ليس هناك من بلد في العالم يعاني من أوضاع وظروف بالغة الصعوبة والتعقيد وفي منتهى الحساسية والخطورة کما هو الحال في إيران، ذلك إنه وبعد مرور 41 عاما على حکم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يعتمد على نظرية ولاية الفقيه، فإن الاوضاع وعلى مختلف الاصعدة وصلت الى أسوأ مايکون والذي يلفت النظر کثيرا إن القادة والمسٶولون في النظم لم يعودوا يتحدثون عن تقدم أو تطور أو تحسن أحوال وإنما يحاولون جاهدين التقليل من وخامة الاوضاع وتبريرها بصورة أو أخرى مع التلميح کعداتهم دائما بتطمينات مستقبلية للشعب بالعبور من هذه المرحلة، ولکن الذي جرى ويجري دائما هو إن هذا النظام يقوم دائما بنقل مشاکله وأزماته المتراکمة من مرحلة سابقة الى أخرى لاحقة لأنه وکما هو معروف عنه في حالة هروب مستمر للأمام من حيث تعامله مع مشاکله وأزماته مع ملاحظة إنه هذه المرة وبحس وجهات نظر المراقبين والمحللين السياسيين، لايستطيع أن يقوم بنفس الامر حيث يبدو في وضع وکأنه کمن وصل الى آخر محطة أو بتعبير أکثر دلالة وصل الى نهاية الخط.
لو نظرنا الى الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفکرية لهذا النظام بعد 41 عاما من حکمه، فإننا لانجد جانبا واحدا من هذه الجوانب الاربعة قد توفق فيها النظام وأثبت جدارته فيها، إذ أنه يبدو محبطا في کل الجوانب حيث إن الازمة الخانقة تواجهه في کل واحدة منها إذ أنه داخليا يواجه معارضة شعبية متزايدة يمکن ملاحظتها في الاحتجاجات الشعبية التي تتزايد عاما بعد عام کما إن نشاطات غريمه منظمة مجاهدي خلق من خلال شبکاته الداخلية والتي صارت تحرجه کثيرا الى الدرجة التي لم يجد المرشد الاعلى للنظام خامنئي ومن أجل تبريرها الاعتراف بشعبية المنظمة وبإقبال الشباب للإنضمام الى صفوفها وتحذيره من ذلك، وإن هذا الاعتراف يجسد عمق الازمة التي يعاني منها النظام وإذا ماأخذنا بنظر الاعتبار أن منظمة مجاهدي خلق ينظر لها کبديل للنظام فعندئذ ندرك الى أي منعطف قد وصلت الاوضاع بهذا النظام. أما إقليميا ودوليا، فإن النظام الايراني يمر بواحدة من أسوأ مراحله من هذه الناحية إذ تتزايد مشاعر الکراهية والرفض له في بلدان المنطقة والتي وصلت الان الى أفغانستان أيضا والمطالبة بالحد من دور ونفوذ هذا النظام کما إنه وعلى الصعيد الدولي يعيش النظام عزلة دولية غير مسبوقة ويواجه عقوبات دولية قاسية جدا ليس بإمکانه التصدي لها والحد من تأثيرها بالغ السلبية على مختلف أوضاعه وأموره.
النظام الايراني وهو يواجه هذه المرحلة غير العادية فإنه وبموجب مختلف التحليلات وووجهات النظر والبحوث والدراسات، لايمتلك أية خيارات يمکنه إستخدامها لکي يعبر منها بسلام، وٶتى يمکننا القول بأن الشئ الوحيد الذي يمکن أن ينقذ النظام ويجعله أن يعبر هذه المرحلة بسلام هو حدوث المعجزة، ويبدو فعلا بأن النظام بإنتظارها بفارغ الصبر!!