23 ديسمبر، 2024 1:57 ص

النسق “العربي” القاتل !

النسق “العربي” القاتل !

نشرت ” رويترز” و”نيويورك تايمز” معلومات صادرة عن مسؤولين تؤكد خطف وتعذيب الصحفي السعودي ” جمال خاشقجي” من قبل القنصلية السعودية في مدينة اسطنبول التركية، التقارير تنتهي الى ان “خاشقجي” تم قتله بوحشيه مفرطة.
التقارير تبدو اقرب الى المنطق والصدقية لاسيما ان اخذنا بنظر الاعتبار الشكل الباهت لكل محاولات السعودية الدفاع عن نفسها وانكار التهمة فعلى سبيل المثال من سيصدق ان المبنى الدبلوماسي السعودي في اسطنبول لا يحتوى كاميرات تستطيع نوثيق الداخل والخارج!
من ناحية اخرى، تاريخ المملكة “السياسي” يحتوي العديد من ” تهم” غريبة، لعل آخرها قصة رئيس الحكومة الللبناني سعد الحريري الشهيرة والتي استدعت تدخل الاليزيه.
المهم، ان صحت هذه تقارير خطف وتعذيب وقتل خاشقجي تكون الرياض قد انزلقت في دوامة من الصعب الخروج منها. فالحادث ليس سهلا حتى وان كان صادرا عن مملكة “النفط” السعودية !
فخاشقجي صحفي لامع مقيم في الولايات المتحدة الامريكية ويكتب في مؤسسات اعلامية مرموقة هناك وعملية “خطفه” تمت على ارض اجنبية وبذا تكون المملكة الثرية قد ارتكبت جرائم ” مروعة ” عنوانها الرئيس : انتهاك سافر للمعايير الدولية وتصعيد خطير ومتهور في سياسة الرياض. فالاعتداء على خاشقجي اعتداء على مفاهيم انسانية اساسية كحرية الصحافة وحرية التعبير عن الرأي واحترام حقوق الانسان والاصول الدبلوماسية.
عموما، وهذا هو بيت القصيد، اختفاء خاشقجي (ايا كان سببه) ليس غريبا على منطقتنا، فعمليات تكميم اصوات المعارضة وقمع الرأي المختلف وانتهاك ابسط معايير حقوق الانسان والهيمنة الكلية على الاعلام نسق عميق في منظومة سياسية وفكرية تحكمت بشعوب المنطقة منذ امد بعيد ويبدو اننا لن نتخلص منها بسهولة. عمليات قمع الآخر المختلف اكثر من ان تحصى ان تناولنا تاريخنا العربي.
هل تتذكرون الحلاج !
الملاحظة الأهم، من وجهة نظري، تكمن في وجود من برر ويبرر للانظمة مشاريع قمعها …
هذا هو الخطر الحقيقي !