18 ديسمبر، 2024 7:00 م

النصر قاب قوسين او حشد !

النصر قاب قوسين او حشد !

النصر الذي يحتاجه العراق هو نصر الوحدة ، قبل نصر القتال ، وهذا يجعل من الانتصار المتحقق مقدمة للنصر الذي نبتغيه ، لنضمن ان لا يكون مثار اختلاف او تراشق لتغييب هذا او متاجرة بجهود ذاك ، لان جميع الدماء غالية ، وجميع التضحيات مقدرة وليس هنالك من نستطيع خسارته بعد كل الخسارات السابقة ، فأعلان النصر يجب ان يكون بداية لمرحلة جديدة تكون ذات أولويات مختلفة عما سبقها والا فنحن لم ننتصر ، لان داعش كان نتيجة الاختلالات البنيوية في العقل السياسي العراقي ، وما دام هذا العقل يعاني من نفس الاختلالات فسيدب الخلاف عند اول بيان للنصر ، بسبب نسب كل شخص او جهة النصر لها ومصادرة حق الآخرين !
بيان رئاسة الوزراء الخاص بأعلان النصر والتحرير كان فيه غبن كبير للحشد الشعبي المؤسسة الأهم والأبرز في تحقيق هذا النصر ، منذ انطلاق المعارك ضد عصابات داعش ، كون المؤسسات الامنية التابعة للدولة كانت تعاني من انكسارات ، وانخفاض مستوى المعنويات ، فكان الحشد هو الظهير الذي ساند وقدم التضحيات الكبيرة بمعيّة القوات الامنية حتى استعادت الاخيرة ثقتها ومبادرتها ، فكان الغبن في جانبين :
الاول : من ناحية عدم وجود اي شخصية حشدية مع القادة الموجودين اثناء اعلان النصر والتحرير ، وهذا فيه غبن كبير وتهميش لهذا الجهاز المهم والحيوي ، الذي اصبح جهازاً قتالياً تابع للدولة
الثاني : من ناحية بيان النصر لم يذكر الحشد الشعبي وتضحياته ، ومن يسمع البيان يعتقد ان الحشد الشعبي ليس له وجود في اي معركة ، ولَم يقدم اي تضحية بينما الأجهزة الاخرى تم التأكيد على دورها البارز ، وهذا لا يعني إنكار دور المؤسسات الامنية والعسكرية وانما تأكيداً على عدم غبن حق هيئة الحشد الشعبي ونصيبها من الانتصار
الدكتور حيدر العبادي اضاع فرصة ثمينة وكبيرة قد لا تعوض مستقبلاً ، فهو في جانب عمق الشرخ الموجود اصلا ً منذ مدة بين قيادة الحشد ورئاسة الحكومة ، والتي ظهرت بعض جوانبها إعلامياً ، ومن جانب اخر ان الدكتور العبادي فقد الدعم الحشدي للمرحلة القادمة ، غاضاً الطرف عن الثقل الشعبي الذي يتمتع به الحشد وقادته ، وهو الامر الذي قد يكون عائقاً امام ولايته الثانية الواضحة في بعض تصرفاته ! .