18 ديسمبر، 2024 4:47 م

النظام الايراني بإنتظار المعجزة

النظام الايراني بإنتظار المعجزة

في ضوء الاحداث والتطورات الجارية وإصرار القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على مواصلة نهجه على مختلف الاصعدة ومن دون أي تغيير ولاسيما في مجالات البرنامج النووي والتدخلات في المنطقة ومواصلته إنتهاکاته في مضمار حقوق الانسان، والذي يلفت النظر أکثر هو إن مواصلة هذا النهج وبصورة غير عادية تزامن مع وصول إبراهيم رئيسي، لمنصب الرئاسة وتشکيله لحکومة معظم أعضائها من المتشددين المعروفين بماضيهم الاسود.
الجديد في محادثات فيينا وبعد إنتهاء الجولة السابعة منه، إنها قد إنتهت کما إنتهت الجولات التي سبقتها والذي يثير السخرية إن النظام الايراني کان قد أعلن يوم الاثنين الماضي بأنه ليس في عجلة من أمره في الذهاب الى المحادثات النووية! والانکى من ذلك إنه قد طرح مقترحات غير واقعية جوبهت برفض دولي، ومع إن النظام الايراني يحاول أن يوحي بأنه ومن خلال تصرفاته بهذه الطريقة، يقف على قدميه وليس لديه من أية مشکلة، لکن واقع الحال والاوضاع في إيران لاتدل وتوحي بذلك أبدا.
خلال الايام الماضية واجه النظام الايراني إنتفاضة إصفهان التي أصابته برعب کبير حيث إضطر ومن أجل الحيلولة دون توسعها الى إعلان الاحکام العرفية في إصفهان وإعتقال المئات من المواطنين والبدء بإستجوابهم في ظروف تٶکد بأن ماقد قام به حيال المعتقلين في الانتفاضات السابقة ولاسيما إنتفاضة 15 نوفمبر2019، من المتوقع أن يقوم به ضد هٶلاء المعتقلين. کما إنه وخلال الايام الماضية أيضا فقد صادف إستمرار محاکمة المسٶول السابق في النظام الايراني، حميد نوري بتهمة مشارکته في مجزرة صيف عام 1988، أمام محکمة سويدية يتابعها الاعلام العالمي بإهتمام بالغ خصوصا وإنه قد ورد فيهذه المحکمة من جانب الشهود الذين شهدوا فيها أسم رئيس النظام ابراهيم رئيسي لمرات عديدة، وإن النظام إذ قد عانى الامرين من جراء هذين التطورين اللذين أثبتا مرة أخرى بأنه نظام غير جدير بحکم الشعب الايراني وکذلك غير جدير بأن يکون عضوا في الاسرة الدولية، فإنه ومن خلال ماقد قام به في محادثات فيينا، قد کان أمرا طبيعيا ويجب توقعه منه، إذ أنه يعلم بأن أي إتفاق نووي يتم التوقيع عليه في فيينا سوف لن يکون کالاتفاق النووي السابق وإنما سيکون إتفاقا يجب أن يقرأ بعده السلام على روح برنامجه النووي، وهو يعلم بأن إتفاقا بهذا الشکل سوف يکون له آثارا وتداعيات بالغة السلبية على الاوضاع الداخلي وحتى سيجعلها قابلة للإنفجار، ولذلك فإنه ذهب للجولة السابعة وفي نيته المراوغة والتحايل، ولکن الذي يجب أن ننتبه له جيدا هو إن أوضاع النظام الايراني وبصورة عامة وصلت الى حد لايمکن وصفه من حيث وخامته وحتى يمکن القول بأن تحسين هذه الاوضاع بإنتظار معجزة على أقل تقدير!!