19 ديسمبر، 2024 4:18 ص

النساء للقيادة والرجال للوسادة..؟!

النساء للقيادة والرجال للوسادة..؟!

نِعّم، الإسلام وأفضاله كثيرة. أهمها منع تلك العادة السيئة (وأد البنت) التي كانت شائعة في جاهلية العرب الأولى التي أنسنها الإسلام وردها إلى سواء السبيل. إقتناعاً من “العربي” جهلاً بأن “البنت” قد تجلب العار حين تكبر لأهلها. فكان دفنها تعبيراً عن رفضه لاحتمال وقوع العار..؟
الإسلام أعاد للمرأة إعتبارها الإنساني. كما أعاد لـ”الرق” أي “العبيد” حريتهم وحقوقهم وأوقف بقوانينه الإلهية الرجس الذي عاشه العربي في جاهليته. حرر “المرأة”. و”الرجل”. و”أنسن الحياة”.
كما أوقف الإسلام عبادة الآلهة “اللات، والعُزى، ومِناة، وهُبل”. ليفرض عبادة الخالق الأعلى الواحد الأحد. وليس المخلوق الذي لأجل السلطة يحرق البلد. واستقرت حياة الجميع بالإيمان الجديد وانطلقوا بقوته يحملون معهم رسالة الفتح، وعدالة إنسانية الإسلام، وأعظمها الحرية.
في جاهلية العرب الثانية، تحديداً، منذ قيام “إسرائيل” ثم غزو “العراق”، تعود الجاهلية الأولى بكل أرجاسها، وتستبدل بالله الواحد، آلهة ليس بينها اللات والعُزة ومِناة وهُبل، ولكن من بينها حُكاماً آلهة معروفة أسماؤهم، خاصةً في “العراق”، يفرضون على المواطن عبادتهم من دون الله، وأن يولي وجهه شطر قصورهم يومياً “خمس” مرات، ويمارسون في خلق الله سلطته، ومن بينها سلب الحياة، بقتلها أو بتفريغها من إنسانيتها، حكاماً- مدنيين وعسكريين ومعممين- حملهم عبث القدر وإرادة الخارج إلى السلطة، مهمتهم الأولى، ضبط الإنسان العربي وترويضه، تكفيره بكل ما آمن به من قبل… وإحياء جاهليته الكبرى بكل فسادها وخروجها ولا إنسانيتها.
الفرق بين (رجال) جاهلية العرب الأولى، وبين (رجال) جاهلية العرب الثانية. صفة واحدة لم تعد موجودة في الفريق الثاني. إنها (الرجولة) فلقد كان العرب في جاهليتهم وإسلامهم رجالاً.
ما الذي حدث لهؤلاء العرب، فقدوا كثيراً من مقومات شخصيتهم، في جاهليتهم وإسلامهم على السواء.. فلا هم عرب ولا هم مسلمون..؟
لاجواب، إلا أن يكون ثمة خصي الرجال فلا رجولة ولا رجال.. اللهم إلا بعض أطفال في فلسطين وسورية والعراق يواجهون العدوان بالحجارة والجوع والصبر، ويهزؤون من رجولتنا وفحولتنا ويضحكون..؟
ما العمل..؟.. أنستورد رجالاً من عالم آخر. أم نستسلم، أم نعود إلى جاهليتنا الأولى، وبدلاً من وأد النساء خشية العار، فنئد الرجال… من خشية العار أيضاً..؟.. وهل أبلغ من عارنا برجالنا وبعض حكامنا.
نئد الرجال خجلاً من التاريخ، ومن الحاضر والماضي والمستقبل.. ونلجأ إلى النساء، فقد علمنا إن بعض نساء فلسطين وسورية والعراق إن منهن رجالاً، وأُخريات يلدن صبيةً أحراراً، يعوضن نقص الرجال..؟!
وليرحم الله العرب في جاهليتهم الثانية، تلك التي نستبدل فيها بالرجال النساء، والصبية.

أحدث المقالات

أحدث المقالات