علم الخطاطة أو المخطوطات ” Codicology” ، علم دقيق ، ويتطور وفق التقدم التكنولوجي ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، يعتمد أيضا على ما يكتشف حديثا ، من ملفوفات وقصاصات ورقائق .. والجانب الأخير الذي لا يمكن التوقف عنده ، هو وجود مخترعات جديدة دوما .. في هذا البحث ، ولدقة وأختصاص الباحثين بهذا الشان ، سأعرض بعضا من هذه المخطوطات الأولية للمصحف / ولايمكن تغطيتها كلها ، معتمدا على المصادر والميديا ، ومن ثم سأعرض قراءتي . * . لغرض أطلاع القارئ ، على بعض هذه المخطوطات ، سأسرد ما ورد عنبعضها ، من موقع / اليوم السابع :
1 . مخطوط جامعة برمنجهام القرآني : وهي عبارة عن آيات قرآنية مخطوطة علي قطع جلدية ويعتقد أنها تعود إلي الفترة 568 لغاية 645 ميلادي ، أي بعد وفاة الرسول أو عند حياته وهي تتضمن آيات بالخط الحجازي . 2 . مخطوط كهوف الضالع – اليمن : وجدت هذه المخطوطة في أحد الكهوف الجبلية جنوب المدينة “ نُسخت بيد الفقير إلى الله عام 200 هجرية “ ، يعود عمر المخطوطة 1236 عاماً . 3 . مخطوطة ولاية بادن الألمانية – ألمانيا : وجدت هذه النسخة في مكتبة الجامعة بخط اليد تعود للقرن السابع الميلادي ، ووصلت المخطوطة الى مكتبة الجامعة عام 1864 عندما اشترت الجامعة جزءاً من مجموعة الكتب الخاصة بالقنصل البروسي يوهان غوتفريد فيتس شتاين ، ويعود عمرها 1366 عاماً . 4 . المخطوطة الأندلسية – تايلند : توجد المخطوطة بمدينة ناراتيوات جنوب تايلند ، أندلسية الأصل وتعود إلى “ عبد الرحمن الغافقي “ أمير الأندلس هو أحد أبرز القادة العسكريين في التاريخ العربي تولى حكم الأندلس سنة 732 ميلادي. 5 . مخطوطة الجامع الكبير – اليمن : وجدت هذه المخطوطة أثناء أعمال ترميم الجامع الكبير بصنعاء إثر سقوط أمطار غزيرة عام 1972 م ، ويعود عمر المخطوطة 1344 عاماً ، وهذه المخطوطة جاءت من 800 مصحف يرجع تاريخها الفترة بين القرنين الأول والخامس للهجرة . 6 . مخطوط عمرو بن العاص : أقدم نسخة مخطوطة هي مصحف جامع عمرو بن العاص وهو موجود في دار الكتب حاليا ، وأن المقريزي روي أن تلك النسخة جاء بها عراقيا وكان عليها بقع من دم الصحابي عثمان ، وأنكر البعض تلك الرواية. 7 . مخطوطات المكتبة الوطنية الفرنسية : تضم 16 من العُسُب / جرائد النخل ، مع اثنتين إضافيتين اكتشفت في برمنجهام في عام 2015 ، مشهورة هذه المخطوطة قد تشير إلى منتصف القرن السابع الميلادي ، كان جزءا من الكثير من صفحات من مخزن المخطوطات القرآنية في مسجد عمرو بن العاص في الفسطاط التي اشتراها الفرنسي المستشرق جان-لويس دي عندما شغل منصب القنصل الفرنسي في القاهرة خلال 1806–1816. * . تساؤلي ، هل هناك أكتشاف لمصحف كامل بسوره وآياته من كل هذه الأكتشافات ، هذا هو السؤال ، أو أن الأمر هو مجرد قصاصات ولفائف ورقائق هنا وهناك ! . كما أن الفحص الأشعاعي التي أعتمد في تحديد عمر المخطوطات – من الممكن بالتطور التقني يستنتج أنه كان غير دقيقا ! وأما وجود دم عثمان على بعض المخطوطات فهذا من الخيال الروائي .
