطأتها هو الاعتقالات والتشريد والقتل سبب في ازدياد المظاهرات في عموم المناطق الشيعية وخاصة في منطقة القطيف على اثر اعتقال رموز كبيرة مثل رجل الدين نمر باقر النمر يبلغ من العمر 53 سنة وغيره الكثير .
ولا ننسى ان النظام السعودي وباعتراف الجميع هو المصدر الاول ذات اليد المخفية للارهاب في جميع البلدان العربية وخاصة العراق وسوريا وهذا ما كشفته احدى الوثائق السرية والتي هدد بها الامير طلال بن عبد العزيز عن اتفاقيات حصلت بين الجماعات التكفيرية وبين العاهل السعودي الملك عبد الله والتي تلزم هذه الجماعات بارتكاب اعمال ارهابية في جميع الدول العربية وخاصة العراق وسوريا .
والجدير بالذكر أن الامير طلال ـ الذي دأب منذ سنوات على الحديث بكلام عام ومبهم عن الديمقراطية وإشراك المواطن في الرأي والقرار ودولة المؤسسات والقانون ، وكرر في تصريحات صحفية تأييده تحول الملكيات العربية الى ملكيات دستورية، معتبرا ان الملكيات المطلقة لم تعد تتماشى مع لغة العصر .
فربما قريبا تجد هنالك سعودية منقسمة الى شطرين امارة الغرب والمتمثلة بالفكر الوهابي وإمارة الشرق والتي تقع تحت تاثير الفكر السلفي القادم من قطر .