النيابة العامة التركية طالبت بالحكم على الرئيس المشترك لحزب الشعوب الديمقراطي “صلاح الدين دميرتاش” مرتين بالسجن المؤبد، إلى جانب 600 عاماً من السجن، في قضايا تتعلق بأحداث 6-8 تشرين الأول / أكتوبر العام الماضي، وإعلان الإدارات الذاتية في المدن التركية وغيرها من التهم التي سيواجهها في المحاكم التركية.
وتـأتي هذه الأحكام بعد إقرار السلطات التركية رفع الحصانة عن ديمرتاش وعدد من نواب البرلمان التركي , الأمر الذي لقي إستياءا كبيراً في عموم البلاد .
وتعقيباً على ذلك قال ديمرتاش في تصريح صحفي، إن أمد الله بعمرنا سنكمل هذا الحكم وننام في السجن!!، الأمر تافه بأساسه، ولا علاقة له بالحقوق والقانون، العملية برمتها هي عملية انتقام سياسي.
وأشار “دميرتاش” إلى أنه ورفاقه سينالون البراءة في حال وجود محاكمة عادلة، مضيفاً نحن لا نثق بأن القضاء سيفعل ذلك، منوهاً إلى أنه في تركيا أناس كثيرون يبرؤون في القضاء من الفساد والسرقة والرشوة، ويحاكم أناس مثلنا بسبب أفكارهم السياسية.
ودعا زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الشعب إلى مساندة النواب، والتظاهر والاعتصام في كل مكان لـلضغط على السلطات التركية وتصحيح هذا المسار على حد تعبيره.
.
وبعد حملة شهدت توترا، نجح دميرتاش في إجتذاب ناخبين من غير الأكراد وأثار الإعجاب في رده الجدير برئيس دولة على هجوم بالقنبلة استهدف تجمعا لحزبه وأسفر عن مقتل شخصين وسقوط مئات الجرحى قبل يومين فقط على اقتراع الأحد.وسيحظى دميرتاش بـ79 مقعدا في البرلمان الجديد بعد فوز حزبه بـ13% من الأصوات.
وبفضل هذه النتيجة بات حزبه في موقع يمكنه من عرقلة مشاريع الرئيس رجب طيب أردوغان توسيع صلاحيات رئيس الجمهورية.
وكان دميرتاش السياسي الوحيد القادر على منافسة أردوغان في الخطابات الحماسية، حل ثالثا في الإنتخابات الرئاسية العام 2014 مع نتيجة قاربت عتبة الـ10%، مما شجع حزبه على المشاركة في الإنتخابات التشريعية للمرة الأولى.
ويعود إلى دميرتاش (42 عاما) الفضل في تحويل حزب الشعب الديمقراطي من حركة للجالية الكردية التي تمثل 20% من سكان البلاد وقريبة من حزب العمال الكردستاني إلى حزب معاصر يهتم بالشؤون الإجتماعية ومنفتح على المرأة وعلى كل الأقليات.
وكان أردوغان شن حملة شرسة ضد دميرتاش ووصفه بأنه “فتى جذاب” ومجرد واجهة لحزب العمال الكردستاني المحظور.
كما اتهم اردوغان دميرتاش بـ”الكفر” عندما دعا إلى الغاء دروس الدين في المدارس، وبأنه “نجم إعلامي” لأنه يعزف آلة موسيقية.
وبعد أن أتم دميرتاش دراسته في جامعة أنقرة، عمل محاميا في قضايا حقوق الإنسان في دياربكر قبل أن ينتقل إلى العمل السياسي عام 2007.
وكان شقيقه نور الدين دميرتاش سجن في الماضي بسبب انتمائه إلى حزب العمال الكردستاني الذي خاض نزاعا مسلحا طيلة عقود للمطالبة بحكم ذاتي.
ونور الدين موجود الآن في جبال قنديل بشمال العراق حيث يتخذ الحزب مقرا له.