القراءة : * . لو تركنا كل هذه المخطوطات / أعلاه ، جانبا ، وناقشنا التالي ” هل الذي أكتشف يشكل جزءا أو أجزاءا من مصحف الخليفة عثمان بن عفان ” ، هذا هو السؤال المركزي ، حتى نعرف ما نقرأ بمصحفنا الأن ! . للأجابة على هذا التساؤل ، سأقدم ما ورد في موقع / الأسلام سؤال وجواب ، الذي يجيب على بعض من هذه التساؤلات ، وعلى شكل فقرات : (( لم يثبت لدينا شيء عن مكان وجود المصاحف التي أمر عثمان بن عفان بنسخها اليوم ، ولا عن صحة ما تدعيه بعض المتاحف في العالم من احتوائها على بعض المصاحف العثمانية أو حتى مصحف عثمان الشخصي ” المصحف الإمام “.)) . (( يقول الشيخ الزرقاني : ليس بين أيدينا دليل قاطع على وجود المصاحف العثمانية الآن ، فضلا عن تعيين أمكنتها .. أما المصاحف الأثرية التي تحتويها خزائن الكتب والآثار في مصر ويقال عنها إنها مصاحف عثمانية : فإننا نشك كثيرا في صحة هذه النسبة إلى عثمان ؛ لأن بها زركشة ونقوشا موضوعة كعلامات للفصل بين السور ، ولبيان أعشار القرآن ، ومعلوم أن المصاحف العثمانية كانت خالية من كل هذا ، ومن النقط والشكل أيضا )) . (( ويثار السؤال القديم مرة أخرى في الوقت الحاضر ، وهو : هل يمكن أن يكون واحد من هذه المصاحف القديمة الباقية أحد المصاحف العثمانية الأصلية ؟ إن أغلب الباحثين أَمْيَل إلى استبعاد ذلك ، إذ من المتعذر اليوم العثورعلى مصحف كامل كتب في القرن الهجري الأول أو الثاني وعليه تاريخ نسخه أو اسم ناسخه ، وكذلك فإنها في الغالب غير مجردة تماما من العلامات التي أدخلت في وقت متأخر ، كما أن إقرار ذلك يحتاج إلى أدلة تاريخية ومادية قوية ، ودراسة متعددة الوجوه )). * . بينما في مواقع أخرى تؤكد وجود مصحف عثمان ، ففي موقع / أسلام ويب ، أقدم ملخصا لذلك (( أقدم نسخة من المصحف موجودة في تركيا – وقد حفظت في قصر توبكبي في أسطنبول ، وتوجد صورة منها في قطر . وهي نسخة منسوبة لسيدنا عثمان الذي قام بنسخ القرآن وجمعه بعد جمع الخليفة الأول أبي بكر ، وتعود لأكثر من 1400 سنة )) . * . مما سبق يتضح لنا تضارب في الأخبار ، حول وجود مصحف عثمان ، وشخصيا أميل الى فقدان أثره ، لأنه يعودلأكثر من 14 قرنا ، وهل من المنطق أن تبقى مخطوطات كتبت على” الرقاع والعسب واللخاف والأكتاف ” سالمة كل هذا الزمن. * . الملفت للنظر ، هو أكتشاف كومة من جلد الغنم ، في مدينة بندر عباس الأيرانية ، عليها نصوص دينية أسلامية ، و مخطوطات أخرى مكتوبة باللغة الفارسية . (( ومن بين تلك النصوص آيات من سورة “العلق” يعود تاريخ كتابتها إلى العقد الأول من الهجرة . وذكر موقع ” نوفيل أوردر مونديال ” الفرنسي أن تلك المخطوطات تحتوي على نسخة جديدة ومختلفة (قليلاً) عما ورد في سورة العلق (السورة رقم 96 في القرآن ، وتعتبر تلك السورة بداية وحي القرآن ) وأن التغيير الذي طرأ على سورة العلق هو كلمة ( الله ) التي تكررت في تلك المخطوطات المكتشفة تحت مسمى ( خودا ) وهي كلمة فارسية تعني ( الرب ) أو ( السيد ) وهي الكلمة التي كانت مستخدمة آنذاك لتسمية الإله الزرادشتي أهورا . وبينّت المخطوطات أن تاريخها يعود إلى مجموعة كانت من أتباع الرسول محمد الذين هاجروا إلى بلاد فارس