22 ديسمبر، 2024 6:58 ص

النظام الايراني بين التلهف والاستجداء

النظام الايراني بين التلهف والاستجداء

الارتياح غير العادي السائد بين الأوساط الحاکمة في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بسبب فوز المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن في الانتخابات، يمکن حمله على الکثير من التأويلات خصوصا وإن هذا النظام يمر في الوقت الحاضر بواحد من أسوأ المراحل التي تواجهه ويتخوف کثيرا وهو يعيش نفس تلك الايام الصعبة التي عاشها في العام المنصرم عشية إنتفاضة نوفمبر من أن تعود تلك الانتفاضة للإندلاع بوجهه ولذلك فإنه يبذل کل مابوسعه من أجل الاستفادة من أية فرصة أو مجال متاح للحيلولة دون حدوث ذلك.
حالة الفرح والنشوة التي باتت تنعکس على تصريحات ومواقف القادة والمسٶولين في النظام الايراني ووسائل الاعلام الخاصة بهم، لها أکثرمن عامل وسبب ولکن يمکن الإشارة الى الاهم منها والتي تدفع هذا النظام ليذهب بخيالاته وتصوارت بعيدا ويسبح في بحر أحلامه في خضم أوضاعه بالغة السوء، ومن أهم تلك الاسباب هي:
ـ إن النظام الايراني يريد مرة أخرى أن يلهي ويمني الشعب الايراني بمفاوضات أخرى قادمة وتحقيقه لمکاسب على حساب الادارة الجديدة في البيت الابيض.
ـ النظام الايراني يسعى من خلال ترکيزه غير العادي على إنتخاب جو بايدن وکأنه إنتصار لملالي إيران وإن الامور ستعود الى ماکانت عليه في عهد أوباما، ويحاول من خلال ذلك إمتصاص زخم الغضب والسخط الشعبي السائد ويخفض من المعنويات والمشاعر المعادية له التي تتزايد يوما بعد يوم.
ـ النظام الايراني يريد الإيحاء للشعب الايراني من إنه قد عبر أخطر مرحلة ولن يسقط بعد الان وإن على الشعب الايراني أن يدرك هذا الامر ويتخلى عن رفضه ومعاداته للنظام وسعيه من أجل إسقاطه.
ـ النظام الايراني يريد من خلال ذلك أن يخدع الادارة الامريکية الجديدة ويوحي بأنه يوفر فرصة لم يکن قد وفرها لسلفه ترامب.
ـ النظام الايراني يريد التأکيد على إنه باق ولايمکن لأية قوة خارجية أو داخلية أن تسقطه وهو يريد أن يشير لمنظمة مجاهدي خلق التي صارت ذات دور وتأثير کبير في داخل وخارج إيران.
من الطبيعي جدا إننا لو بحثنا في کل واحدة من هذه الاسباب لوجدنا إنها ليست کذلك بالمرة، إذ أن الشعب وبعد الکذب والخداع الذي تعرض له بعد الاتفاق النووي الذي تم إبرامه في تموز عام 2015، وإن الاتفاق لم يغير من أوضاعه وإنما کان في خدمة مصالحه الضيقة ومخططاته المشبوهة إذ قام بصرف المليارات من الاموال المجمدة التي قامت إدارة أوباما بإطلاقها من أجل توسيع دائرة نفوذه وتدخلاته وتصعيد تصديره للتطرف والارهاب، وإن هذه الانتخابات ليست بمثابة إنتصار للنظام الايراني بل إنها تعکس وجهة نظر الشعب الايراني ومن دون شك فإن الظروف والاوضاع المتعلقة بالاتفاق النووي الذي أبرمه أوباما في نهاية ولايته الثانية وکان في عجلة من أمره لايمکن أن تشبه الظروف والاوضاع الحالية لبايدن وهو في بداية ولايته الاولى خصوصا وإنه قد ثبت للقاصي والداني عدم إلتزام هذا النظام بذلك الاتفاق الذي أثبتت الاحداث والتطورات بأنه لم يکن بالمستوى المطلوب. وإن بايدن ليس في عجلة ترامب الذي کان في الفترة الاخيرة من ولايته کما إنه”أي بايدن” لايمکنه أن يرفض کل ماکانت الادارة الامريکية السابقة تراها بشأن هذا النظام ولاسيما وإنه يستند على رأي وإستنتاجات مٶسسات ومراکز سياسية وإستخبارية واستراتيجية لايمکن التفريط بها عنوة ومن دون شك فإن إدارة بايدن تسغل الاوضاع الحالية للنظام الايراني والتي هي عموما سلبية ولن تستعجل التفاوض إلا بعد أن تضمن إستسلام ورضوخ النظام الايراني لمطاليبها، أما فيما يخص سعي هذا النظام للإيحاء من إنه باق وليس بإمکان أحد إسقاطه وبشکل خاص مجاهدي خلق فإن سعيه هذا غير مجد إطلاقا لأن مجاهدي خلق کانت على الدوام وفي أسوأ الظروف والاوضاع تتصدى للنظام فکيف وقد وصل النظام الى حالة يرثى لها؟!