23 ديسمبر، 2024 9:31 ص

النظام الايراني بين خياري الانبطاح والانتحار

النظام الايراني بين خياري الانبطاح والانتحار

لن نضيف جديدا إذا ماتحدثنا عن وخامة الاوضاع التي يعاني منها النظام الايراني وعدم قدرته على معالجتها والحد من تأثيراتها السلبية المتزايدة، لکن الجديد الذي لدينا هو إن ماکان مفيدا وصالحا للنظام من أساليب وممارسات قمعية قام بها ضد إنتفاضة عام 2009، لم تعد تجدي نفعا على وجه الاطلاق مع الاحداث والتطورات الجارية في إيران على أثر إنتفاضة 15 تشرين الثاني2019، التظاهرات الغاضبة التي إندلعت أيضا بوجه النظام في 11 کانون الثاني2020، ذلك إن النظام الايراني يجد نفسه في وضع لايحسد عليه على الصعيدين الداخلي والخارجي والاسوأ من ذلك إنه ولأول مرة يتوافق العامل الداخلي مع العامل الخارجي ويتطابقان بصورة تجعل المنافذ والثغرات على أقل ماتکون لکي يلعب عليها النظام.
التظاهرات الاخيرة التي هتف المواطنون خلال أکثر من 50% من شعاراتها ضد الولي الفقيه وضد الحرس الثوري، وهما کما نعلم رکنا النظام الاساسيين، کما إن هذه التظاهرات قد هتفت بشعارات مناوئة للشاه وخامنئي على حد سواء، بما يعني إن الشعب يرفض الديکتاتورية سواءا کانت ملکية أم کانت بغطاء ديني وإن مصير خامنئي سيکون حتما کمصير الشاه المقبور، والانکى من ذلك إن هکذا شعارات قد تم ترديدها في غمرة عزاء النظام على فقيده الارهابي الجزار قاسم سليماني، وهو مايعني بأن الشعب لايعتبر هلاك سليماني أمرا يحزنه بل وحتى يفرحه وحتى إن تمزيق صوره خلال التظاهرات الحالية الجارية في إيران تثبت ذلك بوضوح، ويأتي ذلك في خضم تزايد دور وحضور وتأثير منظمة مجاهدي خلق في الاحداث والتطورات ولاسيما إذا ماأخذنا بنظر الاعتبار الدور الفعال جدا لنشاطات معاقل الانتفاضة التابعة للمنظمة والتي تشن هجمات مٶثرة على الاجهزة الامنية والمراکز الحساسة للنظام، ومن هنا فإن الجبهة الداخلية للنظام کما يبدو على أسوأ ماتکون وهو ليس يعاني من تراجع وإنما هو على مشارف الانهيار، کما إن الجبهة الخارجية للنظام، ليست بأفضل من الجبهة الداخلية ولاسيما إذا ماوجدنا بأن البلدان الاوربية التي کان النظام يراهن عليها لکي تکون عونا له فإنها وکما يظهر من خلال مواقفها الاخيرة بدأت تقف مواقف متشددة ضد النظام وتعلن ذلك بوضوح، ولذلك فإن النظام الايراني وبصورة عامة ليس على مايرام أبدا وإنه يواجه وضعا بالغ الخطورة بحيث يضعه ورغما عنه أمام موقفين لاثلاث لهما وهما؛ إما التصدي ومواجهة العالم کله من خلال الاصرار على مواقفه المرفوضة من جانب العالم کله وهو مايعني إنتحارا بالمعنى الحرفي للکلمة، وإما يعلن عن إستسلامه وإنبطاحه وهو يعني أيضا إعلانا بإنهيار النظام وفشله ونهاية مشروعه!!