لنقل تعاليم الإسلام إلى معتنقي الديانات الأخرى في تلك البلاد . وبعض الأدلة تشير إلى أن عددا ممن أرسلهم لبلاد فارس قاموا بتأسيس جماعة دينية تدعى (المختارين من الله) ويشار أنه تم القضاء على هذه الجماعة في وقت لاحق في 651 ميلادية ، خلال عمليات الغزو والتوسع التي جرت أيام الخلفاء الراشدين . وأكد الباحثون أن هذه الاكتشافات تعتبر حديثة ومدهشة وتفتح المجال أمام تقديم تصور جديد لتاريخ الإسلام الحقيقي / هذه الفقرة نقلت بتصرف وبأختصار من موقع سبوتنك )) . * . أن أكتشاف هذه الكومة من جلد الأغنام – ومخطوطات باللغة الفارسية / في بندر عباس الأيرانية ، وتأسيس جماعة دينية تدعى ( المختارين من الله ) ، يدلل على وجود أسلام أخر في بلاد فارس ، أسلام ذو صبغة فارسية ، والدليل على أنه أسلاما أخرا ، هو القضاء على مؤسسيه من قبل خلفاء محمد .ويقدم أيضا قرينة على وجود مصحف بمفردات زرادشتية . * . هناك نسخ أخرى للمصحف “ وأحدة تنسب لعلي بن أبي طالب والثانية للحسن البصري ” . وسأعلق على نسخة الأمام علي ” أما نسخة الأمام علي فهي محفوظة الآن في ضريح الإمام البخاري في سمرقند ، وقد كانت وزارة الثقافة السوفيتية زمن لينين قد استولت عليها ونقلتها لموسكو . ولما أنهار الاتحاد جرت محادثات لإرجاع المصحف لموطنه الأصلي سمرقند ، فلما سمع المسلمون بذلك أعدوا احتفالا على طول الطريق من موسكو إلى سمرقند ، وصار الموكب كلما مر بقرية نزعوا ورقة من المصحف كي يتباركوا فيه ! ولما وصل الموكب لسمرقند حتى كان قد فقد ثلثيه ، فندم المسؤولون على التفريط الذي حصل ، فأحضروا خطاطين لتقليد خط المصحف وإكمال ما قطعوا منه ، وبقي الثلث الأخير من المصحف وهو محتمل أن يكون بخط الأمام علي ” / نقلت الفقرة بتصرفوأختصار من موقع المكتبة الشاملة الحديثة / ملتقى أهل التفسير . * . هذه الرواية ، حول نسخة سمر قند ، وفق رأي الشخصي أيضا غير موثوقة ، ولا يقبلها المنطق ، فكيف يتم أرجاع وريقات ثلثي المصحف دون أي نقص ! ، وهل عرفوا من أخذ وريقة ، ومن الذي لم يأخذ ! ، وهل رد الجميع ما حصلوا عليه من وريقات ! ، وكيف تمت أعادة التدوين دون أي خطأ ! ، أخيرا : كيف عرفوا من أن المخطوطة بخط الأمام علي .
خاتمة : 1 . من كل ما أكتشف من نسخ / المشار أليها في أعلاه ، هل هناك تطابق في النصوص – وهذا مستبعد ، بل هل يوجد هناك تماثل في الأسلوب والرسم ، حتى نقول بوجود مصدر واحد – الكل نقلت عنه / كمصحف عثمان . من جانب أخر ، هناك قدر من الأجماع بعدم وجود أي أثر لمصحف عثمان . أذن من أي مصادرنقلت المصاحف اللاحقة ! . 2 . تساؤل هل كتبت مصاحف أخرى في العهد العباسي / الذيتأسس سنة 750 م ، بأعتباره العهد الأكثر تقدما لغويا وثقافياوعلوما .. ! ، وأكيد أن من نسخ تلك المصاحف العباسية ، قد أعتمدوأستند على مصادر معينة . 3 . أخيرا : أنقل ما قالته الدكتورة مونيا آيت قدورة / باحثة في الفلسفة والدراسات الأسلامية – وكانت ضيفة في برنامج مختلف عليه مع أبراهيم عيسى / حلقة القرآن في المختبر ، قالت : { أن كل ما أكتشف من نسخ للمصحف ، المشار أليها من ” رقائق وملفوفات وقصاصات .. “ ، هي ليست من مصحف عثمان } ! ؟ . نقطة رأس السطر .