19 ديسمبر، 2024 12:15 ص

النظام الايراني في دائرة الاتهام

النظام الايراني في دائرة الاتهام

لايمکن الاستهانة بخطورة فايروس کورونا والتهديد الذي صار يشکله لدول العالم بعد تفشيه في الصين وعدم تمکن السلطات الصينية لحد الان من السيطرة عليه ولجمه والقضاء عليه بصورة حاسمة، لکن في نفس الوقت يجب أن نشير الى إن بلدان العالم قامت وتقوم بإتخاذ کافة الاحتياطات اللازمة من أجل عدم وصول الفايروس إليها من جانب ومن أجل کيفية الحد من إنتشاره وعدم السماح له بالتفشي في حال وصوله من جهة أخرى وإتباع شفافية من حيث نشر المعلومات المتعلقة بذلك، لکن لايبدو إن الامر قد جرى بهذه الصورة في إيران خصوصا إذاما ماقمنا بالتدقيق والتمعن في التقارير الواردة من هناك.
معظم بلدان العالم التي وصلها فايروس کورونا قامت بصورة أو أخرى بإتخاذ الاجراءات والاحتياطات الصحية اللازمة في سبيل تحديد دائرة أو دوائر إنتشارها، ولم ترد تقارير بشأن تفشي هذا الفايروس وإنتشاره بصورة مخيفة ومرعبة وصيرورة بلد من البلدان التي وصلها الفايروس مرکزا مخيفا للفايروس کما حدث ويحدث مع إيران، فقد توضح وبصورة لاتقبل النقاش بأن إيران قد أصبحت مرکزا ثانيا للفايروس وإنه صارت مصدر تهديد لبلدان المنطقة بالدرجة الاولى والعالم بالدرجة الثانية.
أکثر ماأحرج النظام الايراني ووضعه في وسط دائرة الادانة هو إنه وفي الفترة التي کان يقوم فيها بالاستعدادات من أجل إجراء الانتخابات التشريعية في شباط المنصرم، فإن فايروس کورونا کان قد تفشى في إيران، ولکن النظام ومن أجل أن يضمن عدم عرقلة الانتخابات التي کان الشعب الايراني يقف منها موقفا بالغ السلبية ويقاطعها، تستر على تفشي الفايروس بل وحتى إن المرشد الاعلى للنظام قد إنتقد بلدان العالم والمنطقة لأنها قامت بإستخدام هذا الفايروس من أجل إفشال الانتخابات، بمعنى إن الفايروس لم يکن في حينها متفشيا غير إن الحقيقة کانت خلاف ذلك تماما بل والانکى من ذلك وبحسب العديد من تقارير المعلومات، فإن الفايروس کان متفشيا في إيران منذ 15 تشرين الثاني من العام الماضي!
الاجراءات والاحتياطات التي کانت المٶسسات الصحية الايرانية تبادر الى إتخاذها کانت تصطدم دائما بتعليمات صارمة صادرة من جانب قادة ومسٶولين في النظام وإن الفايروس الذي کان قد تفشى في البداية في مدينة قم کان الممکن السيطرة عليه والحد من إنتشاره في لو کان قد تم إتخاذ إجراءات صحية صارمة، لکننا لو لاحظنا العديد من التقارير الخبرية وبشکل خاص ماقد نشرته صحيفة لوموند الفرنسية فإن حقيقة الدور السلبي للنظام من حيث تدخله في الاجراءات الصحية وتلاعبه بها بالصورة التي ساعدت على إنتشاره على أوسع مايکون، إذ کتبت لوموند في عددها الصادر في 3 مارس 2020 ، وهي تشير الى تصريحات مساعدة طبيب في مستشفيات طهران:” ظهرت أول حالات مشبوهة في 10 فبراير في خدمة الأمراض المعدية التي أعمل فيها. وبالطبع كنت أتابع عن كثب ما كان يحدث في الصين، لذلك بدأت أرتدي كماما للصحة. لكن مديري أمرني بإزالته لأنه قال إنه يجب ألا نزرع الخوف لدى آخرين.” کما نقلت الصحيفة أيضا أقوال مواطنين إيرانيين تفضح مدى تورط النظام بصورة مباشرة في التستر على المرض من أجل إجراء مسرحية الانتخابات للنظام وکتبت الصحيفة:” وأوضحت الطالبة للسنة الأخيرة في فرع الطب كيف اقتربت الذكرى السنوية للثورة والانتخابات النيابية، مما زاد من التوتر في مكان عملها لانه كان عدد الحالات المشتبه فيها يزداد مستمرا وكان الضغط يمارس من المستويات العليا على جميع مستويات الخدمة: «كان هذا مسلسل والرسالة واضحة: «لا ننشرهذا الخبر قبل الانتخابات». و توقعت الحكومة شراكة قوية في الانتخابات. لكن حتى بحظر أدنى إشارة إلى تفشي المرض حتى الليلة قبل التصويت وعلى الرغم من تمديد فترة التصويت إلى 6 ساعات ، فإن أدنى نسبة مشاركة سجلت في تاريخ الجمهورية الإسلامية. (6.42%).”، وبطبيعة الحال فإننا لو قمنا بعملية مراجعة دقيقة لکل ماقد ورد في هذا المقال فإننا نخرج بحصيلة إن النظام الايراني متهم بإرتکاب أکثر من جريمة بحق شعبه قبل الشعوب الاخرى ويجب محاسبته على ذلك، والاهم من ذلك إن زعيمة المعارضة الايرانية قالت في رسالة موجهة للشعب الايراني بمناسبة تفشي هذا الفايروس حيث کشفت جريمة النظام بحق ليس الشعب الايراني فقط وإنما العالم أيضا عندما قالت:” أن الملالي لم يعرضوا حياة المواطنين الإيرانيين للخطر فحسب، بل أصبحوا أيضا بؤرة لنقل الفيروس إلى أجزاء كبيرة من العالم. وهذا هو الوجه الآخر لعملة إشعال الحروب وتصدير الإرهاب من قبل الملالي من أجل الحفاظ على سلطتهم المشؤومة.”.