من المعروف أن لنشأة الإنسان دَورٌ في تَركيبِ شَخْصِيته، ولا نَغْفَل دَور الجينات الوراثية في هذا الجانب وكذلك البيئة، المحيطة به والتي ستعكس سلباً أو إيجاباً على شخصتيه وطباعه وسلوكه.
لو إخترنا أحد الشخصيات البارزة في محافظة ذي قار، والتي كان لها الدور الفعال في نشأة الأجيال وتربيتها، إضافة للتشريعات والإنجازات التي تتعلق، بهذا الجزء الهام من حياة الفرد وهو التربية والتعليم، ’’الأستاذ الدكتور عادل فهد الشرشاب البدري’’ ، مدرس لعدة أجيال ومديرعام تربية ذي قار الأسبق، والنائب في البرلمان العراقي ورئيس لجنة التربية النيابية، ووزير السياحة والأثار السابق، رئيس مجلس وزراء السياحة العرب لدورته الـ 17، الحاصل على بكالوريوس علوم الحياة والدكتوراه في العلوم السياسية.
حديثنا فيما يخص تأثير الصفات الوراثية والعادات التي ورثها وإكتسبها من عائلته التي عرفت بالطيبة والكرم والشهامة والترفع عن الصغائر وتوافه الأمور، ناهيكَ عن الصدق والنبل والأخلاق العالية، من تلك المدرسة إنْتهلَ مشاربَ العلم والثقافة وحسن الإدارة والتدبير.
السياسة والقيادة تحتاج صفات خاصة؛ ومنها النزاهة والمصداقية؛ وهذه من الخصال التي تحلى بها المربي الفاضل والوزير الناجح عادل الشرشاب، فهو من المعروفين بنزاهته طيلة توليه مهام الإدارة والوزارة، وقدم الكثير من المشاريع والخدمات الداعمة للقطاع التربوي وكذلك السياحي مع قصر المدة التي تولى فيها قيادة وزارة السياحة والأثار قبل دمجها مع وزارة الثقافة في 2015.
فمن المنجزات التي تخص الجانب التربوي حين كان، الشرشاب رئيسا للجنة التربية النيابية، تشريع قانون منحة التلاميذ تشجيعاً لهم لعدم ترك مقاعد الدراسة، وتشريع قانون محو الأمية، وهذا دليل إهتمامه الكبير بالعلم الذي به تبنى الأمم وتنهض الشعوب، إضافة لرفع التسكين عن منتسبي وزارة التربية، والعديد من الإنجازات التي لا يسعنا ذكرها.
أما فيما يتعلق في الجانب السياحي فمنها: افتتاح المتحف الوطني العراقي ومتحف الناصرية الحضاري بعد اغلاقهما لمدة ٢٥ عاماً ، أيضاً افتتاح دور تراثية للشاعر بدر شاكر السياب في البصرة، وخان النخيلة في كربلاء ودار تراثية لعبد الكريم قاسم في بغداد، كذلك إفتتاح معاهد السياحة في ذي قار والمثنى وغيرها من المحافظات، إضافة للإستفادة من الخبرات الأجنبية والمنتمين لجامعات عالمية رصينة بتدريب الأثاريين العراقيين واكمال عمليات التنقيب، وأهم تلك المنجزات هو المباحثات العديدة والجهود الحثيثة، التي جرت حول رفع الحظر عن الأهوار، والمواقع الأثرية لتدخل قائمة التراث العالمي.
ولأن النزاهة لا مكان لها في وطني الجريح، دُمجت وزارة السياحة بعد أن خرجت للحياة بعمل جاد ومخلص ودؤوب من قبل الوزير عادل الشرشاب، يحضرني قول الكاتب والصحفي الايطالي ’’أنطونيو تابوكي’’ :
العالمُ هستيريٌّ في هذه اللّحظة، ويجب على الأجيال الشّابة البحث عن الأصالة بغية محاربة هذه الفظاعة وهذا الجنون.