22 ديسمبر، 2024 7:03 م

النزاع الازلي والحشد الشعبي

النزاع الازلي والحشد الشعبي

المتتبع لاطراف النزاع السياسي في العراق بعد عام 2003 والذين يسمون انفسهم بالشركاء في العملية السياسية يجد ان الطرف الاول وهو التحالف الكردستاني لديه خطة واضحة يسير عليها تنتهي باعلان الدولة الكردية وهم يستغلون كل ازمة تمر بها البلاد لغرض الحصول على مكاسب اكبر كان اخرها الاستحواذ على المناطق المتنازع عليها وكذلك تغيير مسار انبوب النفط من كركوك الى اقليم كردستان ومن ثم الى ميناء جيهان التركي ليكون ورقة ضغط قوية على الحكومة المركزية.

اما الطرف الثاني وهو القوى الوطنية السنية ومع انهم اطراف متنازعة في بينهم وهمهم الاول هو مصالحهم الشخصية الا ان جميعهم متفق على تلبية مطالب الجهات التي تقف ورائهم سواء كانت فصائل مسلحة او شيوخ عشائر او تجار حرب او جهات خارجية تريد تقسيم العراق وهم يطالبون بمكاسب شخصية ومكاسب تخص جماهيرهم ويحصلون عليها يوما بعد اخر واخرها الغاء قانون المسائلة والعدالة وقانون الحرس الوطني

ويبقى الطرف الثالث وهو التحالف الوطني الذي يأخذ على عاتقه الحفاظ على وحدة العراق ووحدة الدولة ويحاول بكل السبل ان يرضي الطرفين اعلاه مع صعوبة تحقيق الكثير من طلباتهم الا ان المؤاخذات التي تحسب على التحالف الوطني هو عدم الحفاظ على مكتسبات طائفته سواء كانت المكتسبات المالية النفطية باعتبار ان 95% من النفط المصدر الذي يدعم الدولة بالموارد المالية هو من اراضي الوسط والجنوب او حتى جماهيره التي هبت للدفاع عن العراق ووحدته من ابطال الحشد الشعبي الذي يحتاج الى دعم واسناد اكبر واسكات الالسن التي تتطاول على هؤلاء الابطال اضافة الى الحفاظ على دمائهم وعدم زجهم في معارك في مناطق اهلها من داعمي ومؤيدي داعش وان استدعت الضرورة ان يكون هناك قتال وتحرير تلك الاراضي يجب ان يكون بطلب من اهالي وسياسيي تلك المناطق ويكون التحرير في قبالة تنازلات تحالف القوى الوطنية ويحتاج ابطال الحشد الشعبي الى ضمانة لحقوقهم وحقوق عوائلهم واعطائهم امتيازات الابطال.

ان مجاهدي الحشد الشعبي هم امانة في اعناق الجميع والحفاظ عليهم وادخارهم ليوم اخر وجعل انباء المناطق الغربية هم من يحررون اراضيهم وتشريع قانون يحمي هؤلاء الابطال مع الرد بقوة عن كل من يساويهم بداعش كما ان الحفاظ على حقوق ابناء الوسط والجنوب وعدم اعطاء تنازلات بدون مقابل هو ايضا امانة في اعناق ممثليهم لان هناك غموض وعدم وضوح في كثير من السياسات التي تحتاج الى شفافية مما يرجع جزء من الثقة المفقودة بين التحالف وجماهيرهم.

 

Email:[email protected]