23 نوفمبر، 2024 3:48 ص
Search
Close this search box.

النضوج الثوري والشريك المفروض‎

النضوج الثوري والشريك المفروض‎

النضوج الثوري  المتمثل بالحراك المدني أدي الى تسارع الاحداث الدرامتيكية في الساحة السياسية ,  رغم ان الاحداث تؤكد على قدرة التيار الصدري على التحشيد الجماهيري لكنه يعكس بنفس الوقت فشل توظيفه بالاتجاه الصحيح  لانه لا يحسم الصراعات السياسية و يبقيها معلقة او يجعلها تراوح بمكانها .على مايبدو ان النضوج الثوري تعدى ثرثرة فضاء التواصل الاجتماعي ولكنه يقتصر على النخب المثقفة ذات الايقاع المتناغم مع حركة المجتمع , نقصد ان الحراك يملأ الشارع لكن  الافكارالناضجة لاتتحكم بكل جسد الحراك . وبعبارة اخرى ان الجسد لايتناغم  كلياً مع العقل .

الشعب كان قد اصيب بثلاث جلطات متتالية ( جلطة الحروب المتكررة , جلطة الاحتلال , جلطة الاحزاب المتأسلمة ) مما جعله  يبدو كأنه جثة هامدة ليس له ردة فعل لاي فعل كان ,  لكنه كان يراقب بعينيه ولانه شعب عريق وقوي ويمتلك ارادة قوية وعزيمة جبارة اصبح يسترد عافيته تدريجيا .عزيمة الشعب من عزيمة الشباب الواعي , الشباب المتمثل بالحراك المدني استطاع ان يستنهض فئات الشعب الاخرى وكسب الكثير من النقاط لصالحه بعد ان كانت من المحرمات , الحراك المدني اصبح يحاور رجال الدين ويكسب ثقتهم ناهيك عن تأثرهم بعزيمة الشباب المدني واصرارهم على التغيير . الشباب المدني هو من شخص الخلل الحقيقي عندما قال ( بسم الدين باكونا الحرامية ) وهو من رفع شعار محاربة الفساد وألغاء المحاصصة واستقلالية القضاء , كل هذه الشعارات  اصبحت ترددها  الاحزاب التي ساهمت بدمار البلد , استخدموها لخداع الشعب مرة اخرى وراحت تخلط الاوراق ومثال ذلك اعتصام النواب .
اجتياح مبنى البرلمان وتطويق مبنى مجلس الوزراء كانا كافيان  لاسقاط الحكومة وحل البرلمان ولكن انسحاب المتظاهرين المفاجأ الى ساحة الاحتفالات  ومن ثم فض التظاهرات كمن قام بنصف ثورة وبالتالي تم وأد الثورة , نحن نرى صعوبة القيام بعمل مماثل بالمستقبل القريب , لكن على مايبدو ان التيار الصدري يريد ابطال مشروع واحد بينما الحراك المدني يريد تغيير جوهري شامل ,  هذا الاختلاف يربك الجماهير ويصيبها بالاحباط والصدمة ويعطي للخصم فرصة لاعادة تنظيم صفوفه ولاحظنا ذلك عندما  انتشرت المجاميع المسلحة الرافضة للتغيير وكيف تحصنت بالكتلل الكونكريتية , ومما يزيد المشهد غرابة لا الحكومة ولا البرلمان استطاعا عقد اجتماع واحد بعد 30 نيسان , فهل اصبحنا بدون حكومة وبرلمان ؟  ولكن بالتأكيد  التحصن  المبالغ به للحكومة بالمنطقة الخضراء دليل على  افلاسها واحتضارها جماهيريا .
الاحداث الاخيرة تؤكد من الصعب الاعتماد على شريك متقلب الاهواء , شريك ملامحه غير واضحة المعالم ولايمكن توقع تصرفاته , هذا الشريك بالرغم من قدرته على التحشيد الجماهيري الا انه ورطة كبيرة . الشريك نفسه اربك جميع الاحزاب السلطوية فهو متقلب وغير مستقر ويفاجأ الجميع هو استفاد من السلطة وبنفس الوقت يتذمر منها . ربما عندما تتغير الاوضاع وتستقر سيأتي علماء النفس ويحللون هذه الظاهرة وربما تكون مادة تُدرس بعلم الاجتماع .

أحدث المقالات

أحدث المقالات