النساء وزيارة الاربعين

العراقيون بصورة عامة على موعد في كل عام بحلول شهر صفر ان يبدأ الزحف المليوني باتجاه كربلاء المقدسة لأداء مراسيم زيارة الاربعين  حيث يشاهد العالم بأسره ومن خلال القنوات الفضائية ما يبديه محبي ال محمد من الحسرة والالم  على  ما حدث في معركة الطف وما بعدها من سبي  حرم الرسول (ص) واخذهم سبايا من كربلاء الى الكوفة ومن ثم الى الشام وعودتهم الى المدينة مرورا بكربلاء لذلك يحاول الشيعة خصوصا في العراق ان يعيشوا حالة الالم والقسوة في المسير من خلال مجيئهم سيرا على الاقدام من كل انحاء العراق متوجهين الى كربلاء وخصوصا بعد زوال الكابوس المرعب الذي كان جاثما على صدور العراقيين الشرفاء وبرغم كل القتل وما يحاول فعله اعداء الله من الوهابيين والتكفيريين النواصب واما في عامنا هذا  فقد حدث شيء ملفت للنظر وهو اقدام الشيخ اليعقوبي على إصدار بيان يحرم فيه ذهاب النساء في هذه الزيارة ذاكرا اسبابا لا تصمد اما النقد والمناقشة لذلك كنت منتظرا للوقت الذي يبدأ به الزحف المليوني لأرى كيف يكون التعامل مع هذا الراي فتابعت ومن خلال بعض الفضائيات خروج الزائرين من المحافظات الجنوبية وخصوصا البصرة وميسان والناصرية وهنا حدثت المفاجئة حيث رأيت ان هناك اعدادا غفيرة من النساء تزحف باتجاه كربلاء ومن مختلف الاعمار ولا نبالغ اذا قلنا انها اكثر من كل سنة لذلك قلت في نفسي ان هناك اسبابا قد تكون احتمالات واردة لهذه الخروج على الرغم من صدور الفتوى بالتحريم  والتي منها:
1.  ان العراقيين رجالا ونساء قد تعاملوا مع الفتوى طبقا للمثل العراقي الدارج (*** بسوق الصفافير )
2. ان الاعلام لم يكن بالمستوى المطلوب بحيث يوصل الفتوى للناس لكي يلتزموا بها وهذا يلقى على عاتق سماحة الشيخ في توفير الارضية المناسبة لإيصال الفتوى .
3.  ان الفتوى وصلت وعلم بها الناس ولكن لم يتم تطبيقها الا من قبل المعنيين بها وهم مقلدي سماحة الشيخ وهو  كهمل النعم .
4.  ان الفتوى وصلت وعلم بها الناس الا ان هناك تيارا يقف بالضد من هذه الفتوى يتزعمه العلماء في الحوزة العلمية لذلك قاموا بإصدار فتاوى تحث النساء على المسير ونبذ ما صدر من سماحة الشيخ وطبعا هذا مما لم ولن يقول به احد .
5.  ان الفتوى صدرت ولكنها جاءت متأخرة نوعا ما لذلك لم يستطع احد تطبيقها وهذا ايضا مردود لان الفتوى صدرت قبل وقت كاف لتطبيقها .
6. ان الفتوى صدرت وكان التطبيق لها جيد جدا ولم تخرج اي من النساء ولكن الله سبحانه وتعالى وكرامة لابي عبد الله انزل ملائكة وبهيئة نساء يراهم الناس في الطريق الى كربلاء لكي لا تمر هذه المناسبة ولم يشارك بها كل فئات المجتمع فيشمت بها اعداء المذهب .
7. ان الفتوى صدرت وسمع بها الناس ولكن لم يتم تطبيقها لان الشيعة في العراق لا يلتزمون بالفتاوى الصادرة من علمائهم وهذ ايضا مردود ومن خلال وقائع كثير جدا كالانتخابات وغيرها .
8.  ان سماحة الشيخ اليعقوبي من الشخصيات المحترمة في البلد وهو شخصية معروفة الا انه لم يثبت اجتهاده عند الشيعة العراق لذلك لم يعيروا أهمية لما يصدر عنه .