7 أبريل، 2024 7:37 م
Search
Close this search box.

النظام الإيراني ينتهج نهج ضد مباديء الاسلام

Facebook
Twitter
LinkedIn

عندما قامت ثورة الشعب الإيراني ضد الشاه في نهاية السبعينات من القرن الماضي اشتركت فيها جميع فصائل الشعب التي كانت تتوق للتحرر من نظام الشاه بما في ذلك العلمانيون والشيوعيون والقوميون الفرس وكذلك الإسلاميون وغيرهم. ولكن بعد مغادرة خميني العراق واقامته في فرنسا ثم مجيئه لطهران على متن طائرة فرنسية حصل ان استفردت جماعته في السلطة دون الاخرين ثم تم تصفية الاخرين وحتى العديد من الإسلاميين الغير مقربين له بما في ذلك نائبه بعد ذلك منتظري وأبو الحسن بني صدر الذي انشق وغادر البلاد.

ايران كتركيا بلد مجاور للامة العربية (امة محمد صلى الله عليه واله وسلم) وكان المفروض بخميني ان يبدأ علاقات طيبة أساسها الإسلام والسلام لخدمة تطلعات شعوبها بما في ذلك الشعوب الإيرانية المختلفة. ولكن للأسف لم تمر عليه سوى شهور او أسابيع وبدأ يحاول تصدير (ثورتهم) الى الشعوب العربية بما في ذلك العراق مما نتج عنه حصول الحرب العراقية الإيرانية التي رحبت بها الدوائر الصهيونية ايما ترحيب. وإصرار خميني علي استمرار تلك الحرب ثم وصفه للقبول بايقافها كتجرع السم معروف ولا يخفى على احد. توقفت الحرب التي كانت الأطول والاشرس منذ الحرب العالمية الثانية وخرج منها البلدان بخسائر فادحة في الأرواح والاقتصاد وبدلا من تغيير السياسة الإيرانية لما يخدم الشعوب الإسلامية والعربية ومنها الإيرانية اصطفت مصالح النظام الإيراني مع المصالح الامريكية الصهيونية عندما اشتعلت حرب الخليج الثانية ثم حرب عام ٢٠٠٣ التي احتلت بها جنود المرتزقة الصهاينة الامريكان بقيادة المجرم جورج بوش والمجرم توني بلير ومساندة ايران وفصائل ما يعرف بالمعارضة العراقية (احتلت) العراق. وما جرى بعد ذلك ولحد الان غني عن التعريف حتى ان الجيل العراقي الجديد وجد نفسه بلا كرامة ولا وطن ولا سيادة بسبب السياسة الإيرانية في التدخل والهيمنة الفارسية التي استغلت الوضع فيما بعد سقوط النظام والبلد وما قدمته لها أمريكا من تسهيلات وسكوت غني عن التعريف.

السؤال هو هل خدم نظام خميني الإسلام والشعوب الإسلامية والعربية والإيرانية ام اضر بها وخدم الأهداف الصهيونية فقط؟ الجواب لايحتاج الي تحليل ولا الى دلائل فكلما تدخل هذا النظام في بلد عربي جلب اليه الويلات والحروب وسلب السيادة والفقر والتشرذم والطائفية كما هو حاصل ويحصل في العراق واليمن ولبنان وسوريا وغيرها. والسؤال الاخر هو ماذا كان سيحصل لو ان خميني رد الجميل للعراق الذي آواه ووفر له الحماية والسكن وغيرها اثناء حكم الشاه وانتهج نهج سلمي مسالم وطور علاقات إسلامية اخوية مع الجيران ومع السعودية والعراق وغيرها؟ عند ذاك سوف لن تحصل الحرب العراقية الإيرانية وسوف لن يخسر العراق ولا ايران ما خسر وسوف لن تحصل حربي الخليج لعام ١٩٩١ والحرب الصهيونية ضد العراق عام ٢٠٠٣. عند ذاك سوف تستغل ثروات الشعوب كلها للتطوير والتقدم وما خسرت جميع البلدان وبالذات العراق وايران ما خسرته طوال هذه السنين العجاف. الإسلام يؤمن بالتطور والعلم والتقدم والسلام ولا يؤمن بالظلم والهيمنة والسيطرة على الاخرين وان سياسة النظام الإيراني هي ضد ذلك أي ضد مباديء الإسلام. فهل يرعوي النظام الإيراني ويبدل سياسه لتتماشى مع الإسلام ام انه مصر على نهجه المعادي لذلك نهج السيطرة والتوسع الفارسي تحت غطاء الإسلام؟ الصهيونية تريد استمرار النهج الإيراني الحالي ولا يوجد ما يدل على انه سيبدل نهجه.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب