19 ديسمبر، 2024 4:45 ص

النظام الايراني مهووس بنظرية المٶامرة

النظام الايراني مهووس بنظرية المٶامرة

يبدو واضحا بأن المأزق الذي وقع فيه النظام الايراني من جراء تورطه بجعل إيران أحد المراکز الرئيسية الثلاثة لوباء کورونا في العالم من خلال تستره على الامر لأکثر من شهرين، قد جعلته في قعر أزمة خانقة وإستثنائية لاقرار لها، خصوصا بعد أن باتت القرائن والادلة تتزايد بخصوص تأکيد تورطه في هذه القضية والذي يضعف موقف القادة والمسٶولين في النظام، إنه الى جانب حالة التوتر في تصريحاتهم فإن هناك الکثير من التناقض والتخبط فيها بما يثبت إن هناك قدر کبير من الکذب والتمويه والمغالطة على حقائق دامغة تدين النظام وتثبت بأنه قد إرتکب ليس ماقد يصفه البعض بخطأ کبير فحب وإنما جريمة بشعة بحق شعبه لايمکن أن تغتفر.
المساعي الحثيثة التي بذلها ويبذلها النظام الايراني دونما کلل أو ملل من أجل الإيحاء بأن الوباء بمثابة مٶامرة أو مخطط خارجي ضد النظام کما أکد المرشد الاعلى خامنئي عندما أشار بأنه عبارة عن حرب بايولوجية أمريکية ضد الصين ونظامه، کما إننا يجب أن لاننسى إن منظمة مجاهدي خلق کانت قد أعلنت خلال بدايات شهر شباط الماضي بتفشي فايروس کورونا وتستر النظام على ذلك، ولکن خامنئي بنفسه رد على ذلك ساخرا من إن الاعداء فشلوا في جعل فايروس کورونا سببا من أجل إفشال إنتخابات مجلس الشورى!
مشکلة النظام إن الحرب الاعلامية ـ السياسية حامية الوطيس الدائرة بينه وبين منظمة مجاهدي خلق فيما يتعلق بأزمة وباء کورونا والتي أعلنت وتعلن فيها مجاهدي خلق تقارير تتضمن معلومات دامغة موثقة بأدلة ووثائق ومستندات يعجز النظام على الرد عليها بطريقة مباشرة لکونها حقائق لامجال لنفيها ونکرانها ولذلك فإنه يحاول تغيير مجرى ومسار القضية فتارة يقول إنها مٶامرة وأخرى يقول بأن سبب الاوضاع الوخيمة الحالية هي العقوبات الدولية المفروضة عليه وإن رفعها سيحسن من أوضاعه وسيتيح له مواجهة وباء کورونا، هذا إضافة الى إن النظام وبعد إتهام المنظمة له بأن الرحلات الجوية لشرکات تابعة للحرس الثوري الى الصين کانت هي واحدة من أهم أسباب جلب الوباء لإيران خصوصا مع إستمرار هذه الرحلات حتى بعد تفشي الوباء وإنتشاره، لکن النظام ومن أجل إبعاد الشبهات وأصابع الاتهام للحرس الثوري، فإنه وعن طريق مساعد وزير الصحة الإيراني، علي رضا رئيسي، يعتبر بأن منشأ انتشار فيروس كورونا في قم كان بعض العمال وطلبة الحوزة الدينية الصينيين. لکن من الواضح إن کل مزاعم وإدعاءات القادة والمسٶولين في النظام لاتتمکن أبدا من دحض وتفنيد حقيقة تورطه بهکذا جريمة نکراء بحق شعبه ولابد له في نهاية المطاف من دفع ثمنها.

أحدث المقالات

أحدث المقالات