23 ديسمبر، 2024 9:10 ص

النشاط الجمالي … شراكةٌ بينَ مُتقابلين

النشاط الجمالي … شراكةٌ بينَ مُتقابلين

لاشك بأن هناك مجموعة من المحفزات الداخلية لدى الإنسان هي التي تصنع الجمال ، وهي التي تشكل ذلك التعاطف والمألوفية مع الأشياء التي يعجب بها ، فالأشياء التي نراها هي التي تحدد مكانها في وجداننا بحيث نرمز إليها بأشياء خارجة عن سيطرتنا ، أشياء لامرئية نستحضرها بغياب شعوري تام ، فكل الأنماط الأدبية والشعر خاصة  يتعامل مع كل الموجودات وغايته في ذلك أن يتمكن من تحويلها إلى أشياء مثيرة للإنتباه ، أشياء قادرة على الإيحاء بأكثر من مدلولاتها ، أشياء لاتقف عند معنى ، أشياء تتمتع بالخصوبة يكمن فيها السر الغامض والمريح ،
لقد قدم العلامة الفرنسي (شارل لو )لعلم الجمال مدخلا جديدا ومهما من خلال دراساته النفسية والإجتماعية للنشاط الجمالي  ذ وجد أن القوى الجمالية توجد كمشتركات مابين كل مانفكر به أي الأشياء التي نراها وتلك التي نستطيع من خلال الإكتشاف رؤيتها وبنفس الوقت فأن هذه القوى ليست موجودة في تلك الأشياء التي نفكر بها فقط وإنما هي موجودة أيضا في وسيلة التفكير أي في الإنسان الذي يفكر  وينتج تفكيره مايراه ملائما لسد نقص حاجاته أي أنه مكتشف لقوانينه الجمالية ؛
إن من أهم عمليات وعي الجمال وتقديره هما الإدراك والخيال ولكي يكون الإدراك والخيال منتجيين جماليين وجب تحريرها من أي من الضغوط سواء ضغوط الموروث أو الضغوط المفروضة عليهما بفعل الحاجة السريعة ، إي إعطاءهما حريتيهما في التصور والإكتشاف
ولقد إتخذ (كانت )وهو الموقف الغالب للعديد من علماء الجمال ،إتخذ هذا المنحى في مفهوم الجمال وتصوره للنشاط الجمالي الذي يتم من خلال الشراكة بين متقابلين ، إذ يرى (أن الجمال الطبيعي شئ جميل ، والجمال الفني الأجمل لشئ ما )
ولاشك أن هناك طبيعة ساحرة وغامضة وعميقة وهي تمثل بالنسبة للمتأمل تمثل عالما خارجيا في وهلته الأولية وهو مرئي ومؤثر ومحسوس وفيه أشكال متنوعة من القيم الجمالية وهذه القيم الجمالية تبتعد أو تقترب لطبيعة التقبل لها بفعل مجموعة المحفزات التي أشرنا إليها وهذه المحفزات وأبرزها والتي خلقت القدرة على إكتشاف الجمال الظاهري والمخبوء وتقبله ذلك هو الجمال الذي أسس في الذات والذي يعني بأنه جمالا ليس إشتقاقيا منقولا من الظواهر الجمالية التي تحيط بنا إذ ذاك أن التعبير عن الجمال لن يكون وفق هذا الوصف عن طريق إعادته بصفاته أو بمؤثره الخارجي وأتما تعمل مراجعنا الجمالية الذاتية على تصور ذلك الجمال بفعل مؤثر لمنبه حاسة ما يفضي لإخراج جميل  مأخوذا بفعل داخلي إشترك في صنعه كما من الأزمنة والأمكنة ضمن تحولات السلب والإيجاب في النفس البشرية  ، إن مستويات التعبير الجمالي أو النظرة إلى الجمال تتباين بنسب ما ضمن الأجناس الأدبية وفي أغلب الأحيان يتصل التعبير الجمالي بمدى الحاجة  سواء بالنظر إلى شئ ما في الطبيعة على أساس تحديد قبحه من جماله وهذه الحاجة أيضا تتصل بتفسيرات عدة وحسب بقاء أو التخلص من الضروف والأسباب التي أدت إلى إعتبارها شكلا جميلا من الأشكال أو عكس ذلك  ،
ضمن هذا التنوع تعددت المدارس الجمالية للإيفاء بذلك السحر أي للتوقف مرارا أمام المعنى الحقيقي الجمالي دون تدنيسه بغايات ما سوى
ذلك السلب والإيجاب النقيين اللذان تثور بهما النفس البشرية لإشباع حاجاتها الروحية ،

[email protected]