القرارات الاخيرة لهيئة النزاهة المستقلة بحق بعض المسؤولين العراقيين صرخة أيقضت سبات الغارقين في بحور العسل وبعثت الخوف بقلوب الفاسدين بعد ان كانت أسما تابعا لواحدة من الكتل السياسية وفق الأستحقاق الأنتخابي , لم تمارس دورها المطلوب وظلت اسيرة القرارالسياسي وضغوط المتنفذين , أستفحل على أثرها مرض الفساد ناخرا بجسد الدولة فارضا واقعا مأساويا طال زوايا الحياة المختلفة , تعالت الأصوات مندده مستنكره ساخطه على الوضع, بُحت اصابها وسأما أحبط معنوياتها لتنكفىء على أمل ضعيف ونور لايُرى , الرغبة والأراده عاملان مترافقان لدى المسؤول ان توفرتا أنتج اصرارا وفعلا يكون مثمرا لتغيير واقعا مفروضا معاشا , تراوح على أدارة كرسيها العديد من الشخصيات لانطعن بنزاهتم أو ننتقد فترة عملهم لأنها في طي الكتمان وغاية السرية , فشلت بعملها ولم تقدم شيء يُذكرعلى الواقع , المرجعية الدينية طالبت الجهة التنفيذية تفعيل عمل الهيئة بما يتلائم ومسؤولياتها الأخلاقية والتزامها الدستوري وانقاذها من المحاصصة الحزبية , هذه النداءات والاستغاثات دغدغت مشاعرالجماهير لتخرج مستنكره , العبادي بدوره قام باجراء حزمة إصلاحات لمعالجة المستشري من المرض واوقف حالة التردي والضياع ومنع النكوس لمنحدر اللانهاية في تجربة الوطن , لم تكن كافية بمعنى العلاج لاقتلاع الجذور ونهاية المآساة إلاانه فعل يصب في مصلحة مسيرته كبداية مشرقة في عمله مع علمنا بمقدار الدعم الذي مُنح له إلاانه بقي عاجزا عن الاستمرار بالتطبيق رضوخا لأرادات وأوامر خارجة عن صلاحياته , بقي الرجل كما يقول المثل حائرا بين (حانه ومانة ) بين رغبات النفس لاثبات وجوده ومصالح شعبه وتوجيهات المرجعية الدينية الموقره وبين صاحب المصلحة الحقيقية في هذا الفساد وله اليد الطولى فيها مع ضغوط الشركاء والكتل المتحالفة معه , نؤكد رغبة الرجل باحداث ثورة جذرية على الواقع العراقي ليسمو به وينقذ المجتمع من شروره وامراضه إلاان ماكل مايتنماه المرء يدركه تجري الرياح بما لاتشتهي السفن , حسن الياسري الرئيس الجديد لها والذي تم اختياره مؤخرا جاء برغبة جامحة لاثبات وجوده ووفاءا لعهوده بالقضاء على آفة الفساد ومحاسبة المفسدين وتفعيل قرارات القضاة , بالأستدعاء والقاء القبض مره ومحاولة نبش الماضي ومتابعة الملفات التي تفوح منها رائحة الفساد وهي كثيرة والحمد لله أخرى , نجزم انها في رفوف النسيان وعلى مناضد المساومة , العمل الجماعي في بناء الدولة مطلب أخلاقي على الجميع التعاون فيه لخلق جوا آخر من التكاتف خدمة لمصلحة الوطن وانصاف المظلومين , لجنة النزاهة في مجلس النواب واحدة من الجهات المهمة التي يجب التعاون معها وتفعيل الملفات التي تحتفظ بها والتي بقت في ادراج النسيان لعدم سماع نداءاتها ومطالباتها فترنحت مطوية لرغبة المسؤول وقرار المستفيد , المجاملة والمحاباة لا تبني دولة لأنها قاصرة الفهم ضعيفة الحجة مرتبكة القرار تهزها الرياح وتعصف بها المواقف , منذ عام 2003 ولساعتنا هذه اموال كثيرة هدرت بعناوين البناء والاعمار لمشاريع وهمية لاوجود لها إلا في مخيلة الخونة والمفسدين وتجار الخراب وبائعي الضمير وعملاء الصهيونية والفكر الشوفيني البعثي المقيت , ملفات كثيرة لازالت مطوية كغسيل الاموال والتسليح والمشاريع الوهمية والخدميه والبسكويت المنتهية صلاحيته ومدارس الطين التي هُدمت , وملفات ضاع رأس خيطها بين المحافظين ورؤساء مجالس المحافظات لسرقة المال العام , ندعوا هيئة النزاهة وكل العاملين في هذا المجال ان لاينصاعوا للضغوط ويبتعدوا عن المزاجية ,الاستهداف , التسقيط والثأر ومحاولة أعادة الأموال من جيوب الخونة داخل القطر وخارجه , والله من وراء القصد .